ترك المئات من اللاجئين الفلسطينيين منازلهم وأراضيهم بحثا عن دماء العروبة التى قد تحن عليهم وتأويهم وسط أحضانها، فأتو إلى مصر آملين فى أن يجدوا بلدا تنصرهم وحكومة تبحث عن مطالبهم البسيطة وتلبيها وقطنوا فى جزيرة فاضل التابعة لمركز أبو كبير، القرية التي في حاجة شديدة لرعاية المسئولين. ويعاني أطفال الجزيرة من الفقر والجوع، فيذهبون للبحث عن لقمة العيش في صناديق القمامة، مما أدى لانتشار الأمراض بين أبناء القرية بين ضعف فى السمع وشللأطفال وأمراض جلدية، أما عن حال المدارس فالقرية لا توجد بها أية مدارس وأهلها جميعا أميون إلا القليل منهم الذين حصلوا على مؤهل الإعدادية. وتنتشر البطالة بين سكانها ومهنتهم الوحيدة هى جمع القمامة وبيعها بعد فرزها للإنفاق من حصيلتها البسيطة على أنفسهم وأطفالهم ولا يعرفون طريق المستشفيات أوالعيادات الخارجية لأنهم وباختصار لا يملكون المال الذى سوف يساعدهم علىجلب الدواء رضوا بالموت على فراشهم فى منازلهم واكتفو بقول (يارب انت اللىعالم بحالى وغنى عن سوالى)، ووصفوا حكم مرسي بأنه جلب الخراب إليهم وجعلهم خونة لأن أنصاره فى فلسطين يقتلون الجنود المصريين على حد قولهم. تحدثت إلينا الحاجة زينب من نابلس وقالت: أتيت إلى مصر منذ أن قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف بلدنا بئر السبع عام 1948 ومنذ هذا الوقت وأنا لا أعرف لى بلدا سوى مصر ظللنا هنا نعيش مع المصريين وكأننا أحد أبناء هذا البلد حتى أتى الرئيس المعزول محمد مرسي وتغيرت المعاملة معنا تماما فالكل هنا يصفوننا بأننا خونة. س/تقصدى من تحديدا بالكل ومن الذى يعاملك على أنك خائنة؟ أناأقصد الناس اللى فى الشارع وأنا لما بنزل أتسوق من أبو كبير والناس تحس إنى فلسطينية بدون مقدمات بيقولولى إنتى إيه اللى مقعدك هنا روحى على بلدك كفاية دمار وقتل فى الظباط، واللى مزعلننى إنى أنا وأولادى بنحب المصريين ولينا أصحاب مصريين ومنعرفش بلد لينا غير جزيرة فاضل. أما ع. النامولي وهى سيدة فى العقد الثالث من العمر ام ل 9 أطفال فتتحدث والدموع فى عينيها:أنا مش لاقية أوكل عيالى وكمان لو منظومة العيش الجديدة اللى بيقولوا عليهااتطبقت يبقى إحنا هناكل من الطين بتاع الأرض لا حكومتنا سمعانا ولا فى مصرسمعينا إحنا متنا ومحينا من الذاكرة وهيسبونا هنا لحد ما نموت من الجوع وكدة كدة إحنا بعيد عن العين ولو متنا كلنا ولا حد هيسأل ولا يتحرى إحنا متنا إزاي. يناشد أهالى قرية جزيرة فاضل بأبو كبير، الحكومتين المصرية والفلسطينية بالتدخل لإنقاذهم من الموت بسبب الجوع حفاظا على عروبتهم.