شعب ومش بيفهم في الديموقراطية ومش بيعرف يمارسها ! طب إيه المشكلة لما نصبر عليه شوية لحد ما ينضج سياسياً ويتعلم ؟؟ مسألة انتظار الشعوب لحد ما تتعلم عشان نطبق الديموقراطية دي نظرية زي قانون زينب كده ! .. مش موجودة غير في مخيلة الناس إللي بتحكمها فقط شبكات المصالح . ومآل الكلام ده حرب أهلية وانفصالات .. أو ع الأقل تفشي الجريمة لحد لما كل بيت يكون فيه حالة اغتصاب أو قتل (وبالضرورة سرقة) في الغالب . الديموقراطية لما جت تتطبق في الدول إللي سبقتنا في تطبيقها من 400 سنة ونهاية بآخر تحول ديموقراطي من سنتين تلاتة ماكانتش مكافأة . بمعنى إن الديموقراطية اتحطت في الدول دي كعلاج سريع وجذري للجهل والبطالة وانهيار دولة القانون والحروب الأهلية الطاحنة والعنف بكل مستوياته إللي كانت ساعتها مشاكل متفاقمة ومخيفة في الدول دي ! .. على سبيل المثال أمريكا كانوا بيضربوا بعض بالنار وبيعلقوا المشانق في الشوارع .. بجانب مشاكل الحرب الأهلية فيها . الحروب الأهلية في ليبيريا ورواندا والإغتصاب إللي كان بيصطبح بيه في الغالب كل بيت في الدول دي . بجانب السلاح إللي كان بيشيله العيال الصغيرة والمخدرات (وإللي بيحصل في سوريا لسه ماحصلهومش) . وطبعاً تجربة إنجلترا وفرنسا ودول كتيرة في كل دول العالم . كل الدول دي قررت إنها تطبق الديموقراطية كحل فوري .. ماكانش عندهم (بط هوين) .. واتطبقت في ظل الظروف المنيلة بنيلة فيها . المشكلة في الديموقراطية وتجربتها إنها كانت لازم تتوزن عشان ماكانتش حل شامل . لأن الديموقراطية ما بتضمنش حق الأقليات .. وما بتضمنش الحريات .. وإنما بتضمن حكم الأغلبية (ديكتاتورية الأغلبية) إللي هي بتقعد تتكاثر بصورة أكبر من قرنائها .. فجابت بلاوي زي هتلر مثلاً !! .. الأغلبية هناك صوتت على طحن الأقليات . علشان كده حصل إن الديموقراطية كان لازم تتحوط بالعلمانية .. عشان تتوازن .. ثم تم تطعيمها بالليبرالية عشان الحريات . لأن العلمانية لوحدها ممكن تجيب بلاوي برضه .. وما تعنيش بالضرورة حماية الحريات . لو الدول دي كان عندها ناس قعدوا يروجوا إن الديموقراطية آه (بط هوين) كان زمان حالهم ماتغيرش وماكانتش أي دولة فيهم صنعت إبرة حتى . الديموقراطية حل فوري ! وليس هدف أو مكافأة بتاخدها الشعوب لما بتتعلم !! . الديموقراطية أصلاً هي الأبجديات والكتاب إللي الناس بتتعلم منه إزاي تبقى شعوب محترمة وبتتعلم من أخطاءها وبتتطور . وإحنا حظنا حلو إننا جايين في زمن بكل تقدمه في التكنولوجيا والعلوم المفروض ما نلفش اللفة السودة إللي لفتها دول تانية قعدت 200 و 300 سنة في التجربة الديموقراطية لحد ما وصلت لمنظرها إللي إحنا بنشوفه ونتحسر على نفسنا بسببه ده . أمريكا طبقت الديموقراطية من 300 سنة في الغالب .. ولسه حقوق الأقليات والمرأة جايين في مطالع القرن العشرين !! .. عشان جابتها م الأول . إحنا مش لازم نعمل كده ونجيبها م الأول ! .. خصوصاً إننا ممكن جداً نسرع العملية ونستفاد من العصر الحديث بكل تحولاته ومنتجاته وتكنولوجيته الهائلة . ولازم الحرية معاها عشان مانجيبش أشكال منيلة بنيلة تتاجر بالأغلبية عشان تفرم الأقليات بإسم الوطنية وخلافه . يعني م الآخر الشعوب بتتقدم وتتعلم م الديموقراطية وإحترام إرادة الشعب . مش لما بتتعلم بتعمل كده