* الرئيس السوداني يعد الشمال بنهضة شاملة ويقول: الأرزاق بيد الله وليست “قسيمة موارد“ إعداد – نفيسة الصباغ: أكد الرئيس السوداني عمر البشير على “حرص الحكومة” على الحفاظ على السلام حتى في حال حدوث الانفصال الذي اعتبره أمراً متوقعاً في الاستفتاء وتعهد بعدم العودة إلى الحرب باعتبار أن عودتها “ستجعل البلاد تخسر السلام والوحدة”. وأضاف لن نكون البادئين بالحرب لأننا حريصون على السلام. وأوضح خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد لمجلس شورى الحزب بالخرطوم أن الحكومة عازمة حال وقوع الانفصال بشكل رسمي على نيل حقوقها السيادية من مرور البترول عبر أنابيب وموانئ التصدير بالشمال لافتاً النظر إلى أن “الشمال موعود بنهضة شاملة” عقب الاستفتاء في عدة مجالات من بينها المعادن والزراعة والبيئة مبيناً أن “الأرزاق بيد الله” وأنها ليست مربوطة بقسمة الموارد. وتعهد البشير، وفقا لما نقلته صحيفة “آخر لحظة” السودانية، بحماية المواطنين الجنوبيين في الشمال وعدم السماح بالتعدي على حرياتهم مبيناً أن إسقاط الجنسية لا يعني إسقاط حقهم الاجتماعي ووصف بعض الأصوات بأنها لا تعبر عن الوطن وعن قياداته مطالباً في الوقت ذاته حكومة الجنوب بحماية الشماليين وممتلكاتهم في الجنوب. وبالنسبة لقضية أبيي جدد البشير تمسكه بأحقية تصويت قبيلة المسيرية في استفتاء المنطقة متهماً جهات لم يسمها بمحاولة تفسير قرار محكمة لاهاي بشكل خاطئ مبيناً أن الاتفاقية كفلت للمسيرية حق التصويت في المنطقة وقال لن نسمح بأن يعامل المسيرية وكأنهم مواطنين من الدرجة الثانية في أرضهم لكنه أشار إلى استمرار الحوار حول القضية بهدف التوصل لحلول مرضية للطرفين. وأكد البشير أن هدف قيام إستراتيجية الدولة في دارفور استعادة الملف لأيدي الحكومة باعتبار أن الحل النهائي في الداخل مؤكداً أن الحوار لن يستمر إلى الأبد وأن منبر الدوحة آخر منبر تفاوضي موضحاً أن الحكومة تسعى للإسراع بحل المشكلة للتفرغ للتحديات القادمة. وشن رئيس الجمهورية هجوماً عنيفاً على القوى المعارضة ووصفها بالباحثة عن فقاقيع لانفجارات لن تحدث شيئاً وسخر من مسمى الجبهة العريضة وقال إن الجبهة العريضة والإجماع الوطني موجود في المؤتمر الوطني فقط. وفي السياق ذاته أعرب رئيس مجلس الشورى أبو علي المجذوب عن أمله في أن تعود الحركة إلى رشدها وتترك التعامل مع القوى الغربية التي قال إنها لا تريد خيراً للسودان. وطالب أبو علي بضرورة معاملة الدول الأوربية التي تكن العداء للبلاد بالمثل وعدم إشراكهم في قضايا البلاد المصيرية. وعلى صعيد آخر، أجمع سياسيون وخبراء إستراتيجيون أن إجراء الاستفتاء دون ترسيم الحدود يعني إدخال البلاد في حرب شاملة، وان إجراءه في ظل كشوفات مشكوك فيها يعني إجراء استفتاء لا معنى له، وبالتالي استحالة التعامل معه، ونبهوا إلى أن الشك في الاستفتاء والترسيم سيقود إلى حرب تلو الأخرى بين الشمال والجنوب. واعتبر الباحث الإستراتيجي عباس إبراهيم عدم ترسيم الحدود إعلان حرب شاملة، وان الشعبية ستتجه لتكوين دولة قائمة بذاتها في حالة فشل الاستفتاء، مع تبييت نية الحرب لأحد الطرفين في حالة عدم الموافقة على إجراء الترسيم، ويرى عثمان أن الحركة مهيأة لحسم الأمور عسكرياً وان أسلوبها الذي تمارسه حالياً هو قرع لطبول الحرب. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. أسامة زين العابدين في المنتدى السياسي لمركز الراصد للدراسات السياسية والإستراتيجية حول إشكاليات ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب بمقره بالعمارات، إن الانفصال يعني تحول الحدود بين الشمال والجنوب من حدود إدارية إلى حدود سياسية صناعية تخلّف نتوءات للشمال بالجنوب والعكس، وان الدولة الجديدةبالجنوب ستواجه مشاكل تخطيطية مع أوغندا وكينيا وإثيوبيا. وحذر من مغبة التقليل من نسبة ال20٪ المتبقية من عملية الترسيم والتي قال إنها تمثل400 كيلو متر وإنها تعتبر أطول من حدود البلاد مع ليبيا، منوهاً إلى أن ترسيم الحدود دون اتفاق وحقوق تاريخية سيترتب عليه نزاعات بين الشمال والجنوب. مواضيع ذات صلة 1. طبقا لساعة جوبا :انفصال جنوب السودان قادم بعد أقل من 80 ألف دقيقة 2. حكومة جنوب السودان تتهم الجيش السوداني باختطاف مدنيين 3. مفوضية استفتاء جنوب السودان تحقق في عرقلة الشمال لتسجيل الناخبين ..وأحزاب سودانية تدعو لتأجيل الاستفتاء 4. السودان يبدأ تسجيل الناخبين للاستفتاء على استقلال الجنوب.. وكير أول من سجل اسمه 5. القنصل العام السوداني بأسوان :لاعودة لخيار الحرب في حالة انفصال الجنوب..