حياة كريمة فى الغربية.. المبادرة الرئاسية تغير الواقع بقرية دمنهور الوحش    أنا الوحيد الذي تخليت عنه مبكرا، ترامب يكشف أسرارا عن إبستين في رسالة "عيد الميلاد"    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادثي تصادم بالدقهلية    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    مسئول بمحافظة الجيزة: عقار إمبابة المنهار عمره يتجاوز 80 عاما.. والسكان لم يبلغوا الحي بالشروخ    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    100 مليون في يوم واحد، إيرادات فيلم AVATAR: FIRE AND ASH تقفز إلى 500 مليون دولار    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    فلسطين.. جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    أول تعليق نيجيري رسمي على "الضربة الأمريكية"    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    انفجار قنبلة يدوية يهز مدينة الشيخ مسكين جنوب غربي سوريا    موسكو تتوسط سرّاً بين دمشق وتل أبيب للتوصّل إلى اتفاق أمني    الشهابي ورئيس جهاز تنمية المشروعات يفتتحان معرض «صنع في دمياط» بالقاهرة    وزير العمل: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ستوفر ملايين فرص العمل بشكل سهل وبسيط    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    أمن الجزائر يحبط تهريب شحنات مخدرات كبيرة عبر ميناء بجاية    ارتفاع حجم تداول الكهرباء الخضراء في الصين خلال العام الحالي    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    زيلينسكي يبحث هاتفياً مع المبعوثَيْن الأميركيين خطة السلام مع روسيا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    18 إنذارا للمصريين فى 10 مباريات رصيد حكم مباراة الفراعنة وجنوب أفريقيا    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    هشام يكن: مواجهة جنوب أفريقيا صعبة.. وصلاح قادر على صنع الفارق    محمد فؤاد ومصطفى حجاج يتألقان في حفل جماهيري كبير لمجموعة طلعت مصطفى في «سيليا» بالعاصمة الإدارية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    أمم إفريقيا - تعيين عاشور وعزب ضمن حكام الجولة الثانية من المجموعات    «اللي من القلب بيروح للقلب».. مريم الباجوري تكشف كواليس مسلسل «ميدتيرم»    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    متابعة مشروع تطوير شارع الإخلاص بحي الطالبية    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    نجم الأهلي السابق: تشكيل الفراعنة أمام جنوب إفريقيا لا يحتاج لتغييرات    محافظة الإسماعيلية تحتفل بالذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق بحفل "كلثوميات".. صور    تطور جديد في قضية عمرو دياب وصفعه شاب    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    أخبار مصر اليوم: سحب منخفضة على السواحل الشمالية والوجه البحري.. وزير العمل يصدر قرارًا لتنظيم تشغيل ذوي الهمم بالمنشآت.. إغلاق موقع إلكتروني مزور لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    الزمالك يستعد لمباراة غزل المحلة دون راحة    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    واعظات الأوقاف يقدمن دعما نفسيا ودعويا ضمن فعاليات شهر التطوع    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    دهس طفل تحت عجلات ميكروباص فوق كوبري الفيوم.. والسائق في قبضة الأمن    أخبار كفر الشيخ اليوم.. إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب رسميًا    جراحة دقيقة بمستشفى الفيوم العام تنقذ حياة رضيع عمره 9 أيام    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    حزب المؤتمر: نجاح جولة الإعادة يعكس تطور إدارة الاستحقاقات الدستورية    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالدعاية والتأييد.. رجال «الوطني» يدفعون «السيسي» ليكون «مبارك»
نشر في البديل يوم 28 - 05 - 2014

ثنائية متناقضة تحملها كل انتخابات.. تتجلى في وجه خفي لا يراه ولا يعرفه غير عدد محدود من الأشخاص، ربما لا يتجاوز شخصين أحيانا، بينما على النقيض يتبدى الوجه الآخر شديد الوضوح والعلانية، وهو الدعاية الانتخابية التي يجتهد القائمون عليها في وصولها إلى كل المواطنين.
الوجه الخفي قد يحوي إخلاصا وصدقا في النوايا لخدمة البلاد والمواطنين، وقد يحوي أطماعا وأهدافا خاصة، في سبيلها يرتكب الكثير من الأمور المشينة، ويعقد مواءمات وصفقات مشبوهة وما إلى ذلك، بما يضمن للمرشح الوصول إلى مأربه، لكن كل ذلك يظل دائما مستترا بإزار السرية المطلقة.
