قالت صحيفة "ذي ناشونال" الإماراتية الصادرة بالإنجليزية اليوم، إن التاريخ يكرر نفسه في سوريا، فمنذ مائة عام تعرضت البلاد إلى حصار من قبل الدولة العثمانية، والآن تتعرض مدينة حمص لحصار طويل، حتى نفدت بقايا الإمدادات الغذائية والأدوية والوقود. وأضافت الصحيفة أن الحملة التي تقودها الأممالمتحدة؛ لفك الحصار عن حمص توضح مدى الخسائر البشرية الناتجة عن الحصار، ومن خلالها بدأ المؤرخون العرب استخلاص أوجه التشابه القاتمة بين الحرب الحالية في المنطقة، وتلك الحرب التي نشبت منذ قرن من الزمان. وأشارت إلى أن نحو 500 ألف مواطن سوري لقوا حتفهم في الفترة من عام 1915 و1918، تحت حكم الدولة العثمانية، ولكن في ذلك الوقت كانت سوريا تعرف باسم "سوريا الكبرى" وتشمل اليوم "سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل"، موضحة أن المواطنين توفوا نتيجة الأوبئة والأمراض والمجاعة التي عصفت بالعديد من الدول خلال الحرب العالمية الأولى. وأوضحت الصحيفة أن بعض السوريين على المناطق الساحلية فروا إلى القاهرة في عام 1916، ويصف أحد المؤرخين أن من بقى في سوريا، تغذوا على الحشائش وقشور البرتقال والليمون في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة. وذكرت أن مصير الأبرياء من الرجال والأطفال في سوريا الآن يتشابه بشكل كبير مع أولئك الذين لقوا حتفهم في سوريا الكبرى منذ قرن تقريبا، مؤكدة أن التاريخ لديه عادة رهيبة في تكرار نفسه، فحتى الآن قتل نحو 100 ألف سوري منذ بدء الصراع عام 2011. واختتمت الصحيفة بقولها: اليوم أصبح العالم أصغر من القرن الماضي، ولكن بالنسبة لأولئك المحاصرين هناك، يبدو العالم أكثر عزلة.