البرتغال تعود للحياة بتعادل مجنون في الدقيقة 95

بسيناريو لا يصدقه أحد أبقت البرتغال على بصيص الأمل في التأهل للدور الثاني، فبعد أن كان زملاء رونالدو خارج البطولة حتى الدقيقة 95، جاء هدف قاتل من فاريلا عادل النتيجة مع أمريكا بهدفين لكل فريق، ليحرم أمريكا من تأهل كانوا على بعد 10 ثوان منه، وأبقى البرتغال في البطولة رغم صعوبة هذا البقاء.
أمريكا كانت الفريق الأفضل والأكثر شراسة وعزما وبحثا عن الانتصار، ولم يقلل التقدم المبكر للبرتغال من عزيمه لاعبيه، واستمر في محاولات العودة مرارا وتكرارا إلى أن تمكن من التسجيل والتفوق والفوز، لولا الهدف القاتل.
هذه النتيجة قربت أمريكا من التأهل إذ تساوت مع ألمانيا في الصدارة ولكل منهما 4 نقاط، بينما بات موقف البرتغال وبصحبته غانا شبه مستحيلا، إذا أصبح كل منهما مطالبا بالفوز على الآخر بفارق معتبر من الأهداف، وانتظار فوز أي من أمريكا أو ألمانيا على بعضهما حتى يتأهل الفائز من هنا مع الفائز من هناك، وهو أمر يبدو عمليا صعبا للغاية، ولكن وفق ما تشهده تلك البطولة من سيناريوهات يمكن القول بأنه لا شيء مستحيل.
بداية المباراة كانت مثالية للفريق البرتغالي الذي بدأ مهاجما بحثا عن محو الصورة السيئة بعد الخسارة الألمانية الثقيلة، ورسم له الحظ سيناريو مثالي عندما سجل ناني هدف التقدم بعد 4 دقائق فقط على البداية، بعد خطأ في إبعاد الكرة من أحد المدافعين ليجد جناح مانشستر يونايتد الكرة أمامه دون رقابة يضعها بقوة في سقف المرمى.
لم تستغل البرتغال هذا التقدم المبكر، وتحولت الأفضلية للأمريكان الذين ضغطوا وسنحت لهم 4 فرص محققة لتعديل النتيجة اثنتين منهم للقائد ديمبسي وواحدة لبرادلي وأخرى لجونسون.
وفي الدقائق الأخيرة للشوط، كادت البرتغال أن تعزز تقدمها بأكثر من فرصة كانت معظمهم لناني ولكن تسديداته جميعا ذهبت في أحضان الحارس هوارد.
بداية الشوط الثاني لم تتغير كثيرا عن سابقه، ولم يؤثر التغيير التكتيكي الذي أجراه بينتو بإعادة محور ارتكازه فيلوسو لمركز الظهير الأيسر لإغلاق المساحة أمام الجناح الأمريكي الطائر جونسون، وتوالت الهجمات الأمريكية من نفس الجهة مرارا وتكرارا، وأضاع برادلي هدفا لا يصدق عندما استلم الكرة على حدود منطقة الست ياردات ووضعها في المرمى بطريقة صحيحة إلا أن المدافع كوستا أنقذها من على خط المرمى.
وبعد سلسلة من الهجمات الجدية نجح محور الارتكاز الرائع جيرمين جونز من معادلة النتيجة في الدقيقة 64 بتسديدة هي الأجمل في المونديال حتى الآن.
لم تتوقف المحاولات الأمريكية عند حدود التعادل، وجاء في الدقيقة 81 الدور على ديمبسي ليترجم الأفضلية الكاسحة لأمريكا لهدف ثان بعد متابعة بالصدر لعرضية من الجانب الأيسر.
وفي ما بعد الوقت الضائع وحين صار الأمريكان وجماهيرهم يحتفلون بالفعل بالتأهل المستحق وتسكب جماهير البرتغال الدموع على الخروج الحزين، فوجئ الجميع بعرضية قوية من رونالدو أكملها فاريلا برأس صاروخية في شباك هوارد.