شهدت مصر خلال الأيام السابقة حالة من الزخم السياسي والدبلوماسي على أعلى المستويات لحل الأزمة في غزة ، ومحاولة وقف إطلاق النار، وتبنت الكثير من الهيئات والمنظمات آليات تنفيذ المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وحفظ دماء الأبرياء من المدنيين الغزاويين. يأتى ذلك في الوقت الذى شهدت فيه مصر زيارات مهمة من جانب أربعة من كبار المسؤولين الدوليين وذلك دعما للمسعى المصري لوقف إطلاق النار ومتابعة الاتصالات والمشاورات التي تجريها مصر مع الأطراف العربية والدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني. وقد كان على رأس الوفد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وجون كيري وزير خارجية أمريكا وروبرت سيري ممثل الأممالمتحدة لعمليه السلام في الشرق الأوسط. ولم تسفر تلك المحادثات والزيارت عن أى جديد بالنسبة إلى الشأن المصرى وهو ما أكده السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري، عن عدم نيه مصر فى تعديل أي بنود في المبادرة التى أطلقتها من أجل غزة. وعن ذلك قال دكتور مختار الحفناوي- أستاذ الإسرائيليات في جامعة القاهرة – إن زيارة عدد من المسئولين الدوليين إلى مصر لبحث التفاوض لحل أزمة غزة، ما يؤكد أن مصر دولة رائدة في الشرق الأوسط بشكل عام، لذا ترجع إليها العديد من الدول. وأشار إلى أن مصر لم تستغل حتى الآن دورها في وقف الصراع بفلسطين والوقوف في صالح المقاومة الفلسطنية ضد الكيان المغتصب. وأكد "الحفناوي"، أن إصرار مصر على عدم تغيير بنود الاتفاقية التى وضعتها، يدل على عدم انحيازها لأي جانب سواء كان إسرائيل أو المقاومة، لافتًا إلى أن مصر كان عليها أن تحدد موقفها منذ بداية المجازر وتنحاز إلى فلسطين بشكل صريح، وتعمل على الضغط على الأممالمتحدة لوقف دماء الفلسطينيين. وعلى الجانب الآخر، قال دكتور هاني محمد مصطفى أستاذ الإسرائيليات الحديثة والمعاصرة، إن المباحثات التى تحدث في مصر في الوقت الحالي، ستستمر حوالي أسبوع، بعدها يتم إعلان النتائج التى تم التوصل إليها، مشيرًا إلى ضرورة تعديل المبادرة المصرية بشكل يتناسب أكثر مع مصالح الشعب الفلسطيني الأعزل. وأكد أن بان كي مون وكيري يهاجمان إسرائيل بشكل سري لكن في العلن والمباحثات لن يتركوها وحدها، معتبرًا أن الجميع يعلم أن إسرائيل كيان صهيوني مغتصب يرتكب أبشع الجرائم وعلى الرغم من ذلك يدعمونه طبقًا لبرتوكولات بينهم. وتابع:"على مصر أن تحدد موقفها من تلك الزيارات وتعلن رفضها الكامل لها، وانحيازها بشكل صريح إلى المقاومة الفلسطينية" . فيما قال دكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المبادرة المصرية بها الكثير من البنود التى يجب تعديلها وفقًا لمصالحهم، على أن يتم وقف العدوان عليهم بشكل كامل، وأن يفتح المعبر خلال 24 ساعة لاستقبال كافة الحالات الحرجة".