طالب عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، من الحاضرين لاحتفالية مشروع محور قناة السويس الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء من المصريين، كما وجه التحية للزعيمين جمال عبد الناصر وأنور السادات. وقال "السيسى" خلال كلمته إن البعض تصور رفض القوات المسلحة المشروع الخاص بتنمية قناة السويس لأسباب تتعلق بخلفية الرئيس السابق، لافتا إلى أن موقف الجيش لم يتغير، وذلك بالموافقة على مشروع شرق التفريعة، مضيفا أن الجيش لا يمكن أن يقف أمام المصلحة الوطنية لمصر، وهذا الأمر لا يتعلق بطبيعة الرئيس الموجود فى الحكم، متابعا: «لا يصح أن نفكر بهذا المنطق وإلا سنكون مثل أصحاب الأجندات الذين لا يجدون حرجا فى تهديد بلادهم». وأضاف: الثوابت واحدة وصاحب القرار الوحيد فى هذا المشروع هى وزارة الدفاع، لافتا إلى أن التصور الماضى كان إنشاء قناة موزاية بالكامل، مع تشكيل لجنة للقوات المسلحة لتدرس وتصبح مسئولة عن إيجاد منطقة عرضها من 7 إلى 10 كيلو بين القناتين على امتداد قناة السويس بالكامل لعمل كيان جديد. وتابع: لكن لدواعى الأمن القومى خاصة فى سيناء، تم استبعاد إنشاء قناة والعمل فقط على شق 35 كيلو فقط، لافتا إلى أن سيناء لها وضع حساس ويجب أن تكون هذه النقطة حاضرة فى أذهاننا، مضيفا أن محور قناة السويس له دماغ واحدة ممثلة فى القوات المسلحة والجميع سيعمل تحت إشراف مباشر منها مع التأكيد على مراعاة أمور الأمن القومى من خلال العمل تحت مظلة 22 شركة مصرية. ولفت إلى أن مشروعات الحفر والبنية الأساسية للمشروع ستكون برأس مال وطنى من خلال المساهمات المختلفة، تتضمن البنوك المصرية والمواطنين حتى الأطفال سيتم عمل أسهم صغيرة لهم بقيمة 5 و10 جنيه، قائلا: «والله العظيم احنا مستعدين نبيع أنفسنا عشان خاطر مصر». واستطرد: فكرة حفر الأنفاق بدأت بمراحل المترو التى تكلفت 18 مليار جنيه وقرض سيتم سداده بعد ذلك، وهو ما دفعنى أن أتساءل مدى قدرة المصريين على حفر مثل هذه الأنفاق التى ستوفر لمصر ملايين الدولارات، وسيتم الإعلان قريبا عن الأنفاق التى سيتم شقها فى محور قناة السويس أو فى مشروع الأنفاق المقبل فى مرحلته الثانية ستكون بسواعد المصريين. وكشف "السيسى" عن مشروع العاصمة الجديدة الذى عرضه وزير الإسكان مؤخرا، حيث يتم الانتهاء منه خلال 12 سنة، موضحا أن تعداد المصريين سيزيد خلال 10 سنوات 26 مليونا، ما يتطلب العمل على إنشاء مدن سكنية للتصدى لظاهرة العشوائيات، ومشيرا إلى أن الهيئة الهندسية أيضا مسئولة عن انتهاء 3200 كيلو العام المقبل، وأن هناك 60 شركة مدنية تعمل فى مجال الطرق والقناة، تنسق مع القوات المسلحة؛ لبناء مصر. وأشار إلى أن الهدف من المشروع استصلاح 4 مليون فدان للزراعة منهم مليون فدان فى المرحلة الأولى فقط، مشددا على أن المصريين مسئولين عن بناء مصر وعليه تم طرح مشروع توشكى، على أن يتم تخطيط 500:600 فدان والمساحة المزروعة حاليا تقدر بحوالى 10% فقط من المساحة الإجمالية على مدار 16 سنة. وأردف: صندوق تحيا مصر مهم لمصر وسيشارك فيه الجميع، لافتا إلى أن تكلفة مشروعات الطرق فقط 32 مليار جنيه، الأمر الذى يتطلب مزيدا من الدعم لصندوق يعمل على توفير السيولة لمصر؛ لأننا نحتاج الكثير خلال هذه الفترة، والأولى بها أهلها والقادرين. وفى سياق آخر، قال "السيسى" إن هناك جهة تحاول تهديد منطقة الشرق الأوسط، وعلينا النظر فى الدول المجاورة، مشددا على أنه لا يجوز لأحد أن يغلب الشعب المصرى، والدليل النظر فى التاريخ الذى يؤكد أن الشعوب لا يقوى عليها أحد طالما كانت صفوفهم وهدفهم واحد، متابعا: "بعض الأشخاص الذين يحملون أفكارا مناوئة لبلادها لا يعلمون أن الأوطان التى تقع لا يمكن بناؤها مرة أخرى"، قائلا "والله لن أسمح لأحد أن يهدد مصر". وعن المصريين المتواجدين فى ليبيا، قال السيسى إن العدد الذى تم إجلاؤه من هناك ستخفف الإجراءات المطبقة عليهم، مع التأكيد على ضرورة الانتباه لكل ما يحدث فيما حولنا، وعلينا احترام قوانين البلاد الأخرى. وأوضح أن المشروعات القومية ستتمد حتى النوبة وحلايب وشلاتين وغيرها، لافتا إلى أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان محظوظا لأنه عندما كان يتحدث كانت أجهزة الإعلام تعمل بجانبه بالتزامن مع صفوف المواطنين، ولا يمكن التعامل مع الأحداث بمنطق الإثارة؛ لأن مصر ظروفها صعبة ويتبقى وعد بينى وبين المصريين وهو المليون فدان، مختتما: «لن نمس موزانة الدولة تجاه المحافظات».