لم يكد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق يتنفس الصعداء، حتى أعادت "جبهة النصرة" الوضع إلى الصفر، مع اقتحام عناصرها أمس للمخيم، ما أدى إلى تفجر اشتباكات مع مسلحين آخرين داخل المخيم، وذلك فيما كانت القوات السورية تتقدم على جبهة القلمون، حيث زادت من ضغطها على المسلحين في يبرود. وقال أمين عام "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" "خالد عبد المجيد"، وفق صحيفة "السفير"، إن "المئات من عناصر جبهة النصرة دخلت بعتادها المخيم، متقدمة من منطقتي الحجر الأسود والقدم، وتمددت نحو نهاية شارع المخيم بالقرب من جامع الوسيم". وأضاف "حاصرت المجموعة، التي يتزعمها أمير، يلقب بأبي جعفر، العشرات من عناصر قوة تجمع أبناء اليرموك، التي تتكون من مسلحين فلسطينيين ينتظرون تسوية أوضاعهم في إطار اتفاق المصالحة"، وتابع إن "عناصر الجبهة تمترست في مناطق جديدة داخل المخيم، كما نصبت القناصين والمتاريس من جديد، ويجري عناصر من التجمع اتصالات معهم في محاولة لإخراجهم مجدداً". ورغم تشاؤمه من التطور الحاصل، قال "عبد المجيد" إنه "ليس هناك رغبة للاشتباك لدى مجموعة شباب التجمع مع عناصر جبهة النصرة، كما أن الفصائل اجتمعت لدراسة كيفية التعامل مع التطور الأخير". وطالبت "النصرة" بإعادة النظر بالاتفاق الذي جرى وأن يتم إدخال الأهالي أولا، والمواد الغذائية والطبية قبل الشروع بتسليم السلاح أو أية هدنة، وفتح المستشفيات الموجودة في المخيم، كما طلبت أيضا "إخراج معتقلين لدى الحكومة السورية"، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة ارتداد للوضع على ما كان عليه قبل أشهر، بشكل يهدد بانهيار الهدنة مجدداً. وقال السفير الفلسطيني في دمشق "أنور عبد الهادي"، إن مطالب "النصرة" تعجيزية، وهي تضع شروطاً رغم أنها غير معنية بالاتفاق الذي جرى بين المقاتلين الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية بهدف تحييد المخيم وحل أزمته الإنسانية. وقال مصدر فلسطيني إن "عودة النصرة إلى المخيم ربما تكون بأوامر خارجية، بسبب مستجدات يتم الرهان عليها، خصوصاً أنه ترافق مع قصف العباسيين بعدة قذائف هاون"، فيما لم يستبعد "عبد الهادي" أي احتمال "بدءاً من رهان على مستجدات بأوامر استخبارية.