يامه القمر علي الباب.. نور قناديله يامه أرد الباب.. ولا أناديله هذه الأغنية الرقيقة التي شدت بها المطربة الراحلة فايزة أحمد وكتبها الشاعر الرقيق مرسي جميل عزيز الذي تمر ذكراه الثلاثين هذه الأيام تعرضت لأزمة عام 1957 بعد أن كتب البعض تقريرا لمنعها من الإذاعة المصرية بحجة أنها تخدش حياء البنات الصغيرات والمراهقات لما تحمله من معانٍ وربما تخدش الحياء العام بما تحمله من جرأة في التعبير!. في الشهر الماضي أحتفي اتيليه الإسكندرية بذكراه بحضور أسرة مرسي جميل عزيز. وبسبب الأحداث في مصر لم تهتم الإذاعة أو التليفزيون بذكري هذا الفارس النبيل الذي أمتد تأثيره في الأغنية إلي كل الوطن العربي.. مرسي جميل عزيز أحد فرسان الأغنية في الزمن الجميل كتب تقريبا لجميع مطربي الخمسينيات والستينيات ولحق به جيل السبعينيات أيضا. . فقد كتب لعبد الحليم حافظ أجمل أغنياته " بأمر الحب " و"مالك ومالي يا أبو قلب خالي" من الحان محمد الموجي. و" بحلم بيك" من الحان منير مراد و" بتلوموني ليه " الحان كمال الطويل و" جواب " الحان كمال الطويل وكانت آخر أغنية كتبها مرسي جميل عزيز لعبد الحليم حافظ أغنية »من غير ليه« التي لم يمهله القدر ليغنيها.. وشدا بها الموسيقار محمد عبد الوهاب.. وكتب لفريد الاطرش " يا حابيبي يا غايبين " و" ما نحرمش العمر منك يا حبيبي " ولفايزة أحمد " بيت العز يا بيتنا " و" أنا قلبي اليك ميال "وكتب مرسي جميل عزيز للمطرب محرم فؤاد من الحان الموجي : الحلوة داير شباكها.. شجرة فاكهة ولا في البساتين.. وغنت فيروز من ألحان الأخوين رحباني وكلمات مرسي جميل عزيز " لما لا أحيا. . وظل الورد يحيا في الشفاه " ولكوكب الشرق السيدة أم كلثوم كتب ثلاثيته الشهيرة " سيرة الحب..وفات الميعاد.. وألف ليلة وليلة " علي غرار ثلاثية أديب نوبل نجيب محفوظ. ليته كان بيننا الان ليصحح لنا مفهوم الأغنية التي تدهور بها الحال لتصل إلي بعض الألفاظ المنحطة التي تخترق مسامعنا. . ليته كان بيننا ليهذب الكلمات التي لم تعد تعبر عنا ولا تنتسب إلينا. . كان إنسانا رقيقا علي قدر كلماته الجميلة التي ما تزال عالقة في أذهاننا. . لم يصد يوما »أي« صحفي يتحدث معه صغيرا أو كبيرا. . كان يحترم الجميع رغم شهرته الواسعة فكان التواضع مبدأه في الحياة وعنوانا لإبداعات مرسي جميل عزيز تاجر الفاكهة والفلاح الأصيل الذي كان يكتب الأغنية بنفس الحماس مثلما يرعي شجرات بستانه قبل أن يأتي حصادها ليزرع فاكهة موسم جديد. . ذكري مرسي جميل عزيز عزيزة علي أجيال كثيرة وخاصة ذلك الجيل الذي يقترب من الستينيات أو عبرها بسنوات فقد كانت كلماته رسائل حب بين المحبين.