عبدالفتاح: كتاب «أبوالنجا» يرصد صورًا جديدة للمثقف أشرف الصباغ: الكتاب يشتبك مع الواقع العملي وليس بالافتراضات الذهنية انتقد الدكتور نبيل عبدالفتاح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، لغة خطاب الرئيس المنتهية ولايته المستشار عدلي منصور، إذ وصفها بأنها لغة قديمة مليئة بالمجاز والبلاغة ولا علاقة لها بمتغيرات الواقع. أضاف «عبدالفتاح» خلال الندوة التي أقامتها دار العين مساء أمس لمناقشة كتاب "المثقف الانتقالي..من الاستبداد إلى التمرد"، أن لغة الخطاب الأخير ل"منصور" بها الكثير من ملامح الخطاب الأبوي القديم ابن الأسرة البطريركية القديمة. مشيرا إلى أن هذه اللغة لها مخاطرها الجسيمة، قائلا: أتمنى أن يهتم علماء اللغة والمثقفين بتحليل لغة الخطاب لما لها من تأثير بالغ على الجمهور. وفي السياق ذاته انتقد الشاعر عبدالمنعم رمضان عدم تطرق «عبد الفتاح» للحديث عن خطاب الرئيس السيسي، قائلا : تطرق الدكتور نبيل لخطاب الرئيس المنتهية ولايته، ولكنه لم يتطرق لخطاب الرئيس الحالي، رغم أن لغة الخطابين كانت واحدة واتمام المعادلة يقتضي الحديث عنهما. وفي مناقشته للكتاب قال «عبدالفتاح»: هذا العمل هو أكثر كتابات شيرين أبوالنجا نضجا وتبلورا، رصدت فيه صور جديدة للمثقف، تلك الصور التي نشأت مع بداية ثورة 25 يناير وكانت نتيجة طبيعية لثورة الاتصالات الحديثة، كما أنها رصدت بقدر من البراعة المتغيرات التي اعترت السلطة البطريركية سواء في إطار الأسرة أو على المستوى السلطوي، ولذلك نلمح في الكتاب ثمة تماثل بين المستويين". وذكر «عبدالفتاح» أن الكتاب يرصد صعود دور الناشط السياسي والداعية على دور المثقف، كما يبرز أيضا نماذج من المثقفين المتواطئين مع الداعية، بل والمثقفين الذين يعدوا أعضاءا في المجلس العسكري مثل : محمد سلماوي، وصلاح فضل، ويوسف القعيد. وتطرق "الباحث" للحديث عن اشكالية علاقة المثقف بالسلطة حيث قال إن هذه العلاقة تمثل صراعا مستمرا بين الطرفين، ولكن علينا أن نفصل بين قيمة المثقف كأديب أو قاص أو مفكرو بين موقفه من السلطة مبرهنا على ذلك بموقف نجيب محفوظ من النظام حيث أوضح قائلا : ظل محفوظ طوال تاريخه بجانب السلطة، لكن هل هذا يمنعنا من تجاهل كتاباته التي أعطت مشروعية لفن الرواية في الأدب العربي كله؟. وقدم الكاتب والقاص الدكتور أشرف الصباغ قراءة نقدية في الكتاب قرأها عنه الأديب الكبير مكاوي سعيد، وجاء فيها: جمع الكتاب أكبر قدر ممكن من مشاكل المثقفين، وناقشها على أرض الواقع بعيدا عن التصورات الذهنية والطرح الذهني الذي اعتاد عليه المثقف عموما، والنخبة المصرية على وجه الخصوص، في السنوات الأربعين الأخيرة. كما طرحت شيرين أبوالنجا تساؤلات مهمة – قد لا تكون جديدة – حول علاقة المثقف بذاته و بالمجتمع وبالسلطة وبالمثقف الآخر، سواء كان متفقا معه أو مختلف. ولكن أهمية هذه التساؤلات تكمن في ارتباطها بالواقع العملي وليس بالافتراضات الذهنية.