توحد الموقف المصري، شعبا وحكومة، من القضية الفلسطينية فترة زمنية قصيرة، ثم ما لبث أن تباين، فلعبت حسابات السياسة والدبلوماسية والأوضاع الدولية وغيرها من مسميات دورها في تغير وجهة القيادات المصرية وموقفها من الأشقاء الفلسطينيين، بينما بقي الشعب المصري، وربما الشعوب العربية كلها، ثابتة على موقفها، فالتطبيع مع العدو الصهيوني، أو الاعتراف بوجوده لم يتملك من قلوب الشعب المصري، فبقي رافضا احتلال فلسطين وحصار الفلسطينيين، والصمت المخزي طوال عقود على ما تتعرض له فلسطين بمباركة من الحكام العرب جميعا. «الجرف الصامد» إحدى العمليات العسكرية التي اعتادت عصابات الجيش الصهيوني المحتل القيام بها ضد شعب فلسطين. بدأت منذ أيام، وأعقبها اجتياح بري من قوات العدو الصهيوني لقطاع غزة، لتتزايد أعداد القتلى والشهداء بين أبناء شعب فلسطين. موقف السلطات المصرية تجلى في تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار بين الطرفين، قبلتها قوات المحتل، فيما سخرت بها واستخفت ببنودها فصائل المقاومة الفلسطينية، التي وضعت عشرات الشروط كي توافق على وقف إطلاق النار. أما الشعب المصري فيقف من الأحداث الحالية والمجزرة التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين حزينا يشعر بالخزي من حكومته، يود أن يعتذر لأبناء شعب فلسطين، وأن يستصرخ حكومته كي تهب لنصرتهم؛ لكن شتان ما بين الموقف الشعبي دائما، وخذلان الحكومات. يقول عمرو حمزاوى – أستاذ العلوم السياسية، إن لدي ثلاث رسائل، الأولى أوجهها للفلسطينيين، تحمل الحزن والأسى والخجل من موقف الدولة المصرية تجاه المذابح التى تحدث فى حقهم ومساوتهم بالعدو الصهيونى فى وثيقة الدولة المصرية؛ والثانية أوجهها للمقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها، تحمل التحية لهم، ومباركة معركتهم، والدعاء بالنصر والدعاء أيضا لله أن يسدد خطاهم ويتقبل قتلاهم شهداء؛ أما رسالتي الثالثة فأوجهها للإعلام المصرى الذى أصبح أكبر مدافع عن جيش الاحتلال حيث يصفه بأنه يحارب «حماس» الإرهابية. وأضاف «حمزاوي»: أود أن أقول لهم إنني أشعر بالخجل لأنكم إعلام دولتنا، وما تفعلونه الآن لا يمكن وصفه إلا ب «الخيانة». وقال هيثم محمدين - عضو المكتب السياسيى للاشتراكيين الثوريين: تحية لكل فصائل المقاومة الفلسطينة، وأقول للدولة المصرية، قدمتم مبادرة لحماية أمن العدو الصهيوني وليست لوقف إطلاق النار بين فلسطينالمحتلة وجيش الاحتلال المغتصب للأراضى. أنتم تقفون بجانب العدو، لكن الدفاع الشعبي سيظل يصف الصهاينة بالمحتلين الغاصبين، والفلسطينيين بالمقاومة مهما بذلتم في سبيل تشويه وتبديل هذه الحقائق. وأضاف «محمدين»: أود أيضا أن أوجه رسالة للإعلام المصرى، من الواضح أن الثوابت والمبادىء لديكم ضاعت. هذه الثوابت التى فقدت منذ معاهدة الخزى والعار «كامب ديفيد»، فقد تناسينا أن ما يحدث اسمه «الصراع العربى الإسرائيلى» وليست الحرب بين الإسرائيلين وحماس، فكفاكم خزيا وعارا. فيما قال محمد صلاح – المتحدث الإعلامى باسم حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» إن كانت هناك ضرورة لوقف إطلاق النار، فعليهم القبول بشروط التهدئة التى طرحتها المقاومة الفلسطينية، والتى تتلخص فى ضرورة رفع الحصار عن غزة ووقف الاجتياح البرى، وتحويل معبر رفح إلى معبر دولي، والتوقيع على تهدئة لعشر سنوات وغيرها من البنود التى طرحتها المقاومة.