ارتفاع الأسهم الأوربية وسط تفاؤل بمصير الفائدة الأمريكية    محافظ مطروح: استقبلنا 3.3 ألف طن قمح بصومعة الحمام    مصدر رفيع المستوى: الوفد المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحماس    خبير تحكيمي: مستوى البنا في تراجع شديد.. وسموحة يستحق ركلة جزاء أمام الزمالك    بعد مشاركة وسام أساسيا في المباريات السابقة .. هل سيعود محمود كهربا لقيادة هجوم الأهلى أمام الاتحاد السكندري ؟    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    ارتفاع الأسهم الأوروبية بقيادة قطاع الطاقة وتجدد آمال خفض الفائدة    وزير فلسطيني: مكافحة الفساد مهمة تشاركية لمختلف قطاعات المجتمع    من يعيد عقارب الساعة قبل قصف معبر كرم أبو سالم؟    ماكرون يؤكد ضرورة الحوار الصيني الأوروبي أكثر من أي وقت مضى    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    بالأرقام والتفاصيل.. خطة لتحويل "مناخ" بورسعيد إلى حي أخضر    وزير الرياضة: 7 معسكرات للشباب تستعد للدخول للخدمة قريبا    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون    كشف ملابسات مقتل عامل بأحد المطاعم في مدينة نصر    طلاب مدرسة «ابدأ» للذكاء الاصطناعي يرون تجاربهم الناجحة    6 عروض مسرحية مجانية في روض الفرج بالموسم الحالي لقصور الثقافة    «شقو» يحقق 62 مليون جنيه إيرادات في شباك التذاكر    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    وفاة شقيق الفنان الراحل محمود ياسين.. ورانيا ياسين تنعيه: مع السلامة عمي الغالي    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    بعد نفي علماء الآثار نزول سيدنا موسى في مصر.. هل تتعارض النصوص الدينية مع العلم؟    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    انتصار السيسي: عيد شم النسيم يأتي كل عام حاملا البهجة والأمل    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    طريقة عمل سلطة الرنجة في شم النسيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالدعاية والتأييد.. رجال «الوطني» يدفعون «السيسي» ليكون «مبارك»
نشر في البديل يوم 28 - 05 - 2014

ثنائية متناقضة تحملها كل انتخابات.. تتجلى في وجه خفي لا يراه ولا يعرفه غير عدد محدود من الأشخاص، ربما لا يتجاوز شخصين أحيانا، بينما على النقيض يتبدى الوجه الآخر شديد الوضوح والعلانية، وهو الدعاية الانتخابية التي يجتهد القائمون عليها في وصولها إلى كل المواطنين.
الوجه الخفي قد يحوي إخلاصا وصدقا في النوايا لخدمة البلاد والمواطنين، وقد يحوي أطماعا وأهدافا خاصة، في سبيلها يرتكب الكثير من الأمور المشينة، ويعقد مواءمات وصفقات مشبوهة وما إلى ذلك، بما يضمن للمرشح الوصول إلى مأربه، لكن كل ذلك يظل دائما مستترا بإزار السرية المطلقة.
أما الوجه المرئي لكل عملية ترشيح، فيبدو على النقيض تماما، إذ يعد معيار النجاح فيه هو قدرتك على الوصول إلى أكبر قاعدة من الناس بصورة جاذبة.
وهكذا فقوام الانتخابات هو معرفة ما عليك إخفاؤه، وما عليك إفشاؤه!
ويتجلى الوجه المرئي – غالبا – لأية عملية انتخابية في الحملة الدعائية التي يتم تنظيمها بدقة لتقديم المرشح إلى الناخبين، ولا شك أن مظاهر هذه الحملة تكون البطولة فيها لرأس المال الذي بوسعه أن ينفذ العديد من الوسائل، ويصنع صورا ذهنية إيجابية للمرشح، بل ويذهب أحيانا في بعض دول العالم الثالث إلى وضع المرشح في صورة «البطل» في الحكايات الشعبية، فهو أنموذج لا يقهر، يحارب الوحوش والديناصورات والأشباح والجن، ليخرج منتصرا في النهاية ظافرا بالمال والسلطة و«ست الحسن والجمال».
