أعلنت لجنتا السينما والمسرح بالمجلس الأعلي للثقافة رفضهما لقرار الأزهر الشريف بمنع عرض الفيلم الأمريكي " نوح "، وعبرا في بيان مشترك مساء أمس الأربعاء عن رفضهما للمنع أحتراما لحق الشعب في التعرف علي كل الثقافات دون وصاية أو إحتكار للحقيقة مؤكدين علي موقفهم المساند لعرض الفيلم، فيما أكد البيان أنهم لا يسعون للصدام مع الأزهر الشريف ،حيث بدأوا بيانهم بتثمين دوره الرائد والعظيم في الحفاظ علي وسطية الإسلام ومواجهة حملات التطرف التي كادت تكلف الوطن حاضره ومستقبله لكنهم طالبوا الأزهر أن يربأ بنفسه عن تجاوز دوره في النصح و الدعوة و فندوا قرار الأزهر حول عدم جواز تجسيد الرسل والصحابة وأمهات المسلمين إستناداً لقانون عام 1926 ،حيث أشاروا الي أن هذا البند لم يمنع عرض فيلم "آلام المسيح " في دور العرض في 2004 و إعادة تقديم فيلم " الرسالة " في الفضائيات، وكذلك مسلسل عمر وغيره، مؤكدين إن الأعمال الفنية التي تناولت الشخصيات الدينية كان لها دوما مردود إيجابي و طالب أعضاء اللجنتين بالإحتكام في عرض الأعمال الفنية لقانون الرقابة الساري وأعتبروا إن الموقف من عرض الفيلم يمثل إختبار لمدي جدية الدولة في إحترام القانون والدستور و مدنية الدولة . وشارك أعضاء اللجنتين في مؤتمر صحفي مساء أمس بالمجلس الأعلي للثقافة بحضور غالبية أعضاء اللجنتين ومنهم المنتج محمد العدل، المخرج مجدي أحمد علي،د خالد عبد الجليل ، الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، المنتج شريف مندور، رئيس الرقابة د. أحمد عواض، المنتج جابي خوري، د. سيد خطاب، الرئيس الأسبق للرقابة، والمخرج ناصر عبد المنعم، وعددا من الفنانين فيماغاب عنه رؤساء النقابات الفنية. وأوضح المخرج خالد يوسف، رئيس لجنة السينما، إن إجتماع اللجنتين لا يمثل موقف سلبي ضد الأزهر و إنما إلتزام بدورهما المختص بقضايا الإبداع بعد إنتشار طلبات المصادرة للفيلم الأسبوع الماضي . وأثنت الفنانة سميحة أيوب علي الأعمال الفنية التي تتناول قصص الأنبياء ،والتي تقدم للجمهور ثقافة دينية، وضربت مثلا بمسلسل "عمر" الذي منع علي القنوات المصرية و شاهده العالم العربي كله و بالأفلام العديدة التي تناولت السيد المسيح، و التي تغذي الشعور الديني عند المتفرج ، و لذا تري إن عرض هذه الأعمال تزيد المتفرج إيمانا وقوة وقدمت رجاء للأزهر أن يسمح بعرض هذه الأفلام التي تفيد المجتمع. وقال رئيس لجنة المسرح د. سامح مهران، رئيس اكاديمية الفنون، أننا نعيش في عصر الصورة ، وسمته التفكير من خلال الصورة خاصة عند الفئات الاقل ثقافة، حيث صارلها قوة اكثر من الكلمة، وقال إن الصورة في الأعمال الفنية تكرس عظمة الانبياء مؤكدا إن هذه الأعمال تمثل تضافر بين الدين و الفن، و أكد إنهما لم يدخلا في تناقض إلا في أزمنة الإنحطاط ،و قال إن المجتمع المصري الذي أبهر العالم في ثورته، وأثبت إنه مجتمع قادر علي التفاعل مع العالم من حقه أن ينعم بثمار حريته في الإبداع وفي السياسة.