أثارت «الومضة» جدلاً كبيراً بين النقاد الأدبيين، فمنهم من رأى أنها شكلاً جديدًا طرأ على الأدب العرب له الحق في الظهور وأخذ فرصته، ومنهم من رفض الاعتراف به لعدم وجود قواعد وسمات ثابتة له، خاصة أن الومضة تكُتب في بضعه أسطر قليلة وهو ما يجعلها قريبة جدًا من القصة القصيرة، ويصعب التفريق بينهما. قال الدكتور سيد فضل، الناقد الأدبي، خلال الندوة التي عقدت أمس بالمجلس الأعلى للثقافة عن أدب الومضة: هذا اللون الجديد من الأدب ليس وليد مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك وتوتير"، بل يرجع إلى خمسة قرون، و يمكن للقارئ الإطلاع عليه بأدب نجيب محفوظ ويحي حقي ويوسف أدريس. أضاف فضل: «االومضة» أسلوب دبي بسيط وسهل، وهو ما قد يغري الكثيرون بكتابته، مما يتسبب في فساده ويحدث معه كما حدث مع «الإيبجرام» الذي اختفى بمجرد دخول الكثيرون لكتابته، لكنه في نفس الوقت أخذ على "الومضة" عدم وجود سمات محددة لها، تجعل القارئ يفرق بينها وبين الألوان الأدبية لأخرى. فيما رفض الدكتور شريف الجيار، الناقد الأدبي، هذا اللون الجديد، قائلاً: "الومضة" موجة اصطلاحية، مفهومها واسع فضفاض ليس له جذور، وحتى الآن لم تظهر تجارب حقيقة في هذا اللون يدفع النقاد للاعتراف، لكن من حق كُتاب هذا اللون أخذ الفرصة كاملة، ولكنهم لابد أن يدركوا أذ لم يستطيعوا تقنين هذا الأدب و وضع ملامح محددة لها، سيختفي خلال السنوات القادمة. من جهة أخرى رأي الشاعر رفعت السنوسي، أحد كتاب الومضة، أنها لون جديد يتميز بالتكثيف المقنن الذي يعطي القارئ والمستمع الفرصة للحصول على حكمة فريدة خلال ثواني، خاصة إذ اعتمد على المفارقة، فيما أكدت الكاتبة ليلى حسين، أن الومضة لا تقتصر عن كونها قصة قصيرة جدًا جدًا، بل قد تعبر عن فكرة أو حالة شعرية معينة، ويشترط فيها أن تكون واضحة وتعتمد على السرد البسيط. عقب تلك المناقشة حول أدب الومضة، حفل تكريم بسيط لكبار الكُتاب السيدات، بمناسبة يوم المرأة العالمي منهم: الإعلامية هدى العجيمي، الشاعرة الكبيرة زينات القليوبي، السيدة سميحة جمعة، زوجة رائد أدب الخيال العلمي نهاد شريف، الشاعرة الكبيرة ثريا العسيلي، الكاتبة أمال كيلاني، الإعلامية نهلة شافعي، الدكتور زينب العسال والكاتبة ليلى حسين.