أما الوجه المرئي لكل عملية ترشيح، فيبدو على النقيض تماما، إذ يعد معيار النجاح فيه هو قدرتك على الوصول إلى أكبر قاعدة من الناس بصورة جاذبة.
وهكذا فقوام الانتخابات هو معرفة ما عليك إخفاؤه، وما عليك إفشاؤه!
ويتجلى الوجه المرئي – غالبا – لأية عملية انتخابية في الحملة الدعائية التي يتم تنظيمها بدقة لتقديم المرشح إلى الناخبين، ولا شك أن مظاهر هذه الحملة تكون البطولة فيها لرأس المال الذي بوسعه أن ينفذ العديد من الوسائل، ويصنع صورا ذهنية إيجابية للمرشح، بل ويذهب أحيانا في بعض دول العالم الثالث إلى وضع المرشح في صورة «البطل» في الحكايات الشعبية، فهو أنموذج لا يقهر، يحارب الوحوش والديناصورات والأشباح والجن، ليخرج منتصرا في النهاية ظافرا بالمال والسلطة و«ست الحسن والجمال».
وقد أظهرت الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين في مصر خلال السنوات القليلة الماضية هذين الوجهين بجلاء، فهناك كثير من المواءمات والصفقات والتحالفات التي تمت في الخفاء، وهناك أموال طالع كل مواطن نتاجها في حجم البذخ والسخاء في الإنفاق على هذه الحملة، أو الفقر والعجز في الإنفاق على حملة أخرى.
وبين مساحتي الخفاء والعلن، يسارع كثيرون لقراءة تصور سير الأحداث، والتكهن بالرابح في الرهان الانتخابي، فيقدمون أوجه مختلفة للإسهام في حملة هذا المرشح أو ذلك، سواء باللافتات فقط، أو بالإسهام في المؤتمرات والاشتراك في برامج الدعاية المباشرة وغير ذلك، فيما يشبه تقديم فروض الولاء والطاعة، وقرابين الزلفى والتقرب، أملا في نيل خير الجزاء بعد انتهاء ماراثون الانتخابات.
وقد ظهرت حملة المرشح الرئاسي الأخيرة «شديدة الفقر»، وهو ما بدت عليه سابقا حين قدم نفسه كمرشح رئاسي أيضا في انتخابات 2011، بينما ظهرت حملة المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي أكثر ثراء، الأمر الذي سمح للمشير بالتحرك في طائرة هليكوبتر أثناء الدعاية لنفسه.
أما المساحة الواقعة بين الخفاء والعلن، فقد ضاقت حتى اختفت تماما لدى حمدين صباحي، واتسعت كثيرا لدى عبد الفتاح السيسي، ليظهر فيها رموز وعناصر الحزب الوطني القديم، يقدمون كل عون للمشير في حملته، أملا في أن يعيد لهم حياتهم السياسية التي عاشوها حتى الخامس والعشرين من يناير 2011.
هذه الوجهة هي التي جعلت رجل الأعمال محمد أبو العينين، يعاود الظهور في الجيزة داعما قويا للمشير، ومثله تيسير مطر وخالد القط في منطقة مصر القديمة وأكمل قرطام في منطقة دار السلام، وحيدر بغدادي في منطقة الجمالية، وعبد الرحمن راضي في منطقة روض الفرج وغيرهم.
«البديل» حاولت رصد عودة رموز «الوطني» إلى الظهور بقوة في عدد من المناطق والدوائر، معلنين عودتهم إلى الحياة السياسية ولو من باب دعم المرشح عبد الفتاح السيسي، محاولة إثارة تساؤل ربما يبدو استباقيا بعض الشيء، لكنه في الوقت نفسه لا يخرج من العدم ومفاده هل يعود هؤلاء مجددا رجالا للسيسي حال حصوله على مقعد الرئاسة كما كانوا رجالا لمبارك، لتبدأ مصر الحياة في 2014 بتوقيت قديم متأخر 3 سنوات؟!
