الفكرة الجهنمية التي تقدم بها المدعو محمد سامح لبيع الجنسية المصرية بالمزاد العلني للأجانب والعرب ,نعترف أنه تفوق بها على أعتى نخاسين مبارك ,فلا غرابة أن يكون صاحب المقترح رئيس الاتحاد العربي للإستثمار ,والإستثمار هو كلمة السر التي جرت على مصر وبالاً جراء التسريع ببيع كل ما طالته أيديهم مهما بلغ حجمه أو زاد وزنه، ما يهمنا ليس المقترح إذا اعتبرناه هذيان إنسان محموم ,ولكن ما يعنينا ما جاء على لسان هشام زعزوع وزير السياحة الذي صرح بأنه يرحب بكافة المشروعات التي تعزز المدخلات الاقتصادية للدولة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد بشرط (عدم المساس بالأمن القومي المصري ) وكأن الجنسية لاتتعلق من قريب أو بعيد بالأمن القومي المصري كلنا يعلم أن بياعين الاستثمار لايهتمون بأمن الوطن أو حمايته لانشغالهم بالأرقام وتكديس الأموال ,لكن أن تتقارب الحسبة مع السياسيين إلى درجة التفكير في إمكانية التنفيذ فهذه مصيبة أعظم. الجنسية لمن لايعلمون جزء لايتجزأ من أمن أى دولة وفي بعض بلدان الخليج هناك من يطلق عليهم (البدون) أى ممن لايحملون الجنسية لظروف تقدرها دولتهم كنوع من الحفاظ على أمنهم القومي رغم أن هؤلاء المواطنين لايعرفون وطناً آخر يعيشون فيه فإذا بنا نفكر في استجلاب جنسيات مختلفة لتذويبها وصهرها في المجتمع المصري وإعطائها كافة حقوق المواطن العادي وبحسب المشروع المشبوه فإنه ينقسم لثلاثة برامج ,الدفعة الأولى تشمل 100 ألف مستثمر يسدد كل منهم 250 ألف دولار كمساهمة في صندوق (تمويل بناء مصر) كإيراد مباشر في الخزانة العامة للدولة وفي المقابل يحصل على الجنسية ثم بعد عام تمنح الزوجة والأولاد الجنسية أيضاً وهكذا يزداد المزاد بازدياد القيمة النقدية في البرنامج الثاني لتصل إلى 500 ألف دولار ثم تمنح الزوجة والأولاد الجنسية بعد خمس سنوات…..إلخ. وببيع الجنسية ل300 ألف مستثمر بإلاضافة لزوجاتهم وذويهم يصبح لدينا عدد هائل يستطيع الإمساك بتلابيب الأمور منهم العسكريين والقادة والساسة والجواسيس من حاملي الجنسية المصرية الذين صادفوا المصباح في ليلة ليلاء كتلك التي توعد بها آرثر فرجينيا جميلة الجميلات. إن كيان صهيوني قابع على الحدود ينظر ويفكر ويخطط للإجهاز على الوطن العربي وفي القلب منه مصر سيكون حتماً صاحب المبادرة الأولى للإستحواذ على نصيب الأسد وهو على استعداد لبذل الأموال ببذخ في سبيل الوصول لأدق تفاصيل المجتمع المصري دون ملاحقة الأجهزة الأمنية . ليت الذين يخططون في بيع الوطن من أجل حفنة من الدولارات يفكرون في كيفية استعادة الأموال المهربة من قبل مبارك ورجاله واسترداد القصور والفيلات المشيدة بطول مصر وعرضها وبيعها في المزاد العلني لصالح صندوق تمويل مصر ,ومحاسبة رجال الأعمال الذين وضعوا أيديهم على الأراضي المميزة بأبخس الأسعار بدلاً من تسليم مصر على المفتاح لأعدائها والمتربصين بها .كان الأولى بهشام زعزوع أن يضع خطة لتطوير وزارته بإحياء الأماكن السياحية والاستفادة منها وتسويقها فمصر تملك ثلث آثار العالم التي من شأنها أن تدر أموالاً طائلة لخزانة الدولة ومن ثم يستطيع الاطمئنان على الأمن القومي المصري وهو مطمئن البال. يبدو أننا على موعد مع الحواه فمازال جرابهم يحوى الكثير من الحيل والخدع لاستراق السمع والبصر في محاولة لاستلاب الوطن.