تختلف احتفالات شم النسيم في محافظات مدن القناة الثلاث "السويس – الإسماعيلية – بورسعيد" عن باقي المحافظات في بعض العادات والتقاليد التي ترتبط بتراث وتاريخ المحافظات، حيث تبرز احتفالات "السمسمية " وحرق "اللمبي" في هذه الاحتفالات كعادات خاصة في هذا اليوم، بينما تتشارك مدن القناة مع باقي محافظات الجمهورية في "الفسيخ والرنجة" والتنزه بالحدائق العامة والمصايف . حيث تبدأ مظاهر الاحتفال باستقبال شمس يوم "شم النسيم" في الحدائق العامة والمتنزهات وعلى شواطئ مدن القناه، ويقضى معظم الأهالى يومهم في هذه المتنزهات والحدائق والشواطئ منذ شروق الشمس حتى غروبها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم من "الرنجة والفسيخ والبصل والليمون والبيض الملون" فضلًا عن حملهم للألعاب والآلات الموسيقية، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات الترفيهية . والبعض يقضى هذا اليوم بالمنزل يستقبل أو يتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء ليجتمعن على مائدة " الفسيخ والرنجة والبيض الملون " . وبعد غروب الشمس يبدأ نوع آخر من الحفلات التي تتمثل في حفلات الترفيه والندوات الشعبية وحفلات السمسمية التي تنتشر في قصور الثقافة والبيوت الفنية والشعبية، وفى بعض الشوارع بالمحافظات . بينما يقوم الأهالي في المناطق الريفية بإحياء ذكرى شم النسيم بطريقة مختلفة حيث تبدأ الاحتفالات في هذه الأماكن منذ يوم السبت الذي يسمى " سبت النور أو سبت الخير "، وتحرص غالبية النساء في هذا اليوم بتكحيل العين يوم السبت بكحل بلدي، وهو الذي يسبق شم النسيم مباشرة فالكحل البلدي الحار أو العادي في ذلك اليوم يقي العين من الأمراض بقية العام، بحسب أعراف الموروث الشعبي، وقد يغمس المرود في بصلة أو ليمونة، ويوضع مرة أخرى في الكحل وتكحل به العين أيضًا، تعتبر الحنة من مظاهر الاحتفال بشم النسيم ويفرح بها الأطفال والنساء خاصة الريف . وفى المناطق الشعبية تبدأ الاحتفالات الليلية لأهالي مدن القناه بحرق دمية اللمبي، وهو طقس خاص يبدؤونه في منتصف ليلة شم النسيم، وسط مظاهر وكرنفالات شعبية يمتزج فيها الغناء بالرقص والموسيقى، وتصنع دمية "اللمبى" من القماش المحشو بالقش، وطرق إعدادها وتزيينها بشكل أفضل، يشكل مجالًا للمنافسة بين كل شارع وكل حارة وكل حي، حيث يتم تعليق الدمى في الشارع الذي يخصها وحراستها من قبل شباب الحي لكي لا يعبث بها أحد، ويوم الأحد السابق لشم النسيم تخرج الدمى كلها، وبعد الزفة يتم حرق كل الدمى في مكان واحد والحي الفائز هو صاحب أجمل دمية وأكثر نار مشتعلة وأطول فترة اشتعال أيضًا، وكل هذا وسط مظاهر البهجة والفرح والتنافس والغناء على نغمات السمسمية . وتعود قصة "اللمبى" في الأحياء الشعبية إلى المندوب السامي البريطاني إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر في فترة سعد زغلول، وكان مشهورًا بقسوته وطغيانه، وكان يحمل هذا الاسم، ويحكى أن أحد البشوات كان قد رتب له استقبالا ووافق هذا الاستقبال ليلة شم النسيم، وأفشلت الجماهير ذلك الاستقبال بمظاهرة مضادة أحرقوا فيها دمية تمثل اللورد اللمبي، ويعتقد الأهالي بهذا الطقس أنهم يتخلصن من القهر والضغط السياسي والاجتماعي في البلاد .