في الجيزة.. «أبو العينين يدعم السيسي رئيسا لكل المصريين»
في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، اختفى أحد أشهر الوجوه السياسية والاقتصادية في الجيزة، وهو رجل الأعمال محمد أبو العينين، الداعم الأكبر لمبارك في الجيزة منذ سنوات، ورغم كونه على المستوى السياسي أحد أعضاء الحزب الوطني البارزين، وعلى المستوى الاقتصادي صاحب إحدى شركات السيراميك الشهيرة، وغيرها، فإن اسمه اختفى تماما في أعقاب أحداث يناير، ربما لم يرد إلا فيما يتردد على ألسنة البعض فقط في كونه أحد متهمي «موقعة الجمل» التي لم يرد اسمه فيها بشكل رسمي، وأثيرت حوله الكثير من علامات الاستفهام بعد مشكلات عديدة شهدتها شركته الشهيرة من إضراب عمالها بسبب أزمات داخلية عديدة، بل تردد اسمه على ألسنة الكثيرين في أقوال مرسلة تتهمه بالإتجار في ممنوعات كثيرة كالسلاح والمخدرات والآثار، وإن لم يظهر لتلك الاتهامات أي سند.
بعد هذه السنوات، عاد «أبو العينين» للظهور بقوة مؤيدا وداعما للمشير عبد الفتاح السيسي، ففي ميدان الجيزة، وبالقرب من مسجد الاستقامة، ارتفعت "بانرات" كبيرة كتب عليها: «تحيا مصر.. السيسي رئيس لكل المصريين»، وغيرها من الشعارات المؤيدة للسيسي، كما انتشرت هذه البانرات في عدد كبير من شوارع المحافظة الشهيرة مثل البحر الأعظم، حتى الشوارع الجانبية.
ولم يكتف «أبو العينين» بالظهور من خلال اللافتات والبانرات، ففي العقار رقم 3 بشارع الأنصاري، المتفرع من شارع البحر الأعظم، يقع مقر الجمعية الخاصة به، والتى منها يتم توزيع رجاله للتواجد في الشارع في الوقت الحالي، حيث يوزعون بانرات ولافتات تؤيد السيسي، فضلا عن تواجد مقر آخر لرجل الأعمال «أبو العينين» داخل ميدان الجيزة، عبارة عن عقار بأكمله، به عدد من المكاتب رفعت عليه من الخارج لافتة بطول العقار كتب عليها الشعار نفسه: «أبو العنينين يدعم السيسي رئيسا لكل المصريين».
وإلى جانب محمد أبو العينين، وداخل الجيزة أيضا، ظهر أحد قيادات الحزب الوطني المنحل، في شارع فيصل، هو أحمد حبيب، الذي انتشرت لافتاته المؤيدة للسيسي بعدد من مناطق فيصل، مثل العشرين وصفط اللبن وغيرها، تدور معظمها حول شعارات من قبيل: «حبيب يدعم السيسي رئيسا لجمهورية مصر.. تحيا مصر».
«مطر» و«قرطام» يحتلان مداخل ومخارج «دار السلام»
في منطقة دار السلام، الحي الشعبي المكتظ بالمواطنين، تستقبلك على مداخل ومخارج المنطقة «بانرات» دعائية، مؤيدة للمشير عبد الفتاح السيسي، وتخبرك – مع هذا التأييد – برسالة ضمنية مفادها: «عائدون»، فالتأييد ظاهر بذكر اسم المرشح «المشير عبد الفتاح السيسي»، والرسالة الضمنية هي اسم صاحب اللافتة، وهو المهندس أحمد مطر.
وصاحب هذا الاسم معروف في دار السلام بانتمائه وعائلته للحزب الوطني المنحل، وكانت آخر مشاركاته في الدائرة على قوائم الحزب عام 2005، قبل أن ينتقل – على قوائم الحزب أيضا – إلى منطقة مصر القديمة.
يشغل «مطر» حاليا منصب رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر، بعد فوزه على منافسه خالد محمد بفارق 80 صوتا.
كما تستقبلك الرسالة نفسها على مداخل دار السلام وتشيعك على مخارجها من أحد رموز الحزب الوطني السابق أيضا وهو المهندس أكمل أحمد قرطام، الذي نجح في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 على قوائم الحزب الوطني، وامتلك الدائرة بعد رحيل «مطر» إلى دائرته الأصلية بمصر القديمة.
كذلك ظهرت الرسالة نفسها في منطقة المنيل، حيث انتشرت لافتات تأييد المشير عبد الفتاح السيسي موقعة باسم "خالد القط"، مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات عن دائرة مصر القديمة في انتخابات مجلس الشعب 2010.
ميلاد «الوطني» باسمه الجديد من مسقط رأس المشير بالجمالية
حيدر بغدادي.. كان نائبا للحزب الوطني المنحل عن الدائرة السابعة، قسم الجمالية، عاد إلى الساحة السياسية من جديد، لكنه لم يعد فقط من أبواب تأييد المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي، وإنما من أبواب التصريحات القوية المثيرة التي يؤيد فيها السيسي بقوة، والتي يعلن فيها عودته ونواب الحزب الوطني السابقين بمنتهى الصراحة.
