تتفاوت درجات الإعاقة الذهنية أو العقلية من شخص لآخر،بحسب حالته المرضية الخاصة،ويختلف توصيف الأطباء وعلماء النفس حول تشخيص المرضي من هذا النوع، وسط مطالبتهم المجتمعية بضرورة مساندة هذه الفئات وضرورة العمل علي تمكينهم من الإندماج في المجتمع بشكل إيجابي يمنحهم الحق في الحياة . وعبرعدة أعمال فنية في السينما والمسرح والتليفزيون، أهتم بعض الكتاب بأمر تضمين أعمالهم لشخصيات من ذوي الإعاقات الذهنية والمتأخرين عقليا،ووصل الحال في بعض هذه الأعمال إلي تقديمها في أدوار البطولة . ما بين تفرد أحمد زكي في فيلم "شهد الملكة" ، و هزلية عادل إمام في الهلفوت ،وصدق نبيلة عبيد في فيلم " توت توت" وصولا لأحمد رزق في فيلم "التوربيني"، مرورا علي حنان ترك في مسلسل "سارة " ،وأعمال أخري لم تفسح المجال بالقدر الذي يلفت الأنظار غلي هذه النماذج.. هذا العام وضمن الأعمال التي قدمت وسط زحام الدراما الرمضانية ، استطاع الممثل الشاب "حمزة العيلي " أن يلفت إليه الأنظار بعد نجاحه وتميزه في تقديم شخصية " مسكر " ضمن أحداث مسلسل "ابن حلال " للمؤلف حسان دهشان ، والمخرج إبراهيم فخر، وبطولة الفنان الشاب محمد رمضان. نجاح المسلسل وقدرته علي جذب المشاهدين لمتابعته ،منح فرصة مثالية للفنان الشاب حمزة العيلي ،لتأكيد موهبته ، والفوز بقبول مشاهدي العمل لدوره وأدائه ،الذي بذل خلاله مجهودا يستحق الإشادة والإحتفاء ، كان الأداء لافتا،علي كافة المستويات " الجسدية ،والحركية،والصوتية" ،للدرجة التي شعر معها المشاهد أن العيلي لا يمثل الشخصية ،ولكنه يقدمها حقيقة دون مشابهة ! مصداقية غير محدودة ،مكنت العيلي من تقديم "مسكر" بحرفية أدائية عالية ، وهو ما يؤكد بذله لمجهود إستثنائي للوصول إلي هذه الحالة من المهارة والمتعة ، ليدخل بعدها مرحلة فارقة في تاريخه كممثل. حمزة العيلي ،قال ل "البديل" إن سعادته بنجاح الشخصية التي أداها ضمن أحداث مسلسل "ابن حلال " لا توصف ، و لم يتوقع تحقيقها لهذا الصدي والاهتمام من قبل المشاهدين والنقاد وزملاء المهنة من الفنانين، موضحا قربه من شخصيات تعاني ذلك في الحقيقة،وكان مهتما بملاحظتهم ومتابعتهم ودراسة طبيعتهم الخاصة والمعقدة جدا،مشيرا إلي ترشيحه للدور بواسطة صديقه الفنان حسام داغر،الذي شاهده أثناء تقديمه لشخصية مماثلة في العرض المسرحي "ارتجال في المخ " الذي عرض قبل عامين في مهرجان الشباب المبدع بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة. ويري العيلي إن أداء هذا الدور ذات الطبيعة الخاصة جدا،علي خشبة المسرح أسهل كثيرا عنه في السينما أو التليفزيون،بسبب تكرار إعادة نفس المشهد عدة مرات ، ولكنه في النهاية استمتع بأداء الدور،متنميا الإهتمام بهذه الفئة التي تحتاج إلي رعاية خاصة ،ومعاملة مسئولة.