وقد أظهرت الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين في مصر خلال السنوات القليلة الماضية هذين الوجهين بجلاء، فهناك كثير من المواءمات والصفقات والتحالفات التي تمت في الخفاء، وهناك أموال طالع كل مواطن نتاجها في حجم البذخ والسخاء في الإنفاق على هذه الحملة، أو الفقر والعجز في الإنفاق على حملة أخرى.
وبين مساحتي الخفاء والعلن، يسارع كثيرون لقراءة تصور سير الأحداث، والتكهن بالرابح في الرهان الانتخابي، فيقدمون أوجه مختلفة للإسهام في حملة هذا المرشح أو ذلك، سواء باللافتات فقط، أو بالإسهام في المؤتمرات والاشتراك في برامج الدعاية المباشرة وغير ذلك، فيما يشبه تقديم فروض الولاء والطاعة، وقرابين الزلفى والتقرب، أملا في نيل خير الجزاء بعد انتهاء ماراثون الانتخابات.
وقد ظهرت حملة المرشح الرئاسي الأخيرة «شديدة الفقر»، وهو ما بدت عليه سابقا حين قدم نفسه كمرشح رئاسي أيضا في انتخابات 2011، بينما ظهرت حملة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي أكثر ثراء، الأمر الذي سمح للمشير بالتحرك في طائرة هليكوبتر أثناء الدعاية لنفسه.
أما المساحة الواقعة بين الخفاء والعلن، فقد ضاقت حتى اختفت تماما لدى حمدين صباحي، واتسعت كثيرا لدى عبد الفتاح السيسي، ليظهر فيها رموز وعناصر الحزب الوطني القديم، يقدمون كل عون للمشير في حملته، أملا في أن يعيد لهم حياتهم السياسية التي عاشوها حتى الخامس والعشرين من يناير 2011.
هذه الوجهة هي التي جعلت رجل الأعمال محمد أبو العينين، يعاود الظهور في الجيزة داعما قويا للمشير، ومثله تيسير مطر وخالد القط في منطقة مصر القديمة وأكمل قرطام في منطقة دار السلام، وحيدر بغدادي في منطقة الجمالية، وعبد الرحمن راضي في منطقة روض الفرج وغيرهم.
«البديل» حاولت رصد عودة رموز «الوطني» إلى الظهور بقوة في عدد من المناطق والدوائر، معلنين عودتهم إلى الحياة السياسية ولو من باب دعم المرشح عبد الفتاح السيسي، محاولة إثارة تساؤل ربما يبدو استباقيا بعض الشيء، لكنه في الوقت نفسه لا يخرج من العدم ومفاده هل يعود هؤلاء مجددا رجالا للسيسي حال حصوله على مقعد الرئاسة كما كانوا رجالا لمبارك، لتبدأ مصر الحياة في 2014 بتوقيت قديم متأخر 3 سنوات؟!
في الجيزة.. «أبو العينين يدعم السيسي رئيسا لكل المصريين»
في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، اختفى أحد أشهر الوجوه السياسية والاقتصادية في الجيزة، وهو رجل الأعمال محمد أبو العينين، الداعم الأكبر لمبارك في الجيزة منذ سنوات، ورغم كونه على المستوى السياسي أحد أعضاء الحزب الوطني البارزين، وعلى المستوى الاقتصادي صاحب إحدى شركات السيراميك الشهيرة، وغيرها، فإن اسمه اختفى تماما في أعقاب أحداث يناير، ربما لم يرد إلا فيما يتردد على ألسنة البعض فقط في كونه أحد متهمي «موقعة الجمل» التي لم يرد اسمه فيها بشكل رسمي، وأثيرت حوله الكثير من علامات الاستفهام بعد مشكلات عديدة شهدتها شركته الشهيرة من إضراب عمالها بسبب أزمات داخلية عديدة، بل تردد اسمه على ألسنة الكثيرين في أقوال مرسلة تتهمه بالإتجار في ممنوعات كثيرة كالسلاح والمخدرات والآثار، وإن لم يظهر لتلك الاتهامات أي سند.
