ينزل من بيته مقرراً عدم التركيز مع صور السيسي المنتشرة في كل شارع وحارة وزقاق، براحتهم، وانا مالي، خليهم يشوفوا نتيجة اختيارتهم، يركب المترو (طبعاً محطة السادات اللي كانت هتوفر عليه نص ساعة من مشواره مقفوله)، ما علينا اهو عذاب علي اللي كانوا مؤمنين بالثورة واللي ضدها، وانا خلاص قررت التعامل باستراتيجية النفس الطويل ومش هيفرق معايا طريقة تعذيب بسيطة زي ديه، وهما محطتين يعني. قبل الدخول لمحطة رمسيس يسأل الواقف جمبه بصوت عالي: مش اللي جيا "الشهداء" بردو ؟ ……………….. . ياعم ثورة ايه فُكك .مهو انا فاككني، بس يعني هتبقي مسيرة خفيفة وهنشوف صاحبنا وكده .انت بجد شايف أن المسيرة ديه هتغير وهتعمل حاجة ؟ . لا مش هتعمل بس نثبتلهم أننا موقعناش وعندنا قدره نقاوم لسه .ههههههههه طيب غير الموضوع بقي قطع (ساعة لعب طولة وشيشية ومحاولة كلام في أي حاجة ملهاش علاقة بالبلد) وهو قايم يروح "انت قلتلي المسيرة بكرة الساعة كام؟" …………………. امام بكاء امه الجمعة من كل اسبوع علي قتلي اليوم، وسؤاله الاسبوعي الذي اعتاد تجاهله "مش كنتوا قعدتوا في بيوتكم وخليتوا الراجل يكمل فترته ؟ ادي الثورة واللي خدناه منها" كان انفجاره فيها "والله ما كنا عايزين حاجة لنفسنا، كنا بس عايزينها احسن، والله ما كنا عايزين حاجة لنفسنا". ………………. يكتب بوست الساعة 8 مساءً علي الفيس بوك "محبط لدرجة لو حد قالي عنده أمل هشيله من ليست الفريند"، الساعة 10 مساءً يجدد حالته ع الفيس بوك "هو مفيش حد فعلاً نثق فيه ممكن ينزل قدام السيسي في الانتخابات؟" ……………… "خصوصية المأساة عند جيل خاض تجربة التمرد، هى أنه مهما كان مصير كل واحد من أبنائه، سواء سار فى سكة السلامة، طريق التوبة و الإذعان لقوة الأمر الواقع، وحتى إعلان الكفر بكل قيم التمرد القديم، أو سار فى طريق الندامة، الإنهيار، إعتزال الحياة، المرض النفسى، فإنه شاء أم أبى لا يعود أبداً نفس الشخص الذى قبل أن تبتليه غواية التمرد، لقد مسه الحلم مرة، و ستبقى تلاحقه دوماً ذكرى الخطيئة الجميلة، لحظة حرية، خفة، لا تكاد تحتمل لفرط جمالها، تبقى مؤرقة كالضمير، و ملهمة ككل لحظة مفعمة بالحياة" اخر ما كتبت أروي صالح أحد أعلام الحركة الطلابية في السبعينات في كتابها المبتسرون قبل أن تلقي بنفسها من الطابق العاشر في صيف نفس عام نشر الكتاب 97. …………… نعم يا عزيزي، لقد مسنا الحلم مرة، وهنفضل متأثرين بيها لحد ما نموت، لقد مسنا الحلم مرة وداه مش ذنب عشان نسعي للبحث عن شخص يتحمله، لقد مسنا الحلم مرة وهندفع تمنها بقية حياتنا.