أزمة الكهرباء تتفاقم.. وملايين المصريين يعيشون مأساة يومية بسبب انقطاعها.. إذ يعيشون حالة من الغضب العارم بعد أن بلغت ذروتها للانقطاع المتكرر ليصل إلى أكثر من 5 مرات يوميًّا على حد قول المواطنين الذين التقت بهم "البديل" بين أحضان الشارع للتعرف على حجم المأساة والمعاناة التي يعانونها وما ترتب على الأزمة من أزمات أخرى. تستغيث نعمة أنور كامل بالحكومة للنظر إليها وكل من هو مثلها بعين الرحمة، حيث تقول "أنا مريضة بالضغط العالي ومع انقطاع الكهرباء الضغط يزيد ارتفاعًا مع زيادة درجة الحرارة بعد توقف المروحة الكهربية إثر انقطاع الكهرباء". ويصرخ محمد خالد ابن مالك محل عصائر أننا "وصلنا لحد الاختناق من انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، خاصة أن انقطاع الكهرباء يفسد المنتجات والعصائر المتواجدة داخل الثلاجات خلال دقائق بسيطة"، مشيرًا إلى أن الكهرباء تنقطع أكثر مما تكون متواجدة. واستنكر محمد علي ويعمل سمكري سيارات انقطاع الكهرباء قائلاً إن الأمر زاد عن حده، حيث أصبحت تنقطع لساعات طويلة وفي أوقات العمل الفنية، موجهًا رسالة للحكومة "ربنا يهديها وتحس بينا وبمشاكلنا"؛ لأن انقطاع الكهرباء يوقف أشغالنا؛ مما يقلل من الدخل اليومي، متابعًا "إحنا مش ناقصين وعاوزين نشتغل". وحمل سمير الشربيني أزمة انقطاع الكهرباء على الأثرياء الذين يمتلكون أكثر من ثلاثة مكيفات في منزل واحد وعددًا لا حصر له من الأجهزة الكهربائية المختلفة، مطالبًا الحكومة بمطالبة هؤلاء الأثرياء بترشيد استخدامهم ومراعاة حقوق الفقراء في الكهرباء، "فالكهرباء من أساسيات الحياة وتؤثر على أعمالنا التجارية، وتؤثر على حركة البيع والشراء، الزبائن لم تخرج من منازلها، والبائع حائر في انتظار الكهرباء". وواصل لطفي عبد الغني محمد محاسب بشركة المطاحن مأساته قائلاً "إحنا بجد اتخنقنا، فالكهرباء تنقطع حوالى 8 مرات يوميًّا، وهذا شيء سيئ للأطفال الصغار، فهم لم يحتملوا ارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى فساد الأطعمة بالثلاجات وتوقف عجلة الإنتاج بالمصانع، مما يؤدي الى ارتفاع الأسعار". ووجه لطفي رسالة إلى كل المصريين بمحاولة ترشيد استهلاكهم ومحاولة تخفيف الأحمال؛ حتى لا تقطعها الحكومة علينا، كما طالب الحكومة بعدم قطع الكهرباء في أوقات الذروة؛ نظرًا لارتفاع درجات الحرارة. ويؤكد محمد أحمد المحامي أن انقطاع الكهرباء كارثة حقيقية يجب على الحكومة سرعة علاجها، مشيرًا إلى أن أول تفكيره حال انقطاع الكهرباء الأجهزة الكهربائية وتحديدًا الثلاجة، فشدة التيار أدت لإفسادها. وناشد الحكومة قائلاً عليها أن تبحث كل سبل صيانة محطات الكهرباء، لافتًا إلى أن الحكومة من المؤكد لديها بدائل أخرى، لكنها تختار الحل الأسهل. وحذر من أن الناس وصلوا لأعلى درجة من الاختناق من أزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات الأخرى كانقطاع المياه وارتفاع أسعار السلع، فعلى الحكومة أن تتوخى الحذر؛ لأن المرحلة التالية من الاختناق هي الانفجار، والانفجار هذه المرة لن تستطيع الحكومة مواجهته، موجهًا رسالته "خفوا على الناس". وتقول زينب عبد التواب لديها كشك حلوى "الكهرباء تقطع كثيرًا وانقطاعها يوقف حال البيع والشراء، إضافة إلى أن انقطاع الكهرباء أدى لزيادة أسعار السلع الغذائية وأنا أم لستة أطفال يتامى لم أعد أحتمل تكلفة تربيتهم". وشدد إبراهيم عز "سائق" على أنه يجب أن تجد الحكومة حلاًّ للأزمة "لأننا اتخنقنا، التلاجة اتحرقت ومش عارف أصلحها، وأطفالي صغار يصرخون من ارتفاع درجة الحرارة"، مطالبًا بمحاولة التخفيف في قطع الكهرباء وعدم قطع الكهرباء، خاصة على المناطق الفقيرة. أما محمد أنور عامل جزارة فقال إن قطع الكهرباء تسبب في "خراب بيوت" فنصف كمية اللحوم فسدت والخسارة وصلت لحوالي 60 %.