محمد بدوى "لا أريد الخروج من عالم نجيب محفوظ" يقول لي ذلك د.محمد بدوي حينما أقترحت عليه المشاركة في ملف عن العشر سنوات الماضية.. لهذا كانت فكرة الحوار هي الأنسب خاصة أن صاحب "الشمعة من طرفيها" كان قد تناول هذا المشهد مرتين، الأولي وصفه بأن المشهد يوحي بحالة من "التململ"، والثانية كانت في مؤتمر الرواية الأخير حينما تكلم عن وجود "سرد تليفزيوني"، حول الوصفين كان حوارنا، الذي هيّمن عليه الناقد، وكان أقرب إلي دراسة شفاهية، وليس إلي فن الحوار عن: الجيل، كفكرة، وعن الكتابة الحالية، وموقع الشعر الآن، وكذلك حالة النقد. في البداية يقول بدوي:" نجيب محفوظ هو آخر روائي بألف لام التعريف. الروائي الأخير، الذي كان يمتلك مشروعاً كاملاً".. هكذا يعتبر بدوي أن "الكتابة الروائية وصلت لقمة شكلها الكلاسيكي علي يد نجيب محفوظ، بعد هذه الذروة بدأ التمرد، حيث قام أدباء الستينيات ومن بعدهم من كتّاب، بالتمردعلي هذا الشكل الكلاسيكي، وحتي محفوظ شاركهم في تدمير كلاسكية البناء الروائي"..هكذا يخرج الناقد من عالم صاحب نوبل المصرية، ليحكي عن التمرد وما بعده، التمرد الذي تبعته حالة جديدة، (يميل بدوي لمصطلح إدوار الخراط عن الحساسية الجديدة)، ثم تشكلت في السنوات العشر الماضية حالة أخري، يصف هذه الحالة قائلاً: " لكن تشعر أن الرواية قد وصلت إلي منطقة يجب فيها إحداث تغيير يختص بالكتابة بمعني أننا في احتياج إلي ابتكار أشكال روائية جديدة لا تقدم فقط مجرد عكساً للواقع أو تمرداً عليه أو تصويراً لتشظيه، لكن يجب أن تحقق ما نعرفه للرواية من شرطين أن تكون عملا ممتعا وتشكل شكلا من أشكال المعرفة والوجود".. أسأله هل هكذا وصلنا لما تصفه بالتململ؟ أجد أن كلمة "تململ" وصف مناسب لهذه اللحظة حيث سقطت الأشكال التقليدية القديمة، والتمرد الستيني وصل لنهايته علي يد كتّاب مثل إبراهيم أصلان، وجمال الغيطاني وغيرهما، ونحن بحاجة لتأسيس مفاهيم جديدة للرواية تبدأ من روايات التسلية، البوليسية والمغامرات، وصولا إلي الروايات التي تسعي لتقديم المتعة والمعرفة في الوقت نفسه. هذا التململ يمكن أن تجده في مجموعة من السمات وفي كتابات تعتد بما هو شخصي وذاتي بمعني أن الذات هي الطريق الوحيد لمعرفة أفضل بالواقع وبالوجود البشري.. هذا يفسر لك هذا السيل من روايات السيرة الذاتية. لكن حالة التململ تجدها في نقطة محددة محاصرة بهم إيديولوجي، فنحن لم نتخلص بعد من هموم الإيديولوجيا، ومحاولة عكس ما يجري في الواقع ومتابعته وكتابته . ويضيف: أنا أري أن هذا الهم الإيديولوجي يثقل علي الرواية الآن ما بين محاولات تهديم الشكل التقليدي أو السخرية من الواقع، بمعني تحويل العالم إلي مسخرة أو الإغراق في الواقع الشديد جدا، والولع بعمليات القبح واعتبار ذلك تعبيرا عن الواقع .. تقرأ الرواية في العالم كله فتجد أنهم تجاوزوا ذلك، لكننا لم نتجاوز ذلك بعد. لا تزال الرواية العربية تقع في منطقة التململ..