قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان شلح في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية إنَّ العدوان الاسرائيلي قد فشل في الوصول إلى أهدافه المزعومة في قطاع غزة وأنَّ الاحتلال بذلك يذهب إلى الجحيم. وذكر أيضاً أن الاحتلال يذهب في عدوانه إلى الجحيم واللا هدف وتحولت عمليته العسكرية إلى فضيحة كبرى وفشل ذريع على المستويين الاستخباري والاستراتيجي. وعن من يخوض غمار هذه المعركة، قال شلح: إنَّ هذا العدوان ليس على حركة حماس فحسب، وإنما هو عدوان يطال الشعب الفلسطيني بكامل ألوانه وأطيافه. وأكد أيضاً أن الاحتلال حاول من خلال عدوانه على غزة الهروب وتصدير أزماته الداخلية وتصفية حساب قديم مفتوح على مصراعيه مع المقاومة، وإذا به يتفاجأ بصواريخ المقاومة التي وصلت تل أبيب وإلى ما بعد تل أبيب. الناس في غزة استقبلوا هذا الخطاب بالكثير من الحماس والابتهاج، في الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطينيون التئام الجرح الفلسطيني وتوحيد الصفوف في مواجهة العدوان الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة وضرورة الوقوف جنباً إلى جنب في التصدي للممارسات الوحشية التي طالت الفلسطينيين في قطاع غزة. وحين سألناه عن رأيه في هذا اللقاء قال المواطن محمود عيد من شمال غزة: نحن ننتظر خطاباً قويًّا من القادة الفلسطينيين، خصوصاً أننا بحاجة إلى من يقوي من عزيمتنا في الوقت الذي تضعُف فيه الخطابات العربية. وأضافت الحاجة أم مروان من مدينة غزة: أنا أقتنع بكلام شلَّح لأنني أشعر أنه لا يريد خداع أبناء شعبه. وعبَّر الناشط إيهاب الحلو قائلاً: "أنه كان واضحاً خلال اللقاء أنَّ المقاومة متماسكة وقوية وهذا ما أثبتته المقاومة على الأرض خلال تصديها للعدوان على غزة وهو الواضح للرأي العام الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام، أما فيما تحدث عنه بأن هناك تنسيق سياسي وعسكري عالي بين حركة الجهاد وحماس في الميدان هذا شيء يفرح الشعب الفلسطينية وبالنسبة لأي مواطن هذا أمر لا بد منه حتى نستطيع صد العدوان وهذا مؤشر أن الوحدة الفلسطينية بين كل الاطراف الفلسطينية وخاصة بين حماس وفتح هي السبيل الوحيد لخروجنا من هذه الازمة على قاعدة مواجهة الاحتلال وتطرق لموقف مصر من وجهة نظري أنَّ مصر دولة إقليمية كبيرة ولها القدرة على تحديد معالم المنطقة وهي تاريخاً راعية دائمة للقضية الفلسطينية، دائما ما تعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة العربية وخصوصاً الحالة الفلسطينية، لذلك لا بد أن يكون لها دور رئيسي في وقف العدوان على غزة". وعلى فيسبوك تداول ناشطون مجموعةً من العبارات التي أشادت بحديث شلح وقاموا بنشر عبارات من السياق الذي تحدث فيه الأمين العام للجهاد الاسلامي فكتبت مي عيسى: المقاومة إيد وحدة، وعند الحرب كلنا فلسطينيين. وتناولت بعض الصفحات مقولة "شلَّح عشرة على عشرة وأبو مازن عالشجرة" في إشارةٍ إلى ضرورة أن يكون الخطاب الفلسطيني خطاباً قوياً بعيداً عن الانهزامية والتنازلات. وفي حديثٍ لمراسل البديل مع أحد النشطاء الفلسطينيين، قال الناشط شادي نصار: "أنا أعتقد بأنَّ الرجل يعي تماماً ما يقول بناءً على معطيات الأرض. كلامه هذا جاء منسجماً ومتناسقاً مع كلام الناطق باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "أبو أحمد" في الاتصال الهاتفي الذي أجرته معه قناة الجزيرة القطرية. وقد أكد بأنَّ المقاومة بكلِّ أطيافها على أعلى درجات التنسيق والانسجام والوعي الميداني. وأنا فهمت من حديثه أنَّ إطلاق الصواريخ أو حتى الاستهداف بصواريخ "الكورنيت" وغيرها للآليات العسكرية المتاخمة للحدود لا يتم بشكل عبثي، وإنما عن وعي وإدارة لأيام المعركة بحيث لا يتم استنفاذ واستنزاف قدرات المقاومة وفقدها لعنصر المفاجأة. والمقاومة لديها كل يوم مفاجآت جديدة. وعن توزيع الأدوار والتواصل بين الفصائل فقد أكد رمضان شلح بأنه على اتصال دائم مع خالد مشعل وأنه ينتظر اتصالاً منه اليوم للتباحث والتشاور في آخر المستجدات بما يضمن حقوق شعبنا ويضمن حمايته مستقبلاً". وعلَّقت مروة نحَّاس وهي سورية متضامنة مع الفلسطينيين: "من الواضح أنَّ المقاومة استطاعت ولأول مرة أن تؤلم العدو بتكتيكها الجديد". وعن وساطات التهدئة، قال شلَّح: حتى اللحظة وللأسف لا يوجد وسيط جدِّي، والوسيط الذي يستطيع أن يوقف العدوان هو شريك الاحتلال وهي الإدارة الأميركية التي تدافع عن حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه. يُذكر أنَّه وخلال هذا اللقاء، أكَّد شلَّح على أنَّ التهدئة مقابل التهدئة وفق اتفاق نوفمبر من العام 2012 انتهت ولن تقف الحرب الحالية دون رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر والاعتراف بالحق الفلسطيني في الرد على أيِّ عدوانٍ صهيونيٍّ قادم.