تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن النواب اللبنانيين ينبغي أن يجتمعوا في البرلمان اليوم، لمحاولة انتخاب خليفة الرئيس ميشيل سليمان. وبدون أي مفاجآت، ينبغي أن يستمر النواب، خلال هذه الجلسة الثالثة، على عدم اتفاقهم. تواجه البلاد، التي تعاني من الانقسامات العميقة المرتبطة بالأزمة السورية، خطر الفراغ الرئاسي بعد 25 مايو الجاري وهو تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال، وهو سيناريو يخشاه الدبلوماسيون الغربيون. وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من خطورة الرهانات والانفراجة الهشة التي خلفها تشكيل الحكومة في فبراير الماضي، إلا أن كل معسكر يتمسك بمواقفه، حيث يرغب كل من حزب الله، المدعوم من طهران ودمشق، ومنافسه سعد الحريري، المدعوم من واشنطن والرياض، في انتخاب الرئيس الذي يمكن أن يوفر لهما أفضل حماية لمصالحهما. إن الفكرة السائدة في لبنان هي إن اختيار الرئيس سيعتمد على اتفاق إقليمي مرتبط إلى حد كبير بسوريا، التي ستجرى الانتخابات الرئاسية فيها في 3 يونيو المقبل، والملف النووي الإيراني. وتوضح الصحيفة أنه رغم اعتيادهم على الأزمات السياسية المتكررة، إلا إنهم يخشون الفراغ الرئاسي الذي سيكون مصحوبًا بانفلات أمني جديد وعواقب اقتصادية. وفيما يتعلق بالمرشحين سمير جعجع (مرشح تحالف سعد الحريري) وميشيل عون (حليف حزب الله والذي لم يعلن ترشحه رسميًا)، فإنهما يتمتعان بقاعدة شعبية ولكن لا يبدو أي منهما قادرًا على توحيد البلاد. وتنقل الصحيفة عن المحلل السياسي "ملحم شاؤول" قوله "وجود رئيس قوي وتوافقي هو أسطورة، فأولئك الذين كانوا توافقيون تبين أنهم ضعفاء مثل الرئيس المنتهية ولايته". فالرئيس ميشال سليمان، رئيس الأركان السابق والذي يتولى الحكم منذ عام 2008، لم يتمكن من فرض فكرة الابتعاد عن الصراع السوري التي كان يدافع عنها. وتختتم الصحيفة بأنه ينبغي أن تستمر المفاوضات حول أسماء أخرى، بما فيها اسم القائد الحالي للجيش اللبناني "جان قهوجي". وفي حال شغور منصب رئيس الجمهورية، ستقوم السلطة بضمان العملية الانتقالية، أما المعسكرين المتنافسين فهم على يقين من الحفاظ على حقهم في إبداء آرائهم، عن طريق المشاركة في الحكومة.