الثورة ظاهرة مهمة جداً في التاريخ السياسي,الثورة هي تفاعلات عنف ثورية في محاولة إسقاط النظام, لتأسيس حكومة جديدة. والثورة هي مجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع , والثورة مصطلح سياسي يعنى الخروج عن الوضع الراهن وتغييره سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ باندفاع يحركه عدم الرضا،أو حتى الغضب,ويصف "أرسطو" شكلين من الثورات الأول التغيير الكامل من دستور لآخر,والثاني التعديل على دستور موجود. وللثورة تعريفات لغوية ، وضعت مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة هو الانتفاض ضد الحكم الظالم.و قد تكون الثورة شعبية مثل الثورة الفرنسية عام 1789 وثورات أوروبا الشرقية عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفة بالثورة البرتقالية في نوفمبر (2004-2005) والثورة البرتقالية هي واحدة من ما أطلق عليه اسم الثورات الملونة. وقد اندلعت عبر سلسلة من الاحتجاجات والأحداث السياسية وقعت في أوكرانيا من أواخر نوفمبر 2004 حتى يناير 2005، وتحول النموذج البرتقالى إلي رسالة ايدولوجية وصلت إلي دول عده في المنطقة العربية وغيرها و في ظل اشتعال واشتباك وخلط الأوراق الدائر الآن في أوكرانيا تحركت الثورة البرتقالية بقوة المقهورين واستولت عليها أموال المنتفعين وأجهزة المخابرات فالمتابع للشأن الأوكراني يعلم أنه تم الافراج عن زعيمة المعارضة الأوكرانية "يوليا تيموشنكو" التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة اساءة استخدام السلطة. خرجت تيموشنكو ملوحه بيدها لأنصارها وهي علي كرسيها المتحرك إلا أنها بدت بصحة جيدة من المستشفى التابع لإدارة السجون في "خاركوف" وفور مغادرة رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو المستشفى أعلنت قبل توجهها إلى العاصمة "كييف" أنها سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة المبكرة التي ستجري في أوكرانيا في 25 مايو المقبل. وقالت للصحفيين "أتوجه الآن إلى الميدان" , كما حثت أنصارها المجتمعين في ميدان "الاستقلال " وسط "كييف " إلى عدم الانسحاب حتى تلبية مطالبهم كافة وقالت تيموشينكو: "لا تصدقوا الساسة الذين يدعونكم للانسحاب. فيجب ألا تنسحبوا حتى يتم تنفيذ كافة مطالبكم وحتى تحققوا مهامكم". وتعهدت تيموشينكو بضمان تنفيذ مطالب المتظاهرين، وأعلنت أنها تريد أن يمثل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أمام "محكمة شعبية". ، وبعد وصولها الى العاصمة زارت رئيسة الوزراء السابقة شارع "جروشيفسكي "وسط المدينة، الشارع الذي شهد مصادمات عنيفة بين الشرطة والمحتجين قبل أيام، لإحياء ذكرى ضحايا الاشتباكات، ودعت لمعاقبة المسؤولين كافة عن العنف. في ذات الوقت أعلن البيت الأبيض في نفس اليوم السبت 22 فبراير الفائت ترحيبه بإطلاق سراح "تيموشينكو" . و أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمل "بأن تشكل الأحداث الأخيرة بداية لتحديد المستقبل الذي يستحقه الأوكرانيون". وأضاف جاي كارني المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية أن"الولاياتالمتحدة تحيّي عمل البرلمان الأوكراني الذي عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ، وأعلن إجراء انتخابات مبكرة في 25 مايو المقبل. اعتمادا علي أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش غير قادر على ممارسة مهام منصبه. ووقف النواب في الجلسة وصفقوا ورددوا النشيد الوطني الأوكراني … يوليا تيموشينكو "جان دارك الثورة البرتقالية" التي تعتبر مثالاً للمغامرين الأوكرانيين عملت في البداية في حكومة ابن مدينتها "دنيبروبتروفسك" رئيس الوزراء السابق "بافل لازارينكو"، الذي فتح لها أبواب العاصمة كييف، وتخلت عنه فيما بعد. وعملت أيضا مع