حصلت البديل على كواليس الأيام الخمس الأخيرة التى دارت بين الفريق أول عبد الفتاح السيسى – القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى – المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، وطاقم المساعدين الموثوق بهم. قالت المصادر المطلعة: إن الفريق السيسى أرجأ خطابه الخاص بإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية لما بعد احتفالات 25 يناير؛ لأنها مؤشر قياس نبض الشارع وتجاوبه مع فكرة ترشح شخصية عسكرية فى ماراثون الانتخابات الرئاسية. وأضافت أن الندوة التثقيفية التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بمسرح الجلاء يوم 11يناير، بداية المناورة الذهنية التى قام بها الفريق السيسى مع المواطنين لبيان مدى تجاوبهم فى حال ترشحه، حيث نوه فيها فى أكثر من مقطع إلى أنه لا يرغب فى تفويض الشعب، مشيرا إلى أن الفريق تعامل مع فطرة وذكاء المواطن المصرى الذى سيلتقط خيط تفويض الفريق فى الميادين. وأشار إلى أن تعليمات الفريق السيسى كانت مشددة على ضرورة الحفاظ على المصريين خلال الاستفتاء على الدستور، وتوجيه تعليمات مشددة بحسن التعامل مع كل المصريين وبحيادية تامة، مع البطش لكل من تسول له نفسه أن يعكر صفو يومى الاستفتاء. كما تطرقت المصادر إلى كواليس احتفالية القوات المسلحة التى عقدت يوم 23 يناير بذات المسرح، والتى دعي إليها كوكبة من الفنانين والساسة ورجال العلم والدين والإعلاميين، وفضل فيها السيسى أن يكتفى بالحضور لكونه الجهه المنظمة لاحتفالية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، دون توجيه أى كلمات للشعب المصرى؛ لوجود الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، الذى أبدى موافقته الضمنية على ترشح الفريق السيسى. وتشير المصادر المطلعة إلى أن السيسى عرف موقف المصريين فى النصف الثانى من نهار الجمعة الماضى الذى شهد احتفالات المصريين بثورتهم، مع تأكيداته على القيادات بالقطاعات المختلفة بالقوات المسلحة بضرورة التأمين لأقصى درجة، وعدم السماح لأى مظهر يفسد فرحة المصريين أو يقلق أمنهم فى ميدان التحرير والميادين المختلفة، خاصة وأن دعوات بعض الأجندات دأبت على تكدير المصريين وترويعهم من خلال سلسلة من التفجيرات المتتالية. وتضيف المصادر أن السيسى أبلغ مساعديه وقادة الجيوش بالقوات المسلحة الأسبوع الماضى بأنه ينتظر رصد اتجاهات الشارع خلال احتفالات 25 يناير، وأنه بدأ فعليا فى ترتيب أوراقه لتولى مهام المؤسسة الرئاسية، مع دراسة التوقيت المناسب لإعلان قرار ترشحه للمصريين؛ بناء على مطالبهم التى باتت محل تقدير من قبل السيسى شخصيا وقادة القوات المسلحة بصفة عامة، مشددا على أن بيان الفريق السيسى لن يظهر على المواطنين إلا بعد مضى 48 ساعة كاملة من خطاب الرئيس عدلى منصور الخاص بفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية وتعديل خارطة المستقبل.