في الوقت الذي كان فيه المصريون مشغولين بنتيجة انتخابات نادي الزمالك، وكان السوايسة يتسائلون عن نتيجة انتخابات نادي منتخب السويس، كانت 25 أسرة من سكان العمارة رقم 3 بمساكن الإيواء بمنطقة التوفيقية بالسويس، يقفون أمام عمارتهم الآيلة للسقوط، وينتظرون مصيرهم المجهول. تلك العمارة التي تبعد عن مبنى ديوان حي عتاقة ببضعة أمتار، والتي تقاعس اللواء العربي السروي محافظ السويس عن تلبية دعوة سكانها، والنزول لمعاينة العمارة التي يجزم أي شخص لديه نصف عين أنها لا تصلح مسكناً لآدميين ، بل اكتفى السيد المحافظ بتكليف رئيس الحي الأستاذ سعيد اللبيدي بمعاينة العمارة، والذي أقر بحسب رواية السكان – بأن العمارة " مش محتاجة غير ترميم " . العمارة رقم 3 تتساقط جزء فجزء .. فمنذ أيام سقطت بلكونة الدور الثاني ، وقبلها بأسابيع سقطت بلكونة الدور الثالث ، وقبلها بثلاثة اشهر سقطت بلكونة من صف آخر بالدور الثاني أيضا، تاركة شرخاً طولياً ، يهدد بإنهيار العمارة في أي وقت . يقول مدحت محمد، 33 سنة، مفصول من العمل ، انه يسكن بتلك العمارة منذ عام وشهرين، وعندما بدأت الشروخ تتزايد بالعمارة أبلغوا رئيس الحي، في شهر ديسمبر الماضي، وأتى للمعاينة، وأقر احد ضباط الدفاع المدني أن بقائهم بالعمارة يمثل خطرا على حياتهم ، بينما رأى رئيس الحي أنها صالحة للترميم، ويؤكد مدحت أن المقاول الذي تم تكليفه بترميم العمارة، أكد أنها لا يمكن ترميمها ورد شيك بقيمة 460 ألف جنيه، وذلك بعدما أكدت مهندسة بمديرية الإسكان أنها لا تستطيع تحمل مسئولية ترميم العمارة، لاحتمالية سقوطها على سكانها أثناء الترميم. ويضيف مدحت ان بعض السكان ، يسكنوا بتلك العمارة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في حين أن القانون الذي ينظم اجراءات الإيواء يمنح هذا السكن بشكل مؤقت لمدة 6 أشهر حتى توفر المحافظة سكناً بديلاً للمتضررين . ويؤكد محمد السيد، عامل، 30 سنة، أن سبب انهيار اجزاء من العمارة، هو ماسورة المياه التي انفجرت بعد أن اصطدم بها اللودر اثناء التنظيف وازالة بقايا اجزاء من العمارة سقطت في وقت سابق. ويضيف علي محمود خفير مباني 27 سنة ، أن رئيس الحي أرسل لجنة لاصلاح كابلات الكهرباء العارية التي تعرض حياة الاطفال للخطر، الا انها لازالت تمثل خطراً على الاطفال، وذكر أن إحدى الكابلات تصاعد منها دخانا وشرزاً بشكل اصاب السكان بالذعر ، يوم الثلاثاء الماضي. واستضافنا محمد احمد، 48 سنة، عامل، داخل شقته، لمعاينة السقف الذي سقطت منه اجزاء ودورة المياه التي لا تصلح لان يستعملها بشر، ويؤكد ان إحدى ساكنات العمارة تعرضت لصاعقة كهربايئة بمجرد ملامستها للصنبور بسبب " نشوع " المياه بالحوائط، والتي أدت لحدوث ماس كهربائي بشكل متكرر . وتقول أم سيد ، 65 سنة ، أنها انقذت ابنتها بالكاد من السقوط من البلكونة والتي تصادف وجودها بداخلها لحظة انهيارها منذ أيام. أكثر من 25 أسرة بالعمارة رقم 3 ، لا ينتظرون إلا زيارة المحافظ ، ليري بعينيه ان كانت تلك الشقق تصلح لأن تكون مساكناً لأحياء أم قبوراً لأنصاف موتى .