بعد هذه السنوات، عاد «أبو العينين» للظهور بقوة مؤيدا وداعما للمشير عبد الفتاح السيسي، ففي ميدان الجيزة، وبالقرب من مسجد الاستقامة، ارتفعت "بانرات" كبيرة كتب عليها: «تحيا مصر.. السيسي رئيس لكل المصريين»، وغيرها من الشعارات المؤيدة للسيسي، كما انتشرت هذه البانرات في عدد كبير من شوارع المحافظة الشهيرة مثل البحر الأعظم، حتى الشوارع الجانبية.
ولم يكتف «أبو العينين» بالظهور من خلال اللافتات والبانرات، ففي العقار رقم 3 بشارع الأنصاري، المتفرع من شارع البحر الأعظم، يقع مقر الجمعية الخاصة به، والتى منها يتم توزيع رجاله للتواجد في الشارع في الوقت الحالي، حيث يوزعون بانرات ولافتات تؤيد السيسي، فضلا عن تواجد مقر آخر لرجل الأعمال «أبو العينين» داخل ميدان الجيزة، عبارة عن عقار بأكمله، به عدد من المكاتب رفعت عليه من الخارج لافتة بطول العقار كتب عليها الشعار نفسه: «أبو العنينين يدعم السيسي رئيسا لكل المصريين».
وإلى جانب محمد أبو العينين، وداخل الجيزة أيضا، ظهر أحد قيادات الحزب الوطني المنحل، في شارع فيصل، هو أحمد حبيب، الذي انتشرت لافتاته المؤيدة للسيسي بعدد من مناطق فيصل، مثل العشرين وصفط اللبن وغيرها، تدور معظمها حول شعارات من قبيل: «حبيب يدعم السيسي رئيسا لجمهورية مصر.. تحيا مصر».
«مطر» و«قرطام» يحتلان مداخل ومخارج «دار السلام»
في منطقة دار السلام، الحي الشعبي المكتظ بالمواطنين، تستقبلك على مداخل ومخارج المنطقة «بانرات» دعائية، مؤيدة للمشير عبد الفتاح السيسي، وتخبرك – مع هذا التأييد – برسالة ضمنية مفادها: «عائدون»، فالتأييد ظاهر بذكر اسم المرشح «المشير عبد الفتاح السيسي»، والرسالة الضمنية هي اسم صاحب اللافتة، وهو المهندس أحمد مطر.
وصاحب هذا الاسم معروف في دار السلام بانتمائه وعائلته للحزب الوطني المنحل، وكانت آخر مشاركاته في الدائرة على قوائم الحزب عام 2005، قبل أن ينتقل – على قوائم الحزب أيضا – إلى منطقة مصر القديمة.
يشغل «مطر» حاليا منصب رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر، بعد فوزه على منافسه خالد محمد بفارق 80 صوتا.
كما تستقبلك الرسالة نفسها على مداخل دار السلام وتشيعك على مخارجها من أحد رموز الحزب الوطني السابق أيضا وهو المهندس أكمل أحمد قرطام، الذي نجح في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 على قوائم الحزب الوطني، وامتلك الدائرة بعد رحيل «مطر» إلى دائرته الأصلية بمصر القديمة.
كذلك ظهرت الرسالة نفسها في منطقة المنيل، حيث انتشرت لافتات تأييد المشير عبد الفتاح السيسي موقعة باسم "خالد القط"، مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات عن دائرة مصر القديمة في انتخابات مجلس الشعب 2010.
ميلاد «الوطني» باسمه الجديد من مسقط رأس المشير بالجمالية
حيدر بغدادي.. كان نائبا للحزب الوطني المنحل عن الدائرة السابعة، قسم الجمالية، عاد إلى الساحة السياسية من جديد، لكنه لم يعد فقط من أبواب تأييد المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، وإنما من أبواب التصريحات القوية المثيرة التي يؤيد فيها السيسي بقوة، والتي يعلن فيها عودته ونواب الحزب الوطني السابقين بمنتهى الصراحة.
وصف «بغدادي» المشير عبد الفتاح السيسي بالرجل القوى الذي تصدى للإمبريالية الأمريكية، وخلص مصر من حكم الإخوان المسلمين، وأكد في تصريحات سابقة له أن «أعضاء الحزب الوطني المنحل يدعمون بكل قوة عبد الفتاح السيسي فى انتخابات رئاسة الجمهورية»، وهو التصريح الذي تداوله الناشطون السياسيون فيما بينهم لإثبات وجهة نظرهم القائلة بأن نظام مبارك سيعود على يد المشير.
