يصر وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم على اتباع استراتيجية أمنية تشبه إلى حد كبير خطة "3 5 2″، التى اعتادت منتخبات كرة القدم فى شمال إفريقيا وعلى رأسهم مصر، اللعب بها طوال العقود الماضية، وحتى وقت قريب، ويحتفظ بها الوزير، رغم اندثار تلك الخطة وبروز أخرى على السطح مثل 4 4 2 و4 3 3 و5 3 2 وغيرها، والتى تطبقها كبرى المنتخبات العالمية، أبطال كؤوس العالم الأخيرة. ويعاب على خطة 3 5 2 اللعب ب"ليبرو" متأخر يمثل عبئًا على الفريق، وكأن فريقه يضم 10 لاعبين فقط وليس 11، فيما يمثل هذا الليبرو ظُلم وزارة الداخلية وتنكيلها بالمواطنين والثوار دون وجه حق، ما يتوجب على الوزارة إلغاؤه والدفع بلاعبها الحادى عشر ضمن لاعبيها العشرة الآخرين، مع تلقينه مهام الدفاع والهجوم على بلطجية الفريق المنافس المهاجمين دون ظلم يكبد فريقه خسائر طرده من المباراة أو ركلات جزاء أو حتى ضربات حرة قرب المرمى. ونجحت 3 5 2 سابقًا فى تأهيل مصر لكأس العالم عام 1990، وتحقيق عدة ألقاب بكأس أمم إفريقيا، إلَّا أنها فشلت فى مناسبات كثيرة، بالضبط مثلما نجحت خطة استراتيجية اللواء محمد إبراهيم، صاحب الأربع وزارات، بدءًا من الدكتور هشام قنديل وحتى المهندس إبراهيم محلب، فى تأمين استفتاءين وانتخابات رئاسية، إلَّا أنها فشلت فى مواجهة التفجيرات المباغتة، التى هددت الجامعات ومحيط المحاكم ووصلت إلى محطات المترو ذات الكثافة البشرية العالية وكذلك قصر الاتحادية الرئاسى. برزت خطة 3 5 2 على السطح فى بدايات ثمانينات القرن الماضى وبلغت أوج قوتها فى كأس العالم 1986 بالمكسيك، وتمكنت من تأهيل منتخبى ألمانياالغربية والأرجنتين للنهائى، ليفوز الأخير بثلاثية مقابل هدفين، إلَّا أن مدربى كرة القدم منذ ذلك الحين قاموا بتغييرات كبيرة فى تكتيك اللعب وزيادة القوة البدنية للاعبين وسرعاتهم، والذى اتضح جليًّا فى كأس العالم 1990، إلَّا أن وزارة الداخلية المصرية تحتفظ بكتالوج الخطة منذ نشأتها دون تطوير أو تعديل. لا يستطيع وزير الداخلية وقواته خوض معركة وسط الملعب، التى تعتمد عليها خطة 3 5 2، كما أن الخبرة واللياقة البدنية لقواته ليست على القدر الكافى لامتلاك الملعب بجناحيه والقيام بمهام دفاعية وهجومية على حد سواء، كما أن مهاجميه غير منسجمين فى إحراز الأهداف فى مرمى خصومة من البلطجية والمجرمين وتجار المخدرات وغيرهم. وزير الداخلية ليس فى حاجة لتغيير خطته من حفظ الأمن وفق طريقة 3 5 2 إلى 4 4 2 أو غيرها فحسب، بل عليه الخروج من محلية الدورى المصرى وتطوير اللاعبين مديري أمنه وقواته وتنمة لياقتهم البدنية التى تؤهلهم لتحقيق البطولات، التى تعادل تحقيق الأمن والاستقرار وبسط سيطرته على مجريات الأمور، دون ظلم أو تنكيل، وجعل مهاجميه على قدرة عالية من الذكاء لمنع انفجار كرات الفريق المنافس وتمريراته، أو حتى التعامل معها بفكر متطور، بدلًا من فقدان حياتهم أثناء تفكيكها. كما تحتاج وزارة الداخلية تعديل تكتيكها إلى الخطط الحديثة، التى تعتمد على استخلاص الكرة من المنافس البلطجى أو الإرهابى والضغط عليه فى كل أجزاء الملعب الوطن مع سد ثغرات المستطيل الأخضر مصر وتضييق المساحات على نجوم الخصم، الذين يعادلون انتشار الأسلحة والمخدرات والجريمة بأنواعها كافة، دون اللعب بخشونة أو التربص بأصحاب المواهب العالية لإصابتهم الثوار والنشطاء والحقوقيين والتى قد تبعدهم عن اللعب بالكامل، كما تفعل فى أقرانهم ظلمات السجون والمعتقلات.