من كام يوم انتشر على الفيس بوك وعلى تويتر فيديو لبنت بترقص احتفالا بفوز السيسي في انتخابات الرئاسة وسط مجموعة من الشباب والشابات وسط الشارع وفي الفيديو ظهر شخص اتقال انه اخوها وكان واضح من تصرفه فعلا انه اخوها فشدها بعنف وضربها قلم على وشها وخدها ومشي .. دة كان محتوى الفيديو اللي بالنسبة لي مكانش ملفت للنظر لدرجة اني شوفت عنوانه كذا مرة خلال يوم واحد لكن ماهتمتش اني افتحه واشوف محتواه لغاية ملاقيت لغط وحوار واختلافات قامت بين الناس حوالين الفيديو .. في البداية لاحظت ان عدد من الشباب بدأ يعيد نشر الفيديو من باب الشماتة والفرحة او من باب التعاطف مع الأخ وتأييد لتصرفه بعدها بشوية بدا آخرين يعلقوا على إنه لو كانت البنت بترقص في فوز مرشح آخر كان زمان نفس الشباب دول بيشتموا الولد وبيقولوا عنه رجعي أو همجي .. فبدأ رد فعل من آخرين بيخاطب الشباب الأولاني اللي شمت ودعم الأخ ان حتى لو كانت البنت بترقص ضمن احتفال سياسي احنا مش موافقين عليه لكن لازم نرفض "التعامل الهمجي بتاع أخوها !" وبدأت السجالات والحوارات .. معلش .. انا مش بتكلم عن الموقف ولا عن البنت ولا عن أخوها ولا الموضوع يهمني .. لكن المهم في الموضوع جدا هو ان المتابع للحوارت والنقاشات والتعليقات هيجد اجابة مريحة جدا للتساؤل اللي بيقتل كتير مننا كل يوم "هي الثورة ماكملتش ليه ؟ " .. ولما نقول ان محاولة الثورة اللي حصلت من 3 سنين وفضلت تعافر كتير تعثرت واتوقفت بسبب انعدام الرؤية وانعدام البوصلة محدش يقول اننا بنتفلسف .. الحوارات اللي دارت بينت بشكل رهيب ومفزع الخلل الموجود في جيل كامل اللي سببه الأساسي الصراع الخفي اللي جوا كل واحد فينا بين هويته واداركه لذاته وبين اللي بيقراه في الكتب اللي هو معجب بيها ونفسه يتحقق على أرض الواقع .. والصراع دة خلاه غير متصالح مع نفسه لأنه ماخدش "الخطوة التانية" بقاله سنين .. قرأ كتير، كتب مجعلصة وعرف أسماء مؤلفين كبار بقة بيحس بتميزه وهو بيقول أسماءهم للشعب "الجاهل" وبيلاقي الشعب ما يعرفهومش فيحس بثقة زايدة في نفسه ويتولد ليه احساس انه بقة ياسلام من "النخبة" ! لكن هو ماخدش "الخطوة التانية" اللي هي تحويل المعرفة لنظرية وسلوك .. ودي كانت الماساة اللي خلت الناس تبص للشباب دة بصة دونية رغم كل اللي قراه لأن الناس حست انه مسخ متكبر وبيكلمها بدونية ومن طراطيف مناخيره فردتله القلم قلمين وصفعته على وشه وقالتله فوق انت معرفتك سطحية وانت مش واحد مننا .. بتردد كلام انت نفسك مش قادر تصيغه بشكل مناسب ليك .. وانت نفسك حياتك ملخبطة ومش فاهم انت عاوز ايه .. بنت بسيطة واضح من بروفايلها انها عادية جدا واهتمامتها بسيطة جدا وصورة بروفايلها "الحب الممنوع" علقت على واحد من الشباب اللي قعد يلوم الأخ انه ضرب اخته ويتهمه بالهمجية وسألته سؤال بيسط جدا قالتله "طيب هو المفروض لما كان يشوفها يعمل إيه ؟ " السؤال فضل بدون إجابة .. زي كل الاسئلة اللي الناس بتسألها لشباب بيطالب بالتغيير ومبتلاقيش إجابة .. زي بالظبط واحد من المشاهير والمناضلين بيقول انه بيدافع عن حقوق المثليين جنسيا ! لكن في نفس الوقت لما بيحب يهين حد أو يشتمه بيقول عنه مثلي "باللفظ العامي المشهور" .. جيلنا محتاج يفهم ان مش كل اللي قراه مثالي وان رغما عن أنفه وأنوفنا جميعا في هوية راسخة في وجدان الناس اللي بيمسها بيتحرق وعمر ما اصل النخوة والغيرة والكرامة كانوا تعبير عن الذكورية وعلى فكرة مصطلح مجتمع ذكوري دة برضه مصطلح قريناه في الكتب وبنردده وخلاص للناس .. اللي عاوز يغير ويصنع طفرة حضارية لو ماكنتش تطور من نبت الناس ومن بين ضلوعها بتموت لأنها بدون جذر والزرع اللي من غير جذر بيموت .. من هنا كانت النعومة في تشويه العقول .. العدو وصاحب المصالح الراسمالية واللي عاوز يسيطر على خير الشعوب مابقاش محتاج سلاح قد ما هو محتاج نعومة يدخل بيها العقول ويشوهها ويخليها مضطربة متناقضة متصارعة مع نفسها .. فيصدرلها شوية مصطلحات وشوية نظريات تربكها .. وبنعومة شديدة بيوقف أي محاولة ان العقول دي تحاول تعمل مصطلحاتها الخاصة ونظرياتها الخاصة اللي من طينتها .. ليه تقعد تطور نفسك احنا عندنا التطور جاهز .. اضرب الكتاب دة .. شوفت الفيلم دة ؟ .. انت لسة هتعمل اللي احنا عملناه من سنين خد تجربتنا وانت ترتاح .. طبعا في المقابل واحد تاني بنعومة مفرطة برضه عقله أوقف التفكير تماما وصدر لنفسه مفهوم البطولة ومفهوم "الجهاد" وبنعومة بالغة الدقة اتقاله .. ليه تاخد تطور غيرك انت عندك تطور حصل عندك زمان ! ارجعله ! .. يعني ايه أرجع للتطور ؟؟ ايوة يعني ترجعله .. اضرب المجلد دة .. احفظ الكتاب دة .. انت لسة هتعمل .. يعني انت هتفهم اكتر من اللي سبقوك ؟ .. وبين النعومة دي والنعومة دي بقينا لامؤاخذة "مزفلطين"