ضربت جامعة أسوان المثل في الهدوء والاستقرار في الوقت الذي اشتعلت فيه جامعات مصر بعد أن تم تصدير الصراع السياسي والشرخ الحادث في الشارع المصري منذ فض اعتصام رابعة وحتي اليوم, ودخلت المدرعات وسيارات الشرطة إلي الحرم الجامعي، وأدي الصراع إلى مقتل وإصابة واعتقال العديد من الطلاب في مختلف جامعات مصر، ولم تدخل البدلة الميري إلي حرم جامعة أسوان حتي الآن. ترصد "البديل" تجربة جامعة أسوان بالحوار مع أطراف الحياة الجامعية بها.. طلاب أسوان: ملناش دعوة بالسياسة قالت ندي شاكر، عضو في أسرة "can do" العلمية والاجتماعية بكلية الهندسة جامعة أسوان, إن اغلب الطلاب فى الجامعة لا ترغب في ممارسة السياسية؛ لإحساسهم بأن السياسيين عموما منافقين, وبالنسبة للأسر السياسية فهي تابعة لفصيل واحد، وهو الإسلام السياسي، الذين اجتمعوا مؤخرا تحت مسمي طلاب "ضد الانقلاب", فعدم التنوع والمنافسة أدت لعدم مشاركة طلاب من فئات آخري في العمل السياسي. اتحاد طلاب أسوان.. لعب دورا في تهدئة الجامعة قال دكتور عبد القادر محمد، نائب رئيس الجامعة, إن جامعة أسوان من أهدي الجامعات فى مصر, وأثبت الطلاب واتحادهم والمدن الجامعية، بأنهم علي قدر من الوعي والتفهم لطبيعة المرحلة الحرجة، وشاركوا إدارة الجامعة في كونهم حلقة اتصال بين إدارة الجامعة علي كافة مستوياتها وبين زملائهم الطلاب، والتواجد الفعلي لإدراة الجامعة من الرئيس حتي أحدث عضو هيئة تدريس والتفاعل مع الطلاب بشكل فعلي، والعمل علي إزالة المعوقات والمشاكل بشكل سريع، هذا من شأنه خلق مناخ عام صحي وارتياح لدي الطلاب. وأضاف "عبد القادر" أن الاتصال والتواصل الجيد، وإشراك اتحاد الطلاب بشكل حقيقي، كان له دور مهم في تخطي المرحلة الحرجة, بل وإشراكهم في تحمل المسئولية عن طريق عرض المشكلة والمشاركة في الحل، وليس تصدير مشكلة فقط، موضحا أن إدارة الجامعة تعاملت مع الطلاب من أنصار تيارات الإسلام السياسي وبالاحتواء الشديد لهم وباعتبارهم جزء من النسيج الطلابي انخرطوا في الأنشطه الطلابية كبقية زملائهم حتي وإن كان لهم وقفات لكنها "سلمية" ولم تتعرض لأي منشأه أو اشتباكات بين من يعارضوهم الرأي من التيارات الآخري. قلة الطلاب وطبيعة تكوينهم سبب في هدوء الجامعة قال نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة أسوان, إن عدد طلاب جامعة أسوان مقارنة بباقي جامعات مصر قليل جدا، فتقريبا عدد طلاب الجامعة كلها لا يساوى عدد طلاب دفعة واحد في جامعة إسكندرية, والسبب الثاني أن أغلب تكوين طلاب الجامعة من المراكز والقري، والمغتربين عموما لايهتمون بأى سبب آخر لدخول الجامعة غير التعليم, وإقبالهم على الأنشطة الطلابية ضعيف، مضيفا أن السبب فى بروز تيار الإسلام السياسي داخل الجامعة؛ كونهم التيار الوحيد الذين يملك تنظيما قويا, وهذا بسبب أحداث رابعة و30 يونيو التي أعادت الزخم لهم داخل الجامعة. وأوضح أن الشرطة لم تدخل من قبل الحرم الجامعي، وهذا يرجع إلي أن المظاهرات داخل الحرم لم تخرج عن الحد الذي يخيف السلطات، فتجمعات الطلاب المتظاهرين لم تزيد عن 50 طالبا في العادة. تغيب الطلاب عن ساحة السياسية جعل الصراع غير ملموس قالت أمنية عادل، منسقة أسرة الميدان بجامعة أسوان "نحن ضد فكرة وجود اللائحة الطلابية بهذا الشكل، وضد توغل الروتين الحكومي فى تنظيم العمل الطلابي داخل الحرم الاجامعي, ونتمنى أن تكون اللائحة الطلابية مجرد مجموعة حقوق وواجبات لتنظيم العمل الطلابي بعيدة عن أي روتين وبيرقراطية". وأضافت: الصراع داخل جامعة أسوان بين فصائل الطلاب المختلفة غير ملموس, وهذا بسبب قلة وعي الطلاب بمجال السياسة وتغيبهم عن المشاركة فيها, ولكن هناك تواجد لمجموعات طلابية مختلفة أبرزهم طلاب التوجه الديني، والممثلين الآن في جبهة "طلاب ضد الانقلاب", وطلاب التيار المدني أمثالنا وحبهة ثوار وجبهة نضال الطلابية.