ابن مدينتها الرئيس السابق "ليونيد كوتشما"، وشغلت مناصب عالية سمحت لها بالإثراء الخرافي عن طريق الفساد. وبعد ذلك عملت مع يوشينكو ومع خصمه السياسي فيكتور يانوكوفيتش، بل وتحاول أحيانا، وهي (السياسية الموالية للغرب)، مغازلة روسيا. يقول الصحفيون الأوكرانيون إن زواجها نفسه عندما بلغت ال19 من ابن أحد الشخصيات الحزبية السوفيتية كان صفقة فتحت لها المجال لبدء أولى خطواتها في التجارة والأعمال، إذ لم يكن ممكنا ممارسة الأعمال التجارية دون غطاء حكومي. وكان افتتاح صالون فيديو في عام 1989 أولى مغامراتها في هذا العالم الشائك. وأصبحت في نفس العام مديرة لشركة "البنزين الأوكراني"، الذي يستورد من روسيا. وفي عام 1997 أصبحت رئيسة لشركة "نظام الطاقة الموحد في أوكرانيا" وفي هذه الشركة، التي تخصصت في بيع الغاز الروسي الرخيص بأسعار عالمية في أوروبا، حصلت على أول ملايينها، و يقدر الخبراء ثروة "أميرة الغاز" الآن بعشرة مليارات دولار. وفي نهاية عام 1999 عينت تيموشينكو نائبة لرئيس الوزراء يوشينكو لشؤون الطاقة والوقود، ويعلم أغلب المحللين الأوكرانيين، أن توجه "أميرة الثورة البرتقالية" الأميركي مرتبط ليس بإيمانها بالديمقراطية الأميركية بقدر ما هو نتيجة لخشيتها من أن الأميركيين يستطيعون في أي لحظة فضخها واستخدام المعلومات المتوفرة لديهم ضدها طبقاً للمعلومات الموجود داخل احدي محاكم كاليفورنيا وربما كانت زيارتها لإسرائيل لنيل صك الغفران في تل أبيب. إذ من المعلوم أن الأسطورة حول جبروت "الحكومة العالمية" اليهودية ما زالت شائعة في الفضاء السوفيتي السابق ويسعى كل سياسي أوكراني "ديمقراطي" جديد إلى تسجيل حضوره عند حائط المبكى الذي أكدت أمامه أنها "هي وحزبها يساندان بإخلاص إسرائيل كما يعلم أيضاً أغلب المحللين الأوكرانيين مدي مساندة المنظمات الأميركية غير الحكومية لمنظمات المجتمع المدنى فى أوكرانيا وتمويلها وإشراف خبرائها النفسيين على كل صغيرة وكبيرة: من اختيار اللون البرتقالي وأساليب الدعاية والشعارات وملابس "الثائرين".و هنا يأتي دور الميديا الهائلة التي توضع تحت تصرف المعارضة المدعومة أمريكيا عبر ذراع المنظمات الأمريكية غير الحكومية مثل: المؤسسة الديمقراطية الوطنية (National Democratic Institute) التابعة لمارغريت أولبرايت، ومؤسسة (Open Society Institute ) التابعة لجورج سوروس الذي يمول منظمات المجتمع المدني حول العالم, والمؤسسة الجمهورية الدولية ل"جون ماك كين و بيت الحرية (Freedom House) التابعة لجيمس وولسي الذي يديره " بيتر أكرمان مخطط الحروب الناعمة ومهندس العصيان المدني حول العالم و بعد أن تنتهي تهيئة الأمور اللوجستية تبدأ مهمة الميديا دون أن تخجل ، ويبدأ مصورو وكالات الأنباء و المحطات الفضائية باللعب بواسطة الصورة . فحشد من مائة شخص يمكن أن يبدو و كأنه من مئات آلاف المتظاهرين . و غالباً يتم اختزال البلد في الأماكن المعدة للتصوير ، فأوكرانيا اختصرت بكييف بينما شرق البلاد الذي يضم عدداً كبيرا من السكان ، و الجزء الأهم من صناعة و ثروة البلاد ، و الذي يميل إلى موسكو تم تجاهله تماما أثناء تغطية الأخبار تمام كما يحدث ونراه يوميا في الشان السوري و بموازاة ذلك يتم التركيز على السيرة الفاسدة للنظام القائم فتروى قصص عن فسادهم و رشوتهم و قمعهم ، و للأسف فإن أغلب هذه القصص حقيقية و لا يستطيع المراقب الحيادي تكذيبها . لكن ما يتم تجاهله عمدا هو الجانب الآخر للصورة ، و هو أن المعارضة المدعومة غربياً هي في نفس مستوى فساد السلطة إن لم يكن أكثر كما في الحالة الأوكرانية . نهاية المطاف تبدأ الثورات نقية كالثلج شريفة كالطهر قوية كقلوب الثائرين ثم تلوثها القذارة الصهيوأمريكية بعملائها الأوساخ الخونة ولولا ضيق المساحة لكان حديث ذو شجون …