نحن مشغولون بمجموعة من الموضوعات أشهرها العلاقة بين الشرق والغرب، الحجاب، الإرهاب، و الحرية الجسدية للمرأة أو الرجل هذه قضايا ذات طابع إطروحي ..أي أن كتّابها يبدون كما لو أنهم أصحاب حكاية كبري. تري أنها قضايا مقحمة!؟ أري أن هناك استجابة سلبية لشروط اللحظة أن تكتب ولا تريد أن تكون متخلفاً عن ركب مؤازرة تحرير النساء مثلا، أو أن تكتب عن الإرهاب لتدينه أو أن تقول أن الإرهاب ليس خاصا بالإسلام بل أنه لصيق بالمسيحية كما نجد في بعض الروايات ..هي استجابة لتحديات اللحظة، ولكن بشكل سلبي. عن جيل الستينيات وأشياء أخري أسأله عن الجيل، كفكرة، المواصفات الخاصة بكتابة جيل ما، فيقول:" نحن نستخدم بعض الكلمات بكرم زائد منها موضوع الجيل ونعتبر هذا الجيل يكون مساوياً لكتابة جديدة هذه رغبة في حرق المراحل والتغيير السريع، قد تكون مدعاة للتأمل، لكن مصطلح الجيل سيسولوجي، وبيولوجي أيضا يقصد به مدة تتراوح ما بين العشرين عاماً إلي الثلاثين عاما، المصطلح المناسب هو الفريق الأدبي، حسبما قدمه علماء علم اجتماع الأدب. لا يمكن أن يكون هناك جيل كل عشر سنوات..وأن هناك جيل، وهذا الجيل أحدث ثورة، هذا من الممكن أن يحدث في الموضة مثلا، لا في الكتابة. أقول له: هكذا جرت العادة، فيقول: التغييرات الأساسية في الكتابة لا تحدث في 10 سنوات. حينما نقول جيل الستينيات فنحن نقصد هذا الفريق الأدبي الذي تطورت طرقه وعلاقته بالعالم وبالسلطة الناصرية وما بعدها، لكي ينتج أدباً يحتوي صرخة احتجاج.. وأن ما قبله من أدب كان يقوم بتزييف الواقع، وقد استثنوا، أدباء هذا الفريق، يحيي حقي، ونجيب محفوظ من عملية التزييف..هذه خاصية محدودة بالسياق المصري، وبالتالي أحدثت نقلة أو تمفصلاً. تقصد في شكل الكتابة؟ هي بالفعل حدثت في الشكل، وفي طريقة معاينة الواقع والوجود البشري. سوف تجد لدي أدباء الستينيات ولع بالتجريب. لديهم سعي لاشكال نخبوية من الكتابة، وأنا أري أن هذا السعي جعل هؤلاء الكتّاب رغم الغنائية الشعرية عند يحيي الطاهر عبد الله، وغنائية المشهد واللقطة عند إبراهيم أصلان، وتركيب العالم سياسيا بشكل مختلف عند صنع الله إبراهيم، لكنها كلها تقع في أفق واحد .. هذا الأفق الواحد له علاقة بالواقع، أن الأديب مهمته أن يصور هذا الواقع بصدق، وهذه هي وظيفته فقط، وأن هذا لا ينفي عنه إنسانيته، وهناك علاقة كذلك بين ما هو ذاتي وما هو خارج الذات، لاحظ أن لدينا كتاباً ستينين كبار، لكن ليس لدي أحدهم مشروعاً روائيا كالذي نجده عند نجيب محفوظ، لسبب بسيط هو أن حصر الأدب في الصدق، وفي تقرير الواقع كذلك، جعل الإشكالية الإيديولوجية طاغية، أي أنه وقف حجر عثرة دون المغامرة الفكرية..