وزاد «بغدادي» على تصريحاته المثيرة للجدل، فقال إن المشير عبد الفتاح السيسي لا يستطيع أن يمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من ممارسة حقوقهم السياسية والترشح لعضوية البرلمان، وهو التصريح الذي يحتمل أكثر من وجهة للتأويل، ففيه نبرة التحدي، وفيه نبرة الدفاع عن المشير حال عودته ورموز الحزب المنحل إلى مباشرة العمل السياسي والترشح في البرلمان.
وأضاف «بغدادي» أنهم عائدون تحت غطاء حزب جديد باسم «تحالف نواب الشعب»، قائلا إنه لا يوجد ما يسمى "فلول" لأن الكل في خدمة الوطن، ولأن "حكم محكمة الأمور المستعجلة بمنع قيادات الحزب الوطني المنحل من الترشح للانتخابات هو والعدم سواء، لأن الدستور لا يمنع أي مواطن من ممارسة حقوقه السياسية إلا بحكم قضائي من المحاكم الجنائية».
مرشح الوطني بروض الفرج.. دعم «مرسي» فى تجنيد الشباب والان عضو فى الحملة الشعبية لدعم السيسى
لم تختلف الصورة كثير في روض الفرج، فاللافتات معلنة عن عودة رجال الحزب الوطني السابق من بوابة تأييد المشير، ويأتي على رأس هؤلاء: عبد الرحمن راضي – النائب عن الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب 2010 "فئات"، والذي كان يفوز دائما في دورات المجلس، رغم تهربه من التجنيد ورغم أميته، إلا أنه كان يمتلك الأموال التي يشتري بها أصوات أهل الدائرة، وكانت قنوات التليفزيون المصري حين تعلن خبر نجاحه تذيله بعبارة: «كان من المتوقع فوزه بجدارة في المجمع الانتخابي لتمتعه بثقة الناخبين».
وتضم روض الفرج أيضا مرشح الحزب الوطني المهندس أحمد عبد الموجود، الذي كان مرشحا في انتخابات مجلس الشعب 2010؛ ورغم عدم فوزه، فإنه يتولي حتى الآن رئاسة مجلس إدارة مركز شباب روض الفرج، ولم يتم تغييره أو إقالته من منصبه لأنه كان أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، بل كان متورطا في استغلال مركز الشباب في إدارة حملاته الانتخابية واستغلال الأعضاء في التصويت له في الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد انضم «عبد الموجود» إلى الحملة الشعبية لدعم المشير عبد الفتاح السيسي، وعمد إلى رفع لافتات التأييد للمشير في العديد من الشوارع بروض الفرج موقعة باسمه.
المعروف أن «عبد الموجود» المنتمي للحزب الوطني، كان من المسارعين إلى تأييد الثورة عندما اندلعت، ورفع شعارات «عيش – حرية – عدالة اجتماعية» علي واجهة المركز، كأنها "استيكر" يضمن له مقعده في قطار الثورة، وعندما انتخبت مصر أول رئيس بعد الثورة وجاء مرسي، هلل له ولجماعة الإخوان، وفتح أبواب مركز الشباب لاستقطاب شباب الجماعة الإرهابية.
وإذا كان المهندس أحمد عبد الموجود محسوبا كرمز من رموز الحزب الوطني المنحل في روض الفرج، ومحسوبا على «المتلونين» بتأييد الثورة، ثم بموالاة مرسي وجماعته، فها هو يعود سيرته الأولى ويؤيد السيسي ويرفع لواء «الدولة القديمة».
وهناك أيضا أسماء عديدة في منطقة روض الفرج ينتمون إلى الحزب الوطني المنحل، عاودوا الظهور لتأييد المشير عبد الفتاح السيسي، منهم: جمال أبو الفتوح، إبراهيم النادي، محمد الجارحي، خالد عبد الفتاح.
