أعادت الأرجنتين ذكريات الزمن الجميل وتأهلت لنهائي مكرر لعامي 86 و90 أمام ألمانيا، وذلك بعد فوز ماراثوني على هولندا بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. الأرجنتين تأهلت للنهائي للمرة الخامسة في تاريخها بعد أعوام 30 والخسارة من أوروجواي و78 والتتويج على حساب هولندا و86 والتتويج على حساب ألمانيا، قبل أن تخسر من منافسها ذاته للمرة الثانية في 90. المباراة كانت تكتيكية من الطراز الفريد ولم يقدم فيها الفريقان المستوى الذي تطلع له الجماهير، وكان التفوق لهولندا في معظم الأوقات، إلا أن الأرجنتين فرضت نفسها على المباراة وذهبت للترجيح الذي رجح كفتها في النهاية. الشوط الأول جاء متكافئا تماما بين الكبيرين، وظهر كليهما منذ اللحظة الأولى متحفظا ومنتظرا لمعرفة نوايا الآخر، وخائفا من التهور والاندفاع. لم تحضر أي فرص في الشوط الأول الذي بدأه الهولنديون بحثا عن السيطرة على وسط الملعب، وبعد دقائق تحولت السيطرة إلى الجانب الأرجنتيني ودون جدوى أيضا. هولندا لعبت بخمس مدافعين ونجحت في إغلاق المنافذ نهائيا أمام مفاتيح لعب التانجو وخاصة ميسي وهيجوايين، فيما لم تكن الأرجنتين أقل قوة في خنق روبين وفان بيرسي. نهاية الشوط حملت بعض العنف من المدافعين وعانى شنايدر وميسي من الدفاع القوي، ما أجبر الحكم التركي تشاكير من إشهار الورقة الصفراء مرة واحدة في وجه ميرتينز، فيما تغاضى عنها مرتين لميرتنز نفسه مرة بتعدي واضح على ميسي، والثانية لديميكيليس. الفريقان قررا تأجيل الحسم للشوط الثاني أول الوقت الإضافي، ونجح كل منهما في الخروج من الأول بما أراد وهو عدم قبول الأهداف، وتوجيه رسالة لمنافسه بأن الفوز عليه ليس بالأمر اليسير. لم يأت الشوط الثانية بالجديد، توالى فيه الصراع التكتيكي بين الفريقين، وحاول بين الشوطين فان جال مباغتة الأرجنتين بتغيير الخطة عبر تغيير أخرج برونو ميرتينز وإشراك يانمات والعودة لطريقة 4-4-2. التغيير منح هولندا فرصة السيطرة وامتلاك الكرة أكثر من منافسهم، ولكن دون أي خطورة. توالت الدقائق دون جديد باستثناء هجمة وحيدة لهيجوايين بعد عرضية لبيريز قبل تغييرهما ومشاركة أجويرو وبالاسيو بدلا منهما. وفي الوقت بدل الضائع كاد روبين خطف الأرجنتين والصعود ببلاده لنصف النهائي بعد توغل داخل منطقة الجزاء، ولولا تألق ماكسيرانو في تصدي بطولي، لما طالت المباراة للأوقات الإضافية. الوقت الإضافي كانت الأفضلية فيه لهولندا أيضا دون تجسيد، ليكون اللجوء لآخر الحلول وهي الركلات الترجيحية، التي ابتسمت للتانجو بفضل تألق الحارس روميرو الذي أوقف تسديدتي فلار وشنايدر ليعبد طريق راقصو التانجو نحو المرحلة الأخيرة من حلم التتويج الثالث أمام الغريم الأبدي في كلاسيكو تاريخي.