هكذا تقلصت إلي حد كبير جدا الرؤية التي تقول أن الرواية معرفة. ما أسباب ذلك؟ يمكنك أن ترد هذا إلي أسباب كثيرة جداً..منها حالة الحرب التي تأججت مع الدولة الناصرية، فأدباء الستينيات، كانوا متخندقين ومصطفين ضد هذه السلطة. كانت هناك سلطة يحاربونها. رغم تلك الحرب إلا أن السبب الأساسي في غياب التساؤل المعرفي عن الكتابة، يرجع إلي أن كتّاب الستينيات، رغم نقدهم للواقع، كانوا حراسا للإجماع الشعبي، الإجماع الذي يتمثل في الهوية.. هذا ما ستجده في آخر الروايات التي كتبها كتّاب الستينيات، ستجد فيها المغامرة مع العالم والوجود محدودة. كتابة لا تستأنف طرح الأسئلة، ولا تحاول فهم ما يعانيه الوجود الإنساني، سواء في مصر أو خارج مصر، من أسباب حقيقية.هذا من الممكن أن ترده إلي تخلل الخطاب الوطني لعبد الناصر لخطابهم رغم معارضتهم له، أو تصورهم أن الكاتب يمثل أثمن من في جماعته فيعبر عن أحلامها وأشواقها، هو مثقف لا يخرج عن فكرة التعبير عن أماني الناس، لهذا فإن العلاقة بين المبدع والجماعة ليست علاقة نقدية. نجيب محفوظ حينما كتب "أولاد حارتنا" خرج عن الإجماع، واختلف مع الجماعة، وقبل حالة محفوظ كان هناك موقف د.طه حسين حينما كتب "الشعر الجاهلي"، لكن أدباء الستينيات لم ينتقدوا الجماعة، ولم يخرجوا عن الإجماع، ربما لجئوا إلي الحكاية الأليجورية ..أي الحكايات الرمزية. لكن في السنوات الماضية حدث تململ من هذه الوضعية، ليس خاصاً بفرد، بل تململ جماعي، عند الكاتب، وبالضرورة هو موجود عند القارئ، هناك من يريد أن يحدث تغييراً.. عن الحكايات والسرد التليفزيوني الرواية صارت مجرد حكايات.. هل تتفق معي؟ يمكن للكاتب أن يقدم سيلاً من الحكايات يستمر لعشرين عاماً، لكن الرواية ليست حكاية، بل أن الروائي يسرد ما يراه مُعبراً عن قيمة الناس والبشر والوجود. الحكي ميزته أنه غير يقيني، والعصر الحديث، شأنا أم أبينا، هو عصر انهيار المقولات والحقائق الكبري، نحن في عصر الحقائق النسبية، حينما يتصور الكاتب أن الرواية مجرد سرد للحكايات، سوف يكتب الحكايات، لكن هذه الكتابة -في النهاية- لا تؤسس مفهوماً للرواية كنوع أدبي. أنا أفهم أن الرواية يمكن أن تقوم بوظائف محددة، أهمها المتعة، أنا من عشاق الروايات البوليسية والغرامية علي سبيل المثال، لكن لا أتصور أن الرواية مجرد "سرد"، إذا كانت الرواية أن تسرد تاريخ طبقة، أوأسرة، أو تاريخ مغامرات مراهق، أو حكاية امرأة تفتك بالرجال.. هذا تقليص لمفهوم الرواية، الرواية هي حكاية تساءل الوجود، هي، كما يقول هايدجر، حارسة الوجود البشري المهدد بالاحتجاب والهشاشة وهذه الوظيفة هي التي تمنح الشاعر والروائي الاحترام الكبير في الثقافة الحديثة، والناقد والمفكر كذلك لأنهم يمارسون الإبداع لاصطياد الوجود، واشكالياته، ليكتبوا العالم في لحظة التحولات.. منذ ثربانتس