عبدالمنعم الشاعر، له فضل لا ينسى، دماؤه مصرية خالصة، لا يختلف هذا الاسم عن رموز وطنية حفرت أعمالها، ووطنيتها وفدائيتها مكانها المرموق السامق فى مخيلة وذاكرة المصريين. عبدالمنعم الشاعر بطل مثل كل المصريين، هذا سمتهم وما عرف عنهم غير النخوة والإباء والشمم والعزة، دماؤهم أميز من دماء كل البشر الحمراء، وأعز وأرقى من دماء النبلاء الزرقاء، كما كانت تروى مقاطع تشارلز ديكنز و ت. س إليوت.. وغيرهم عن صفات الكرم عن الأمراء. نحن أرقى من خلق الله على البسيطة، والدليل عبدالمنعم الشاعر أبرز أبطال المقاومة الشعبية فى بورسعيد. عبدالمنعم الشاعر، مفجر تمثال ديلسبس. «الشاعر».. كتبت الملائكة اسمه فى عنان السماء، وأهله يزفونه، وهو يفجر، ويزلزل الأرض تحت أقدام قوات الاحتلال البريطانى، خلال العدوان الثلاثى على المحروسة 1956. من يجرؤ على شق صف الجنود ذو البشرة الشقراء الغاصبين.. غير الأبطال عبدالمنعم الشاعر، وشقيقه «يحيى» قاما بنسف تمثال ديلسبس من قاعدته بالقرب من المدخل الشمالى لقناة السويس. فهو رمز للاستعمار يجب دفنه تحت الاقدام الكادحة.. عبدالمنعم الشاعر فى ذمة الله.. هل ذهب راضيا مرضياً. نعم بعد أن زرع فسيلة من الوطنية، لن تندثر بذرة مقاومة تحتذى ضد كل من يستهين بأول أرض أشرقت عليها شمس التاريخ يكفيك يا بطلنا ما سوده الجنود والضباط الإنجليز عن فترة وجودهم فى خمسينيات القرن الماضى، وكيف كانت الوجوه تصاب بالجمود، وتشل أسئلة البسطاء عند محاولات الخروج بمعلومة عن مكان البطل «الشاعر». ما يكدر النفس ليس ذهابك إلى بارئك، إنما أنت تعود إلى الحبيب فوق رأسك تاج العزة والكرامة والشرف وإنما.. يعبس الوجدان.. إصرار الجمعية الفرنسية المعروفة بالفكر الماسونى، والتى تتخفى تحت اسم «جمعية أصدقاء ديليسبس» على إعاده إقامة التمثال بمكانه مرة أخرى. ومازال اللواء قنديل محافظ بورسعيد، يرى أن فى إعادة التمثال تحفيز لعودة السياحة إلى المحافظة. الأوغاد يعتقدون أنه «لا يكفى أن احتل وأغتصب أرضك وأشاركك هواءك وشمسك وقمحك و… وكل شئ.. وتنتهى فترة الاستعمار لأرضك، وتملأ كتبك للنشئ أن الاستعمار انتهى.. لا يكفى ذلك. لا تصدق نفسك.. أنا أحبس أنفاسك، وأميتك بالحسرة، وشيئا فشيئاً أمحى من تاريخك كل ما يسئ، فذاكرة الشعوب تشيخ كثيراً.. أقيم رمزاً من رموز الاحتلال على ذات الأرض، التى فجرها الأبطال لئلا ندنسها بأقدامنا ونعطنها بعرقنا». هذا هو حال المتشدقين بالجمعية الفرنسية الماسونية.. وهو أمر يذكرنى بدعاوى الاحتفال بمرور مئتان سنة على الحملة الفرنسية المستنيرة المضيئة الجميلة، التى أخرجتنا من الظلمات إلى النور بإذنها كما كان يقول فاروق حسنى وحوارييه.. أن يتم تشييد تمثال يليق بالقدير «الشاعر» بدلاً من ديلسيبس يرضيه ويرضينا. عبدالمنعم «الشاعر» وإيمانه بطل لم يمت.. وحى يتنفس فينا.