قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن الغضب وتورط وزراء بارزين في قضايا فساد ضخمة قاد رئيس الوزراء التركي "رجب أوردغان" لاتخاذ طريق الحرب بدلا من التصرف بطريقة عقلانية في مواجهة مثل هذه الفضيحة، وقد قام بمعادة الغرب وادعى وجود مؤامرة دولية ومحلية. وأضافت الصحيفة أن في نفس الوقت مع العملية الديمقراطية في تركيا يعمل "أردوغان" على تبرئه وزرائه، رغم عدم إثبات أو نفي الاتهامات الموجهة إليهم، ولكنه يصر على عكس ذلك. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء التركي يحاول التخلص من حركة "جولن" الإسلامية، حيث يرى أنها المتآمر الرئيسي وبالتالي أصبحت عدو. وأوضحت الصحيفة التركية أن آخر تحرك للحكومة كان منع الصحفيين من دخول مقار الشرطة لحضور التحقيقات، ولكن "أردوغان" سيرى أن منع الصحفيين لن يمنعهم من الوصول إلى مصادرهم الخاصة داخل أقسام الشرطة، حيث أن هناك العديد من الضباط يرغبون في التخلص من هذه الحكومة حتى تصبح مهمتهم أسهل. وذكرت أن الجميع باستثناء أنصار "أردوغان" يعرفون تخطيط الحكومة لإجراء محاولات استباقية تهدف إلى حظر التحقيق أو المضي قدما به، حتى أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة تدعي أن إسرائيل وواشنطن وراء قضايا الفساد، فقط لتعزيز صورة رئيس الوزراء التي أخذت ضربة خطيرة. ولفتت الصحيفة إلى أن مثل هذه التصريحات الصادرة من وسائل الإعلام الموالية ل"أردوغان" ليست جديدة، فقد سبقت وفعلتها في أحداث "جيزي بارك" في يونيو الماضي، وصورت أن ما يحدث مجرد مؤامرة خارجية. وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة، إن الهبوط المفاجئ لليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي في سوق الأسهم بعد أنباء فضيحة الفساد يسلط الضوء على هشاشة الاقتصاد التركي في مواجهة هذه الفضائح. وبدلا من التصرف بحذر للحفاظ على الاقتصاد في هذا الوقت الحرج، حيث يمر الاقتصاد العالمي بأزمة، يصب "أردوغان" الزيت على النار ويقوم بدور معاكس، ولكنه لا يعلم ان بفعل ذلك يتم سحب البساط من تحت قدميه أكثر فأكثر. واختتمت الصحيفة بقولها: يقتنع المحللون بأن لا يوجد طريق للخروج الآمن والسلمي من هذه الفضيحة السياسية، ولكن الآن يقاتل "أردوغان" لمنع ذلك، ومهما كان الثمن على المدى الطويل، ويبدو أن تركيا ستعاني في نهاية المطاف نتيجة لطموحات رئيس الوزراء السياسية.