عناصر الجماعة تحركت ضد منشآت الدولة لإجهاض فض اعتصام رابعة التنظيم استخدم صبية في إضرام النيران بديوان القسم بواسطة المولوتوف مسلحون هاجموا القسم بالأسلحة الآلية.. وتسببوا في مقتل وإصابة أكثر من 25 شخصًا حصلت "البديل" على التفاصيل الكاملة للتحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، في أحداث العنف والتجمهر التي تورطت فيها عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وقامت خلالها بارتكاب جرائم حرق مبنى قسم شرطة حلوان وتدميره، وقتل وإصابة 25 من رجال الشرطة والمواطنين. وكشفت التحقيقات أن أحداث حرق قسم شرطة حلوان كانت ضمن مخطط سابق، أعدته قيادات جماعة الإخوان المسلمين، عن طريق غرفة العمليات التي أدارها المرشد العام الدكتور محمد بديع من ميدان رابعة العدوية؛ بهدف نشر الفوضى في أرجاء البلاد، باستخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق ذلك الغرض. وبحسب تحقيقات النيابة العامة فإن جماعة الإخوان المسلمين وضعت مخططًا سابقاً لإجهاض تحركات الدولة، كان ضمن آلياته مهاجمة المنشآت الأمنية ومحاصرتها، وحرق أقسام الشرطة؛ لنشر الفوضى في البلاد حال قيام حكومة 30 يونيو بتنفيذ قرار فض اعتصامي أنصار الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي من منصبه بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. وتبين من التحقيقات أن النيابة العامة تلقت إخطارًا صباح يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع أحداث فض اعتصامي أنصار الرئيس السابق محمد مرسي بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، يفيد بأن عددًا من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين تحركوا في مسيرات مسلحة صوب قسم شرطة حلوان صباح يوم فض الاعتصام. وأوضح محضر التحقيقات أن المسيرة التي نظمتها الجماعة بالتزامن مع أحداث الفض شاركت فيها عناصر مسلحة مدربة على استخدام الأسلحة الآلية والنارية وبنادق الخرطوش وقنابل المولوتوف ومحدثات الصوت، وتجمهروا أمام مقر ديوان عام قسم شرطة حلوان. وبدأت العناصر المسلحة في إطلاق الأعيرة النارية تجاه مبنى القسم؛ لاستهداف المشاركين في الخدمات الأمنية من رجال الشرطة، وصعدت تلك المجموعات هجماتها بفرض حصار محكم على القسم واستهداف القوات بشكل مباشر عن طريق الأسلحة الآلية؛ مما تسبب في مقتل ستة من أفراد الشرطة والمواطنين وإصابة 19 شخصًا من المواطنين. وأثبتت تحريات الأجهزة الأمنية أن المتجمهرين اصطحبوا أعدادًا كبيرة من الصبية بجانب العناصر المسلحة، استخدموهم في إشعال الحرائق وتصنيع قنابل المولوتوف، وبالفعل نجحت تلك المجموعات في اقتحام ديوان القسم، وأشعلوا النيران في محتوياته؛ مما تسبب في تدميره. وتبين من تقارير قطاع الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية المقدمة لجهات التحقيق أن تحرياتهم عن الأحداث كشفت أن قيادات الجماعة أعدت مخططًا يهدف إلى إجهاض فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة عن طريق اقتحام أقسام ومراكز الشرطة والتعدى على أفراد الأمن وإتلاف المنشآت العامة والمباني الحكومية. وبناءً على بنود المخطط التآمري أصدرت القيادات تكليفاتها إلى مسئولي الجماعة بمنطقة حلوان بالتحرك لتنفيذ المهمات الموكلة لهم، وذلك بالتزامن مع بدء اتخاذ السلطة التنفيذية – الشرطة والجيش – إجراءات فض الاعتصام، ومن ثم قامت مجموعة من عناصر الجماعة بالتوجه إلى قسم شرطة حلوان ومحاصرته وإطلاق النيران على من فيه؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 25 شخصًا. وتوصلت النيابة العامة إلى أدلة قاطعة على ارتكاب المتهمين الجرائم المنسوبة اليهم، ومنها مقاطع فيديو صورها شهود عيان على الواقعة، وظهر فيها بعض المتهمين حاملين أسلحة نارية وزجاجات مولوتوف، وتمكنت الشرطة من ضبط 94 متهمًا وبعض الأسلحة والذخائر التي استخدمت في الاعتداء على القسم. واعترف بعض المتهمين بارتكابهم للجرائم المنسوبة إليهم، وأمر النائب العام بإحالة 51 متهمًا منهم إلى محكمة الجنايات، مع استمرار حبس 49 آخرين احتياطيًّا، والقبض على اثنين هاربين وحبسهما احتياطيًّا على ذمة القضية، واستبعد النائب العام 43 آخرين من القضية؛ لعدم وجود أدلة كافية، مع الأمر بإخلاء سبيلهم.