اضطر أحمد عبد العال، المواطن البسيط، إلى بيع أثاث منزله، فى محاولة منه للهروب من شبح الفقر والتسول، بعدما هجر زوجته وأبنائه، ليعمل فى أحد الفنادق السياحية، آملاً توفير قوت يومه وتحسين المستوى المعيشي لأسرته، ولكن مع الاضطرابات السياسية المتتالية، وما أسفرت عنه من تكبد القطاع السياحي خسائر بلغت 60 مليار جنيه منذ 2011 وحتى الآن، ليعود عبد العال لأهله «صفر اليدين» بعدما تبددت كل آماله. قال حسين عبد المجيد، مرشد سياحى أن المرشدين السياحين هم المتضررين المباشرين من توقف السياحة ، موضحا أنه كان يعمل مرشدا سياحيا لكن بعد توقف السياحة، عاد الى العمل كمدرس فى التربية والتعليم، بعدما انقطع مصدر دخل أغلب المرشدين السياحيين واصبحوا يتسولون من ذويهم، أو اللجوء إلى العمل فى صيدليات وسوبر ماركت، أو الهروب خارج مصر اذا اتيحت لهم الفرصة. وبصفته أوضح مصطفى عبد اللطيف، رئيس قطاع الشركات السياحية والمرشدين بوزارة السياحة، أن القطاع يواجه حالة من الكساد، وبات من الصعب إقناع السائح العربي والغربي بأن مصر تنعم بالأمن والآمان، فى ظل ما تشهده البلاد من توترات وتظاهرات. وطالب بضرورة التوضيح بأن المقاصد السياحية آمنة تمامًا وليس لها علاقة بما يحدث، وكذلك مشاركة مصر فى المؤتمرات والاحتفاليات الخارجية، إضافة إلى طرح بعض العروض المغرية سواء بخفض أسعار الرحلات الخارجية والداخلية، أو تخفيض أسعار الزيارات للمقاصد والمتحاف السيلحية ذاتها. وبالنسبة للعامل والشركات السياحية، أشار إلى قيام الوزارة بتقديم بعض التسهيلات لهم لمواجهة الأزمة الحالية، جاء أخرها الدعم المقدم من الوزارة وغرفة السياحة لأصحاب الحناطير والمرشدين السياحيين. وشدد عبد المجيد على ضرورة تطبيق قانون البطالة، وضم المرشدين السياحيين والعاملين بقطاع السياحة به، بالإضافة إلى أحقيتهم فى التأمين الصحى وعدم تصنيفهم كأصحاب أعمال حيث أنهم مسيرين لا مخيرين. وعن الفئات الأكثر تضرارًا، أكد معتز السيد، نقيب المرشديين السياحين، أن العاملين بالسياحة الثقافية بمحافظات "القاهرة، الأقصر، أسوان" هم الأكثر تضررًا؛ لأنها تراجعت بنسبة 15 % موضحا أنها لم تتحسن منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الأن، خاصة أنهم هم الاكثر قدرة على الإنفاق والإقامة والمبيت لليالى كثيرة. وأضاف نقيب المرشدين ل"البديل" أن السياحة النيلية والترفيهية بمناطق "الغردقة، شرم الشيخ" تحسنت بنسبة 60%، ولكن تلك السياحة يعيبها أنها أقل قدرة على الإنفاق، وعدم إقامة روادها فترات طويلة، موضحا أن القطاع لا يؤثر على العاملين به فقط، ولكنه يخص ال90 مليون مواطن مصرى، لأن السياحة وضعت بخزينة الدولة 12 مليون دولارعام 2010 قبل تراجع الحركة السياحية. وتابع معتز السيد أن عدد الصناعات التى تخدم على قطاع السياحة تترواح إلى 70 حرفة بعدد عمال يصل لنحو 4 ملايين عامل ترك منهم أكثر من 400 ألف المهنة ولجأ لأعمال أخرى سواء بمجال الصناعة أو الاتصالات، و منهم من عاد إلى محافظته وبلدته للعمل بمشاريع أخرى، موضحا أن قطاع المرشدين السياحيين هم الأكثر تضررا حيث انخفضت نسبة البطالة بينهم إلى 90 % . وحذر من وقوع مشكلة كبرى حالة تحسن أداء الأقتصاد المصري، وهي نقص العمالة المدربة، إضافة إلى تأثر لغة المرشد السياحى بسبب فترة التوقف التى شهدها على مدار الثلاثة أعوام الماضية. وتابع أننا نواجه ذلك حاليا بعمل عدد من البرامج والدورات التدريبية المكثفة لإعادة تأهيلهم مرة أخرى، وكذلك عمل العديد من الرحلات العلمية لمواجهة ذلك العجز الذى نعانية. وعن الفاعليات التى يقومون بها لعمل ترويج للمقاصد السياحية المصرية، أوضح نقيب السياحين أنهم يشرفون على عدد من الحملات منها "مرشد سياحى صوت مصر" التى تجوب عدد من المناطق السياحية المصرية "من "الأقصر، شرم الشيخ، الغردقة" وذلك للدعوة لتنشيط والترويج للقطاع، إضافة إلى إرسال أكثر من مليون رسالة إلى معارفهم الذى يتعاملون معهم بجميع دول العالم لتوضيح لهم الصورة الحقيقية لما يحدث بمصر.