تشهد محافظة شمال سيناء خلال الفترة الحالية، محاربة قوات الجيش للبؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية بالمحافظة، والتي تشنها القوات لمداهمة البؤر الإرهابية، والتي تتطلب تكثيفًا أمنيًا مشددًا على مداخل ومخارج عدة مدن بالمحافظة منها "رفح والعريش والشيخ زويد"، والتي شهدت هجمات إرهابية عديدة من العناصر التكفيرية والمسلحة الموجودة بالمنطقة، وتستدعي استخدام قوات الجيش للمدرعات والمصفحات والطلقات النارية العشوائية، كإجراء احترازي تحسبًا لأي أعمال عنف من قبل العناصر الإرهابية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة. أثناء مداهمة قوات الجيش والشرطة للبؤر الإجرامية والعشش المملوكة للعناصر المسلحة وتدمير فتحات الأنفاق التي تستخدم لتهريب البضائع والأفراد يقع ضحايا من أهالي محافظة سيناء، نتيجة الهجمات المتتالية والطلقات النارية وقنابل الصوت الضوئية، مما يؤدي إلى استياء أهالي سيناء، ويعرقل الحياة الطبيعية الآمنة لهم. قال سامح عيسى عبد الله، سكرتير عام مساعد محافظة شمال سيناء، إنه لا يوجد مشاكل بالمحافظة إطلاقًا، ولكن توجد صعوبة فقط في تنقل المواطنين في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، وخاصة لملاحقة قوات الجيش للعناصر الإرهابية بالبؤر الإرهابية بمدن المحافظة. وأضاف «عيسى» أن المحافظة تشهد افتتاح عدد من المشاريع في الفترة القادمة، احتفالًا بعيد تحرير سيناء الموافق 25 أبريل الشهر، وهو ما يؤكد عودة الاستقرار للمحافظة من جديد. يقول بعض المقيمين في المنطقة إن العناصر التكفيرية، وهم خليط من المصريين والمقاتلين الأجانب والشبان الساخطين أصبحوا ينتشرون في نحو ثلث قرى المنطقة، وبدؤوا في نقل معركتهم إلى ساحات أقرب للقاهرة. قال "محمود أبو سلمان" الذي يعيش في قرية البرث، إن الجيش يسيطر على الطرق الرئيسية لكنه لا يستطيع دخول كثير من القرى، ولا يمكنه مهاجمتها سوى بطائرات الهليكوبتر، وأضاف حتى عندما تدخل ناقلات الجنود المدرعة إلى القرى، فإنها تفشل في القبض على المسلحين لأنهم على دراية أفضل بالمكان، وهو ما ينقص العسكريين تمامًا. بينما قال العقيد أحمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة في تصريحات صحفية "نحن نؤدي المهمة على خير وجه، لكن هذا لا يعني أننا قضينا على الإرهاب بالكامل، فهذه حرب شرسة لأن الإرهابيين لديهم أسلحة خفيفة وثقيلة"، مؤكدًا أن أرواح الناس في سيناء في غاية الأهمية للقوات المسلحة، وهم يعتبرون أساس الأمن الوطني في تلك المنطقة. وقال أسير السيناوي، ناشط سياسي بمدينة رفح، إن المحافظة تشهد وقوع ضحايا من أبنائها بسبب الحملات الأمنية التي تشنها قوات الجيش والشرطة لمداهمة البؤر الإجرامية، وملاحقة العناصر التكفيرية بالمنطقة، وأن الحياة في سيناء تكاد تكون متوقفة تمامًا بسبب قطع الاتصالات يوميًا من الساعة السادسة صباحًا إلى نحو السادسة مساءً، أما المستلزمات المعيشية تتطلب خروج أحد أفراد الأسرة، ومن المتوقع تعرضه لطلقات عشوائية تقضي بحياته، إضافة إلى حظر التجوال من الساعة 4 إلى الساعة السادسة من اليوم الثاني، وفى حالة نزول أي شخص التعامل معه يكون بشكل مباشر بالرصاص الحي. وتابع «السيناوي» إن أهالي رفح والشيخ زويد يصابون ويلقون مصرعهم بسبب الطلقات النارية العشوائية التي تلاحقهم من قبل قوات الجيش، بسبب ملاحقة العناصر الإرهابية بالمنطقة، ومنهم سيدة كانت في طريقها إلى منزلها أصابها طلق ناري أودى بحياتها، وآخر كان يقود "موتوسيكل" جاءت طلقة طائشة لقى حتفه على إثرها، وتابع أسير بالإضافة إلى الإرهابيين الذين يغتالون بعضًا من الأهالى بسبب تعاملهم مع الجيش. وقال أحد جنود الجيش المتواجدين بالمنطقة رفض ذكر اسمه، أن وفاة أي فرد من أبناء المحافظة عن طريق الخطأ غير متعمد من القوات، وما تعانيه المحافظة لفترة محدودة، وأضاف الجيش يحارب الإرهاب بالمنطقة، والجندي هو أول شخص يعرض حياته للخطر