وصف «بغدادي» المشير عبد الفتاح السيسي بالرجل القوى الذي تصدى للإمبريالية الأمريكية، وخلص مصر من حكم الإخوان المسلمين، وأكد في تصريحات سابقة له أن «أعضاء الحزب الوطني المنحل يدعمون بكل قوة عبد الفتاح السيسي فى انتخابات رئاسة الجمهورية»، وهو التصريح الذي تداوله الناشطون السياسيون فيما بينهم لإثبات وجهة نظرهم القائلة بأن نظام مبارك سيعود على يد المشير.
وزاد «بغدادي» على تصريحاته المثيرة للجدل، فقال إن المشير عبد الفتاح السيسي لا يستطيع أن يمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من ممارسة حقوقهم السياسية والترشح لعضوية البرلمان، وهو التصريح الذي يحتمل أكثر من وجهة للتأويل، ففيه نبرة التحدي، وفيه نبرة الدفاع عن المشير حال عودته ورموز الحزب المنحل إلى مباشرة العمل السياسي والترشح في البرلمان.
وأضاف «بغدادي» أنهم عائدون تحت غطاء حزب جديد باسم «تحالف نواب الشعب»، قائلا إنه لا يوجد ما يسمى "فلول" لأن الكل في خدمة الوطن، ولأن "حكم محكمة الأمور المستعجلة بمنع قيادات الحزب الوطني المنحل من الترشح للانتخابات هو والعدم سواء، لأن الدستور لا يمنع أي مواطن من ممارسة حقوقه السياسية إلا بحكم قضائي من المحاكم الجنائية».
مرشح الوطني بروض الفرج.. دعم «مرسي» فى تجنيد الشباب والان عضو فى الحملة الشعبية لدعم السيسى
لم تختلف الصورة كثير في روض الفرج، فاللافتات معلنة عن عودة رجال الحزب الوطني السابق من بوابة تأييد المشير، ويأتي على رأس هؤلاء: عبد الرحمن راضي – النائب عن الحزب الوطني في انتخابات مجلس الشعب 2010 "فئات"، والذي كان يفوز دائما في دورات المجلس، رغم تهربه من التجنيد ورغم أميته، إلا أنه كان يمتلك الأموال التي يشتري بها أصوات أهل الدائرة، وكانت قنوات التليفزيون المصري حين تعلن خبر نجاحه تذيله بعبارة: «كان من المتوقع فوزه بجدارة في المجمع الانتخابي لتمتعه بثقة الناخبين».
وتضم روض الفرج أيضا مرشح الحزب الوطني المهندس أحمد عبد الموجود، الذي كان مرشحا في انتخابات مجلس الشعب 2010؛ ورغم عدم فوزه، فإنه يتولي حتى الآن رئاسة مجلس إدارة مركز شباب روض الفرج، ولم يتم تغييره أو إقالته من منصبه لأنه كان أحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، بل كان متورطا في استغلال مركز الشباب في إدارة حملاته الانتخابية واستغلال الأعضاء في التصويت له في الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد انضم «عبد الموجود» إلى الحملة الشعبية لدعم المشير عبد الفتاح السيسي، وعمد إلى رفع لافتات التأييد للمشير في العديد من الشوارع بروض الفرج موقعة باسمه.
المعروف أن «عبد الموجود» المنتمي للحزب الوطني، كان من المسارعين إلى تأييد الثورة عندما اندلعت، ورفع شعارات «عيش – حرية – عدالة اجتماعية» علي واجهة المركز، كأنها "استيكر" يضمن له مقعده في قطار الثورة، وعندما انتخبت مصر أول رئيس بعد الثورة وجاء مرسي، هلل له ولجماعة الإخوان، وفتح أبواب مركز الشباب لاستقطاب شباب الجماعة الإرهابية.
وإذا كان المهندس أحمد عبد الموجود محسوبا كرمز من رموز الحزب الوطني المنحل في روض الفرج، ومحسوبا على «المتلونين» بتأييد الثورة، ثم بموالاة مرسي وجماعته، فها هو يعود سيرته الأولى ويؤيد السيسي ويرفع لواء «الدولة القديمة».
