تتردد مقولة إن الأدب الروسي في القرن التاسع عشر خرج من تحت «معطف جوجول». مقولة صحيحة إلى حدٍ كبير. «المعطف» نوفيلا من إبداعات الرائع نيقولاي فاسيليفتش جوجول، الذي تمر اليوم الذكرى ال162على وفاته،ظهرت عام 1842، وكانت آخر ما كتبه، واعتبرت مرحلة هامة في تطور الأدب الواقعي للقرن التاسع عشر ورائدة القصة القصيرة الحديثة. نيقولاي فاسيليفتش جوجول، كاتب روسي يُعد من آباء الأدب الروسي. وُلد في 1 أبريل 1809 وتوفي في 4 مارس 1852. من أعماله الأكثر شهرة رواية النفوس الميتة وقصته القصيرة المعطف، بالإضافة إلى المسرحيتين الكوميديتين المفتش العام وخطوبة. أبو بكر يوسف أحد المترجمين العرب الذين قاموا بترجمة مؤلفات من أمهات الأدب الروسي، وعرف بنقله أعمال الكاتب الشهير أنطون تشيخوف إلى لغة الضاد. وفيما يتعلق بأعمال نيقولاي جوجول، فقد تصدى لترجمة روايته القصيرة "المعطف" . ويقول المترجم:" أعتقد أن جوجول من أعظم كتاب روسيا ولست وحدي في هذا الاعتقاد.. وهناك جملة سائدة مشهورة قالها دوستويفسكي "كلنا خرجنا من معطف جوجول". كاتبنا معروف أنه كتب رواية قصية اسمها "المعطف" وكان لها تأثير هائل على المثقفين والقرّاء لدقة تركيزها وانسانيتها العميقة وتعاطفها مع الإنسان الصغير المسحوق". كما يرى المترجم أن "جوجول هو المبدع الوحيد الذي سبق العالم كله في الأجناس الأدبية مثل الواقعية الساخرة التي ظهرت فيما بعد في أمريكا اللاتينية والواقعية الرمزية والواقعية الخيالية. كل هذه الواقعيات سبق جوجول غيره في مؤلفاته وخاصة في قصة "الأنف" حينما كتب عن أنف فصل عن وجه صاحبه وراح يتجول كشخصية مستقلة في بطرسبورغ". من أعماله المسرحية: المفتش العام،خطوبة،بعد عرض مسرحية جديدة، ومن قصصه القصيرة:الأنف، شارع نيفسكي،الصورة،مذكرات مجنون،عربة ملاكو أيام زمان. تتمحور المعطف حول الموظف البائس الفقير "أكاكي أكاكافيتش" الذي يعمل في إحدى الإدارات، ولا هدف له في الحياة إلا عمله الذي يبرع فيه. حياته مليئة بالروتين والملل. يمتلك "أكاكي أكاكافيتش" معطفاً مهترئاً ممزقاً ومرقعاً قد عفى عليه الزمن. فيضطر مُكرهاً أن يشتري معطفاً جديداً، لديه نصف المبلغ فيحاول جاهداً للحصول على النصف الثاني لشراءه. بعد ذلك نراه يستمتع بمعطفه الجديد لكن ذلك لا يدوم طويلاً لأن لصين يقومان باعتراض طريقه في إحدى الليالي ويسرقانه منه بعد أن أذاقاه الأمرين. فتبدأ معاناة "أكاكي أكاكافيتش" في البحث عن معطفه الجديد. لو قرأت القصة ستتأثر بحياة بطلها أكاكي أكاكافيتش، وستتأكد من حقيقة أن الرواية خرجت من معطف جوجول.