قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم، إن التحقيقات الضخمة في قضايا الفساد، التي اندلعت في 17 ديسمبر 2013، تلقت نكسة مؤقتة إثر التعديل الوزاري الذي قام به رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، إضافة إلى التعديلات المدبرة الخاصة بالشرطة والقضاء. وأضافت الصحيفة أن "أردوغان" يشن حملة منظمة ضد مؤسسات الدولة المعارضة له، ويحاول خلق مشهد إعلامي خاص به، كما أنه يعمل على شراء ذمم بعض الإعلاميين، واستئجار مجموعات جديدة من الصحفيين للدفاع عن خطط حكومته. وأشارت إلى أن "أردوغان" يحاول الآن الضغط على وسائل الإعلام الناقدة لسياسته؛ لأنه يعلم جيدا أنه خسر المعركة القانونية، فقد فشل في محاولة وقف التحقيقات، كما أنه خسر الكفاح من أجل كسب تعاطف الرأي العام، ومع الضغط على القضاء والتدخل السافر في صفوف المدعيين العامين، فضلا عن عدم تنفيذ الأحكام والاستدعاءات، يرى الشعب أن "أردوغان" أصبح مذنبا. وأوضحت الصحيفة التركية أن "أردوغان" سيبذل قصارى جهده لعكس نظرية المؤامرة للمجتمع الدولي، عن طريق وسائل الإعلام الموالية للحكومة وترهيب وسائل الإعلام الناقدة، فهو لا يهتم كثيرا بحرية التعبير، رغم أنها شرط أساسي للديمقراطية، ومن المرجح أن يشن حربا ضروسا على وسائل الإعلام غير الموالية له. وسيحاول رئيس الوزراء استخدام أغلبيته البرلمانية للحد من الحق في حرية الصحافة وحرية التعبير عن طريق تشريعات قانونية جديدة، وقد يطلق سلسلة من الدعاوى القضائية لحماية نفسه من الانتقادات والافتراءات بطريقة تعطيه الحق في الدفاع عن نفسه. وذكرت الصحيفة أن "أردوغان" يستخدم قوانين العقوبات بشكل واسع والتي تخص جرائم كالتحريض على العنف والكراهية وتهديد النظام العام والأمن القومي، وذلك لملاحقة الصحفيين، موضحة أن وكالة الاستخبارات التركية ستقوم بالعمليات القذرة، عن طريق اختراق الحياة الخاصة للصحفيين ونشطاء المجتمع المدني لتخويفهم. ولفتت إلى أنه سيمارس الضغط الاجتماعي على وسائل الإعلام الناقدة حتى يعطي فرصة لوسائل الإعلام الموالية له لتغطية قضايا الفساد بشكل أوسع، كما اختتمت الصحيفة بقولها: حتى لو فعل "أردوغان" ذلك، فالشعب التركي أصبح أكثر شجاعة، حيث إن كل ليلة يدخل مئات الآلاف من الأتراك لمواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" للاحتاج على ما تفعله الحكومة خاصة خلال الشهرين الماضيين.