بدأت فعاليات مؤتمر الخطاب الديني الذي تنظمه مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" بمدينة مراكش المغربية بتكريم الاستاذ الدكتور حسن حنفي المفكر والباحث المصري بوصفه من أهم المفكرين العرب المعاصرين وصاحب انتاج علمي وفلسفي قوي ومتميز .. وقال الدكتور حسن حنفي بعد استلامه جائزة تكريمه أن لفظ "مؤمنون بلا حدود" استوقفه واثار في ذهنه عدة أشجان، فكلمة مؤمنون أثارت لديه كيف أننا نعاني من إيمان ينفصل فيه الوجدان عن العمل مما أدى لظهور فقهاء السلطان والتخلي عن القضايا المركزية واصبحنا نسالم الأعداء ونعادي الاصدقاء .. أما كلمة بلا حدود أثارت لديه شجن كيف أننا نعاني من الحدود الطائفية والعرقية والجغرافية وضرب أمثلة على مايحدث في العراق وسوريا وكيف أن العيون موجهة إلى مصر لإدخالها ضمن هذه الحدود المثيرة للحزن .. وألقى الدكتور حسن حنفي محاضرته التي ارتكزت حول ثنائية اللفظ والمعنى في الخطاب الديني ونظرية الثابت والمتغير وأوضح من منظوره أن اللفظ متغير والمعنى ثابت وأنه بدون هذه الثنائية يصعب تجديد الخطاب الديني ، وقال إن اللغة التي تستعملها النخبة وخاصة "الدعاة" مازالت قديمة ومن المفترض تجديدها لتلائم الواقع وأكد أنه يقصد التجديد والتغيير في اللفظ لا في المعنى الثابت واشار إلى أن الالفاظ الدينية المستخدمة في الخطاب الديني باتت غير متداولة أو تغير معناها طبقا لتغير الزمان والمكان .. وعن الخطاب الصوفي قال الدكتور حسن حنفي ان الخطاب الصوفي بات يُستخدم لتوظيف سياسي وعليه استبدال الألفاظ التي تدعو للإنفصال عن المجتمع والسلبية لألفاظ تعبر عن حقيقة مضمون المعنى الذي أراده اقطاب التصوف وضرب أمثالا كالصبر والرضا والفناء والخوف .. وكذلك في الخطاب الفقهي ألفاظ كالرق والسبايا والغنائم والصلب والكافر وهو ما أدى لظهور جماعات كبوكو حرام وغيرها.. وأوضح حنفي أن هناك خطئان في الخطاب الديني أولهما استمرار اللغة القديمة من جهة وثانيهما هو استعارة التجديد من المصطلحات الغربية مما أدى لانفصاله عن الناس وهويتهم الحقيقية من جهة أخرى .. وضرب مثلا في قصة صلح الحديبية حين رفض أهل مكة كتابة بسم الله الرحمن الرحيم فقال الرسول للإمام علي اكتب بسمك اللهم وحين رفضوا كتابة محمد رسول الله قال اكتب محمد بن عبد الله ، وكيف كان الرسول هدفه المضمون لا اللفظ .. وفي ختامه أكد ان هذه الصراع اللغوي قد يبدو في ظاهره لغة ولكنه في حقيقته سياسة ويوظف في الصراع على السلطة ..