وهناك أيضا أسماء عديدة في منطقة روض الفرج ينتمون إلى الحزب الوطني المنحل، عاودوا الظهور لتأييد المشير عبد الفتاح السيسي، منهم: جمال أبو الفتوح، إبراهيم النادي، محمد الجارحي، خالد عبد الفتاح.
عضو «المنحل» في «الهرم»
غابت لافتات أعضاء الحزب الوطني المنحل، المؤيدة لأي من المرشحين عن شارع الهرم، فيما عدا لافتة واحدة حملت اسم عضو الحزب القديم «سيد الجابري».
وعائلة «الجابري» عُرفت بتقلدها مناصب فى مجلسى الشعب والشورى منذ عام 2005 ضمن قوائم الحزب الوطنى المنحل، واعتمدوا هذا العام على الدعاية الانتخابية الشفهية، عن طريق نزول الأفراد إلى الشوارع وعمل مسيرات أو سلاسل بشرية لدعم المشير عبد الفتاح السيسي.
«قيادات الوطني» يبايعون «السيسي» تحت شعار "فكر جديد ..دم جديد"!
محمد المسعود، اسم يعرفه غالب أهل منطقة بولاق الدكرور. ظهر «المسعود» في السابق كأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل، وعندما طرح «الوطني» مرشحا غيره عن الدائرة، قدم «المسعود» نفسه كمرشح مستقل.
ومحمد المسعود، يمثل حاليا أحد رجال الحزب الوطني المنحل العائدين بقوة إلى شارع السياسة مجددا على أمل أن فرص فوز السيسي المنتمي للمؤسسة العسكرية، والذي يقدر زعيمهم السابق «حسني مبارك» في السباق الرئاسي، إنما هي فرصة لعودتهم واستعادة سطوتهم ونفوذهم.
أغرق «المسعود» منطقة أسفل كوبري بولاق أبو العلا ب"البنارات" المكتوب عليها: «معا لبناء مصر.. ندعم المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا».
ومن المفارقات أن "المسعود" كان ينزل الانتخابات تحت شعار «فكر جديد.. دم جديد»!؛ ورغم أنه كان يقصد التجديد الدائم ودعمه للشباب، فإن تلك الجملة استفزت الكثيرين واعتبروها نذير شؤم على عهد جديد يكون السيسي هو الأقرب له.
ومن وجهة نظر الكثير من أبناء الدائرة، فإن المستفيد الأول من الانتخابات والدعاية هم الفقراء ومحدودي الدخل. وهو ما يدفع المواطنين إلي تمني وجود عشرات من رجال الأعمال وأصحاب المال والطموح السياسي، ويتمنوا أن يختلف هؤلاء حول المرشحين لينعموا بما ينفق على منطقتهم من أموال.
أما عائلة «بطاح» التي ينتمي إليها رجل الأعمال محمد بطاح – عضو الحزب الوطني المنحل وعضو الغرفة التجارية، فلم يبخلوا في الإنفاق على لافتات ضخمة في منطقة "الكورنيش" والساحل لتأييد ودعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي.
ومن الحوادث الشهيرة ل «بطاح»، حينما أحوج العوز الفقراء، فاجتمعوا وظلوا يهتفون: «يا بطاح عاوزين اللحمة»، فبادر «بطاح» بذبح جمل أسفل صورة كبيرة للرئيس – آنذاك – حسنى مبارك، احتفالا منه بشفاء الرئيس فى رحلته العلاجية بمستشفى هايدلبرج الجامعى بألمانيا عام 2010.
وقد اتخذ "بطاح" إجراء إحترازيا، تمثل في عمل أكثر من لافتة بأسماء عدة أشخاص من العائلة، للإعلان عن موقفهم وبيعتهم ل"السيسي"، التي باركها أهالي المنطقة، دون الالتفات لانتماء هذه العائلة وولائها المطلق لمبارك.
وفي منطقة "ميت نما" القريبة من شبرا الخيمة، عاد الرجل البار "مجاهد نصار" لسابق عهده؛عن طريق إغراق الشوارع باللافتات التي تؤيد المشير عبد الفتاح السيسي، فضلا عن شهادات أهالي المنطقة التي تفيد بأن "نصار" يشرف على الدعاية الانتخابية سرا، ويدفع من نفقته الخاصة للافتات التي تُعلق باسم كبار عائلات "ميت نما" .
وكان مجاهد نصار – مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات بدائرة قسم أول شبرا الخيمة حتى عام 2010، وهو من أكثر المؤيدين لمبارك خلال حكمه، وحتى خلال ثورة 25 يناير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.