سلطت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الضوء على اللقاء الذي تم بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والمستشار الألماني السابق "جيرهارد شرودر" مساء أمس الأول، في سان بطرسبرج بروسيا حيث حضر بوتين احتفالا بعيد ميلاد شرودر السبعين قائلة إن صورة المستشار السابق وهو يبتسم معانقًا الرئيس الروسي انتشرت في وسائل الإعلام الألمانية. ففي ظل احتدام الأزمة الأوكرانية، وبينما فرضت أوروبا على موسكو عقوبات جديدة وتضغط حكومة أنجيلا ميركل على الكرملين للعمل على إطلاق سراح المراقبين العسكريين في بلدة سولفيانسك بشرق أوكرانيا، بدا اللقاء الذي تم بين بوتين وشرودر أنه ذكّر الألمان بأن الانتقادات حول التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم لا يتقاسمها الجميع. توضح الصحيفة أن مجلة "دير شبيجل" الألمانية نددت بتصرف شرودر الأخرق، بينما رأت صحيفة "سودويتش زيتونج" أن المستشار السابق لألمانيا والخبير في كيفية التحضير لظهوره إعلاميا، لا يمكن أن يجهل إن المصورين سيلتقطون صورًا له مع الرئيس الروسي. لم يبالِ شرودر بهذه الانتقادات، فقد استفاد من رحلته إلى سان بطرسبرج واجتماع لمساهمي شركة نورد ستريم التابعة لشركة جازبروم، في لقاء صديقه القديم الذي حلّ ضيفًا خاصًا على العشاء مساءً من جانب الشركة. وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد هزيمته السياسية في 2005، تحول شرودر للأعمال التي تخدم عملاق الطاقة الروسي، فهو يرأس لجنة مساهمي شركة نورد ستريم المساهمة وهى الشركة التى تشغل خطوط أنابيب بحر البلطيق وتملك شركة جازبروم الروسية للغاز معظمها. وقد تسبب اختياره في الماضي في صدمة الألمان، واليوم، شُوهت صورته. منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، طرحت مسألة علاقات شرودر بروسيا في ألمانيا: هل يمكن أن يلعب المستشار السابق دور الوسيط مع فلاديمير بوتين، لإعادة الرئيس الروسي إلى صوابه؟ وكان الجواب لا. رفض جيرهارد شرودر موضحًا فهمه لصديقه، رغم الانتقاد الرسمي، موافقًا أولئك الذين يشتبهون فيه بقربه من مصالح الكرملين. وبسؤاله عن انتهاك روسيا للقانون الدولي، قال انه أيضًا "فعل ذلك"، مقارنًا ما يحدث في أوكرانيا بتدخل حلف الناتو في دولة يوغوسلافيا السابقة خشية وقوع إبادة جماعية.