حتي الآن تناقش الرواية كافة الإشكاليات، بهذا المفهوم.. هكذا تناولت الرواية الحرب والسلم مثلاً فهي شبكة معرفية مفتوحة تقدم التجارب الحية التي تفلت من بين يدي الفيلسوف، لأن الروائي يلتقط ما لا تلقتطه الأدوات الأخري. خبرة البورنو نعود إلي فكرة الجيل، أنت تري أن آخر الأجيال هو جيل الستينيات! لا أري أن هناك أجيال في الكتابة المصرية، هناك الفريق الأدبي الذي حدث في الستينيات، ثم تكونت حساسية جديدة كما قال إدوار الخراط ود.صبري حافظ، وظلت هذه الحساسية مُستمرة، ومع سقوط النموذج الحداثي، والمقولات الكبري كذلك، (حسبما يقول لويوتار)، بدأت مرحلة التململ. عندنا في مصر مجموعة من الظروف، بحث الكثير من الكتاب عن معرفة ذاتية بالعالم من خلال الجسد، كما تناول البعض الآخر ما كان مكتوماً من قبل..هكذا تحولت الذات إلي موضوع للتأمل، لكن سرعان ما ظهر كتّاب جدد لا يتعرفون علي العالم عبر الذات، بل كانوا يرممون ذواتهم هم بالأحري، هم كتّاب التسعينيات وما بعدها، تجد ذلك ممثلا في الرواية وقصيدة النثر كذلك، تجد الذات مرسومة بشكل مختلف، لتقدم فرضية مسبقة، معرفة موجودة قبل لحظة الكتابة، وهي مقولة إيديولوجية، مفروضة قبل لحظة الكتابة. لحظة المعرفة وهذه الفرضية: أن يقال مثلاً أن الرجل مدان في قصيدة للنثر أو رواية، لن تكون هذه الفرضية مقنعاً بالنسبة للقارئ. كاتبات كثيرات يتصورن أن الرواية كتابة عن ذات مهشمة في محاولة للترميم، ربما تنم هذه الكتابة عن رغبة (جنسية مثلا) في لحظة الكتابة نفسها.. هكذا يحدث الخلط بين مفهوم الأيروتيكا والبورنو، تجد روايات مكتوبة للغرض الآخر، بعض روايات الكتّاب الشباب ستجدها خبرة "بورنو"، لكن أمام ذلك تبقي لقصيدة الشاعرة الإغريقية "سافو" القدرة علي أن تقدم مفهوما جمالياً للإيروتيكا. يرتعش جسدك، وأنت تقرأها، لكن سيتحقق، مع ذلك، الشرط الجمالي أي المتعة. هناك إشكالية أخيرة في هذه الكتابة، وهي خاصة بطريقة كتابة الحدث الواقعي أي الفرق بين الحدث كما يجري في الواقع وكيفية كتابته. أن العلاقة بين الموضوع أو الحدث والفكرة وكتابتها، بها خلل. أسأله التوضيح فيقول: لأضرب لك مثالاً، إذا كنت هناك شخصية درامية مصابة بالإمساك، مثلاً، وظللت في الحمام لمدة ساعة كاملة، ممكن أن يكتب الكاتب هذا الموقف واصفاً هذه الساعة بالكامل، وهناك كاتب آخر سيذكرها في سطر واحد، ستجد هذا الإغراق في أفلام خالد يوسف، ورواية محمد الفخراني، "فاصل للدهشة"، لكن هذا الخلل ما يميز الفرق بين الرواية السابقة، (كان هذا من الممكن أن يكتب في الستينيات لغرض سياسي مثلا، سيكون القبح له أغراضه الجمالية مثلا، أوالرمزية، لكن) الآن الدولة تغض الطرف عن المثقفين العلمانيين، وتحارب تيار الإسلام السياسي، والصراع الحقيقي يقع بين الدولة و السارد التليفزيوني، (وليس الروائي)، لهذا هناك خلل في عملية الإغراق في القبح، الهادفة للتعبير عن الواقع، فهو لن يكون قبحاً جمالياً، وإنما هو قبح فيزيقي. الإشكالية الأساسية في هذه اللحظة أن الكثيرين من الكتّاب الذين يبشرون يتوقفون بعد العمل الأول، لأن الاستمرار، علي ما يبدو يتطلب الاعتراف من جانب الغرب..