ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه على مر القرون، اتخذت عدة بلدان أوروبية لقب "رجل أوروبا المريض"، لكن من تستحق هذا اللقب الآن أكثر من غيرها هي إيطاليا، فرغم أن القارة بها العديد من الاقتصاديات الآيلة للسقوط، إلا أن إيطاليا تعاني ضعفا شديدا في معدل النمو الذي بلغ 7% فقط في الخمس سنوات الماضية، إضافة إلى نسبة البطالة العالية التي تبلغ 12.7%، ناهيك عن الديون التي تبلغ نسبتها 30% أكثر من ناتجها الاقتصادي السنوي. وقالت الصحيفة إن مشاكل إيطاليا الاقتصادية مرتبطة بتاريخ طويل من الفساد والبيروقراطية والطائفية، ومن الواضح أنه رغم إجراءاتها التقشفية لتحقيق الاستقرار المالي في وقت قصير، إلا أنه هذه الإجراءات لن تتمكن وحدها من إنقاذ الاقتصاد، وهي في حاجة إلى إصلاح سياسي واقتصادي، حيث إن قتل النمو هو نتاج نظام إيطاليا السياسي الفاسد. وأوضحت أن هذا يقودنا ل"ماتيو رينزي" عمدة فلورنسا، الذي يستعد لتولي منصب رئيس الوزراء في انقلاب برلماني على شاغل الوظيفة الحالي "أنريكو ليتا" ، حيث أصبح "رينزي" أحد أكثر السياسيين شعبية في إيطاليا، بانتقاده فشل "ليتا" في سن إصلاحات هيكلية كبيرة. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "رينزي" من أن هذه الإصلاحات يجب أن تكون جذرية، حيث يريد إصلاحات سياسية للحد من نفوذ الأحزاب الصغيرة بالدولة، والتي يوجد 1000 عضو منها في البرلمان، وبينت أن "رينزي" لن يكون الأول بدخول السلطة بوعود إصلاح شامل. وأنهت "البوست" بأن التقشف يأتي بعوائد متناقصة، واليأس يدفع الإيطاليين بتقبل التغيير حتى لو كان مؤلما، ولكن إذا تمكنت الحكومة في النهاية من تمرير إصلاحات هيكلية، سيكون التأثير على إيطاليا وأوروبا تاريخيا، وسيستحق الدعم الكامل من باقي دول أوروبا وأمريكا.