فارس الكلمة، شاعر لحن الحرف، صاحب الألف أغنية، وأمير الحب في زمن الفن الجميل، كتب كي لا يكون وحيدًا، وقالوا عنه إنه «امتطى جواد الشعر.. داعبه.. عانقه.. حفظ توازنه، ملك الحروف والكلمات.. فانطلقت الأغنيات.. هادئة.. وهادرة.. قفزت كل السدود والحدود.. وروت قصصا وحكايات.. وسكنت قلوبا عاشقة فباركت عشقها». مرسي جميل عزيز، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته ال34، الوحيد الذي غنى له أركان الأغنية الكلاسيكية الأربعة (عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم، فيروز)، والوحيد الذي لحن كلماته الإخوان رحباني والسنباطي وعبد الوهاب وبليغ والموجي والطويل، والشاعر الغنائي الوحيد الذي درس في معهد السينما، إنه الوحيد في أشياء كثيرة، ربما كان أهمها فنيا أنه الشاعر الوحيد الذي كان مصورا محترفا بالكاميرا وبالقلم. كتب عنه الشعراء والنقاد، وقال نجله «اللواء مجدى»: لم يعتمد مرسى جميل عزيز فى كتاباته على موهبته الثرية أو ملكاته فقط، ولكنه درس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربى الحديث والقديم، وكذا الأدب العالمى وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية. البارز الأساسى فى شخصيته طوال حياته هو دعوته للحياة والحب والأمل، وأهم ملامح شخصيته «المصرية الخالصة» بمعناها الأصيل والحضارى، فهو المصرى بصورته النقية الراقية جذوره تمتد فى أعماق التربة، فأهم جوهر الشخصية المصرية ودارس لتراثها. وعلى صفحات كتاب «خطوات فى النقد» للأديب والناقد الكبير يحيى حقى وتحت عنوان «الأغنية جديرة بالدراسة الأدبية».. قال حقى: من الظلم ألا يُدرس مرسى جميل عزيز..كشاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد، أنه يعبر عن الحب أدق تعبير، وعن الجنس بأجمل الكتابات.أنظر إلى الفتاة عنده، إنها تبث همها إلى أمها، هذه المناجاة تشعر من خلالها بطبيعة الفتاة وأشجانها. وقال المفكر والأديب عباس محمود العقاد: عندما أذيعت أغنية مرسى جميل عزيز الشهيرة «يامه القمر على الباب» حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، ولكنها تعرضت للهجوم من البعض بدعوى أن فيها جرأة، ولكن الحقيقة أن فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد الشعر العربى، وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد «فايزة أحمد» بتلك الكلمات فبأى كلمات ستفتح؟! خيرى شلبى يقول عنه في كتابه «موسيقار الكلمات»: هو كفلاح من محافظة الشرقية وابن أحد كبار تجار الفاكهة فى الزقازيق، كان لا شك على وعى تام بتراث الغناء الشعبى فى جميع مناسباته، لاسيما أن مجتمع الفاكهة غنائى عريق فى غنائياته، ولكل نوع من أنواع الفاكهة أغنياته العذبة المليئة بالصور الشعرية البديعة التى تتحدث عنه ككائن إنسانى. «الحلوة داير شباكها»، هذه الأغنية كانت عنوان مقال كتبه أشعر الشعراء فؤاد حداد، قدم فى مقدمته أسماء أكبر خمسة شعراء فى تاريخ الشعر العربى القديم، بينهم المتنبى والبحترى وأبوتمام، ذاكرا بيتا شعرياً شهيراً لكل منهم، وفى مقابل بيت لمرسى جميل عزيز، ثم اتجه إلى ما قدمه فى مجال الأغنية المصرية الشعبية، خاتماً مقاله: لقد كتب مرسى جميل عزيز الفلكلور، وما هو أجمل من الفلكلور.