أي بالترجمة، هكذا يصبح الكاتب مضظراً للكتابة وهو ينتظر الترجمة! ماذا تقصد؟ أن تجد رجل لم يصافح رجلا قبطياً، في حياته، ويكتب عن التسامح، لأن المطلوب للترجمة هو الكلام والكتابة عن التسامح. الاتجاهات الغربية الآن تميل لكتاب يصوغون الشرق كما يحب الغرب. هناك كتاب، مقيمين في الخارج، يكتبون نكاية في الإسلام السياسي فيفقدون الأصالة الفنية، أن لا أقصد الخيانة الإيديولوجية، وإنما أقصد الخيانة الجمالية.. أي خيانة الكتابة بوصفها معرفة. أحب ان أشير إلي نقطة أخري أن الوقوف عند مرحلة التململ، وأسباب عدم تطور الكتابة، يرجع إلي انهيار المؤسسة النقدية. مثلا لديك ناقداً أكاديميا لا يزال متمسكاً بالبنيوية، رغم تجاوز النقد الغربي لها، أو ناقد آخر يجعل من كاتب متوسط القيمة كاتباً كبيراً، فقط، لأنه يهاجم الإسلام السياسي بدافع التنوير فقط..هكذا تصاغ مقولات مثل أن الرواية هي ديوان العرب، مثلاً، هي محاكاة جديدة لمقولة الناقد الماركسي جورج لوكاش، بأن الرواية هي ملحمة البورجوازية، لكنها تستند أيضاً علي مقولة أن الشعر ديوان العرب، ولكن هذه الجملة، علي عموميتها، تظلم وسائط أخري مثل الفيلم الوثائقي، حتي رسائل ال s.m.s، هكذا أصبحت الحداثة العربية معادية للمعرفة، لأن ما يتم الآن تحويل السرد إلي سرد بمعناه البسيط، الأولي، بديلاً لاعتباره نظيراً للمعرفة، للمتعة، والإنجاز العلمي. هل تري أن المؤسسة الرسمية كانت "تلاعب" الكتّاب بهذه المقولة؟ المؤسسات الثقافية لم تعد تعرف دورها، نحن ندخل مرحلة انتقالية بين رعاية الدولة للفنون والآداب، ومرحلة جديدة تكون فيها الرعاية للجوائز الثقافية الكبري.. هي أشكال من الكيانات البديلة، ولكنها لم تصل بعد لمرحلة أن تكون مؤسسة. أساله: أين الشعر؟ قصيدة النثر التي تكتب الآن جيدة، هناك طريقة جديدة للكتابة، مبهجة ومفاجئة، أنا أعتبر نفسي شاعراً بالأساس، وأكتب الشعر بوصفه مطلباً وجودياً للشاعر، (لا أجد سبباً آخر). الشعر رغم كونه أكثر الفنون استعصائاً علي التسليع، استفاد من المشاكل التي تواجهه.. يبدو أن مشاكل الشعر، هي التي حققت له هذا الألق. .لهذا أنا أتفهم تماماً قدرة بعض الكتّاب علي الجمع بين كتابة الشعر والرواية. أسأله: لماذا؟ أفهم الآن أن الإنسان صار متعدد الهويات، هكذا يمكنه أن يسهم في التعبير بطرق مختلفة، والتخصص في كتابة نوع واحد يعد شكلاً بيروقراطياً، وفي النهاية إذا كان لدينا عدم يقين في فهم العالم، لماذا لدينا يقين في شكل الأنواع.