عضو «المنحل» في «الهرم»
غابت لافتات أعضاء الحزب الوطني المنحل، المؤيدة لأي من المرشحين عن شارع الهرم، فيما عدا لافتة واحدة حملت اسم عضو الحزب القديم «سيد الجابري».
وعائلة «الجابري» عُرفت بتقلدها مناصب فى مجلسى الشعب والشورى منذ عام 2005 ضمن قوائم الحزب الوطنى المنحل، واعتمدوا هذا العام على الدعاية الانتخابية الشفهية، عن طريق نزول الأفراد إلى الشوارع وعمل مسيرات أو سلاسل بشرية لدعم المشير عبد الفتاح السيسي.
«قيادات الوطني» يبايعون «السيسي» تحت شعار "فكر جديد ..دم جديد"!
محمد المسعود، اسم يعرفه غالب أهل منطقة بولاق الدكرور. ظهر «المسعود» في السابق كأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، وعندما طرح «الوطني» مرشحا غيره عن الدائرة، قدم «المسعود» نفسه كمرشح مستقل.
ومحمد المسعود، يمثل حاليا أحد رجال الحزب الوطني المنحل العائدين بقوة إلى شارع السياسة مجددا على أمل أن فرص فوز السيسي المنتمي للمؤسسة العسكرية، والذي يقدر زعيمهم السابق «حسني مبارك» في السباق الرئاسي، إنما هي فرصة لعودتهم واستعادة سطوتهم ونفوذهم.
أغرق «المسعود» منطقة أسفل كوبري بولاق أبو العلا ب"البنارات" المكتوب عليها: «معا لبناء مصر.. ندعم المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا».
ومن المفارقات أن "المسعود" كان ينزل الانتخابات تحت شعار «فكر جديد.. دم جديد»!؛ ورغم أنه كان يقصد التجديد الدائم ودعمه للشباب، فإن تلك الجملة استفزت الكثيرين واعتبروها نذير شؤم على عهد جديد يكون السيسي هو الأقرب له.
ومن وجهة نظر الكثير من أبناء الدائرة، فإن المستفيد الأول من الانتخابات والدعاية هم الفقراء ومحدودي الدخل. وهو ما يدفع المواطنين إلي تمني وجود عشرات من رجال الأعمال وأصحاب المال والطموح السياسي، ويتمنوا أن يختلف هؤلاء حول المرشحين لينعموا بما ينفق على منطقتهم من أموال.
أما عائلة «بطاح» التي ينتمي إليها رجل الأعمال محمد بطاح – عضو الحزب الوطني المنحل وعضو الغرفة التجارية، فلم يبخلوا في الإنفاق على لافتات ضخمة في منطقة "الكورنيش" والساحل لتأييد ودعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي.
ومن الحوادث الشهيرة ل «بطاح»، حينما أحوج العوز الفقراء، فاجتمعوا وظلوا يهتفون: «يا بطاح عاوزين اللحمة»، فبادر «بطاح» بذبح جمل أسفل صورة كبيرة للرئيس – آنذاك – حسنى مبارك، احتفالا منه بشفاء الرئيس فى رحلته العلاجية بمستشفى هايدلبرج الجامعى بألمانيا عام 2010.
وقد اتخذ "بطاح" إجراء إحترازيا، تمثل في عمل أكثر من لافتة بأسماء عدة أشخاص من العائلة، للإعلان عن موقفهم وبيعتهم ل"السيسي"، التي باركها أهالي المنطقة، دون الالتفات لانتماء هذه العائلة وولائها المطلق لمبارك.
وفي منطقة "ميت نما" القريبة من شبرا الخيمة، عاد الرجل البار "مجاهد نصار" لسابق عهده؛عن طريق إغراق الشوارع باللافتات التي تؤيد المشير عبد الفتاح السيسي، فضلا عن شهادات أهالي المنطقة التي تفيد بأن "نصار" يشرف على الدعاية الانتخابية سرا، ويدفع من نفقته الخاصة للافتات التي تُعلق باسم كبار عائلات "ميت نما" .
وكان مجاهد نصار – مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات بدائرة قسم أول شبرا الخيمة حتى عام 2010، وهو من أكثر المؤيدين لمبارك خلال حكمه، وحتى خلال ثورة 25 يناير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.