قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في موسكو، إن روسيا لا ترى أن المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا في إسطنبول ستحقق نتائج جوهرية، معتبرًا إياها جزءًا من "لعبة سياسية" تهدف موسكو من خلالها إلى إظهار نفسها أمام المجتمع الدولي كطرف يسعى للسلام، مع الاستمرار في تنفيذ استراتيجيتها الميدانية على الأرض. اقرا ايضا باحث: موسكو لا تسعى لصراع مع واشنطن والمفاوضات في إسطنبول مؤشر إيجابي وأوضح ملحم، في مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن موسكو تحضر المفاوضات رغم قناعتها بعدم جدواها، لأنها تريد إقناع العالم بأنها منفتحة على الحل السياسي، في حين تواصل التقدم ميدانيًا وتضغط على نظام الحكم في كييف. وأضاف: "روسيا تدرك أن فرض وقف شامل لإطلاق النار على الجبهات يتطلب إرسال ما لا يقل عن 500 ألف جندي دولي لمراقبته، وهو أمر غير عملي، لذلك تستغل موسكو ملف المساعدات الإنسانية لإظهار تناقضات الجانب الأوكراني، خصوصًا في ما يتعلق بعدد القتلى والمفقودين". وأشار إلى أن الجانب الروسي يعتقد أن إظهار أعداد القتلى في صفوف الجيش الأوكراني سيؤدي إلى زعزعة ثقة الشعب الأوكراني في الرئيس زيلينسكي، وسينعكس سلبًا على ميزانية الدفاع، خاصة أن التعويضات تُدفع فقط لمن يتم التأكد من وفاتهم وليس للمفقودين. واعتبر ملحم أن روسيا تسعى إلى الفصل بين علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن واشنطن تضغط من أجل التهدئة، لكنها في الوقت ذاته عاجزة عن إلزام حلفائها الأوروبيين بمسار واضح. وحول مدى استعداد موسكو لتقديم تنازلات، أكد ملحم أن روسيا ليست على استعداد لتقديم أي تنازلات حقيقية، معتبرًا أن التفاوض قد يستمر لسنوات من دون نتائج تُذكر.