علقت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية على أن كل ما تتدخل فيه أمريكا يتحول لدمار، فتأثيرها فاشل وخطر، لذا من لا تؤثر عليه، أو تتدخل في شئونه ينجح. وتقول إن الشرق الأوسط الذي ظن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أنه ورثه في 2009 ليتحكم فيه، كان في سلام تام، حيث كان تنظيم "القاعدة" قد دُمر في العراق، وكانت علاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها التقليديين في الخليج والأردن وإسرائيل ومصر جيدة جدا، لكن اليوم انتشر الإرهاب في سورياوالعراق، وأصبحت الأردن في خطر، بالإضافة إلى كمية الخسائر البشرية، ونمو الجماعات الإرهابية السريع ، وزيادة التوتر في العلاقات بين هذه الدول مع الولاياتالمتحدة. وقد حدث هذا بداية بغطرسة "أوباما" في خطابه في القاهرة 2009، حيث أظهر أنه لديه خبرة خاصة في فهم العالم الإسلامي، لكن لم يكن لدى الحكام العرب أي اهتمام بأي من هذا، فقد كان اهتمامهم أكثر حول تبادل إطلاق النار في بعض الدول، وتزايد خطر تنظيم القاعدة من المغرب حتى شبه الجزيرة العربية. وبدأ "أوباما" فترة حكمه بقوله إن ليس هناك صراع أو مشاكل في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، سوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن بعد خمس سنوات يبدو أنه فقد الأمل في زعماء البلدين، وشاهد تبدد جهود وزير خارجيته الثاني في السعي لسلام شامل بينهما. وأضافت أن العلاقات الأمريكية مع مصر كانت غريبة، حيث كان "أوباما" يساند "حسني مبارك" حتى جاء الربيع العربي، وتم إسقاطه وبعدها أصبح يساند الجيش ومن بعده الإخوان المسلمين، والآن عاد لاحتضان الجيش مرة أخرى، ولفترة انقلبت أمريكا على أيا من كان على الساحة السياسية في مصر، لذا لا أحد في مصر يثق في أمريكا الآن. وتضيف المجلة أن هذه الأخطاء تعد طفيفة بالنسبة لأخطاء "أوباما" نحو سورياوالعراق، مثل تراجعه عن قراره بضرب سوريا بعد مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية اغسطس الماضي، ومساعدته للمتمردين، مما أدى لنتائج إنسانية مأساوية، فقد قتل أكثر من 160 ألف في سوريا، وأكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، وحوالي مليون وربع في الأردن. وتختتم بأن الشرق الأوسط أصبح أكبر تجمع للتكفيريين الآتين من جميع أنحاء العالم، نتيجة لأفعال "أوباما".