ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، عدد من الفعاليات الثقافية، ما بين الندوات والمحاضرات وورش العمل. يناقش البيت ندوة بعنوان "صناعة الأعضاء.. حلم أم حقيقة؟"، في السادسة مساء مساء الاثنين المقبل،يحاضر في تلك الندوة الباحث في البيوتكنولوجي محمد حسونة. وتتناول الندوة مختلف الطرق التي استخدمها العلماء في صناعة الأعضاء البشرية وفتح آفاق طبية مذهلة في العلاج كانت منذ وقت قريب خيالية، حيث يتقدم علم الخلايا الجذعية وتطبيقاته الطبية بخطىً حثيثة في الآونة الأخيرة. فلا ننفك أن نسمع عن صناعة صمامات للقلب من الخلايا الجذعية، وصناعة أعضاء مثل المثانة والمسالك البولية والقصبة الهوائية، والشيء الأكثر إدهاشاً هو أنه هناك الكثير من التجارب الناجحة لصنع أعضاء أكثر تعقيداً مثل الكلية، باستخدام طرق مختلفة وأنواع مختلفة من الخلايا الجذعية، إن القاسم المشترك في كل هذه الصناعات الناجحة هي استخدام قوة الجسد الطبيعية المتمثلة في قدرته على تقديم للخلايا الجذعية الوسط المثالي لنموها. كما يواصل السناري دورة تعليم اللغة المصرية القدية "الهيروغليفية"، يوم الأحد المقبل،ويقوم على الدورة الدكتور ميسرة عبد الله، مدرس بكلية الآثار جامعة القاهرة.تهدف الدورة إلى تعليم اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" بداية من قراءة الهيروغليفية والتعبيرات الصوتية بالأحرف اللاتينية، وطريقة تنظيم العلامات، وذلك وصولًا إلى الكتابات المختصرة، وأنواع الفعل والمصدر والأزمنة. وسيتناول المستوى الثالث شرح للجملة الأسمية وصيغ الصلة والأرقام والجمل المركبة، وتدريبات على نصوص الدولة الوسطى. كذلك ينظم بالتعاون مع وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، ورشة عمل مفتوحة للجمهور بعنوان "العلوم السياسية في مصر: الواقع والمستقبل"، يوم الاثنين الموافق 27 يناير الجاري. تعقد وحدة الدراسات المستقبلية تلك الورشة لبحث واقع مدرسة العلوم السياسية المصرية وأزماتها الراهنة وآفاق مستقبلها في سياق التحولات السياسية المرتقبة. فقد شهد تاريخ مصر الحديث العديد من التحولات والمراحل الفارقة التي استوجبت إعادة النظر في بنية العلوم الاجتماعية وعلى رأسها العلوم السياسية، بعد أحداث الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر دعا الإمام محمد عبده إلى الخروج من ربقة السياسة الشرعية وإعادة تأسيس "علم سياسية مدنية". فيما دعا لطفي السيد في أعقاب ثورة 1919 وتأسيس الدولة المصرية الحديث إلى إعادة تأسيس العلوم السياسية من جديد على نمط السياسة الكلاسيكية فراح يترجم أعمال أرسطو ونقلها إلى العربية لتكون أساسًا لعلوم سياسية تتعاطى مع الدولة المستقلة حديثًا والمنخرطة في صراعات سياسية حزبية ونضال من أجل الاستقلال والنهوض. ولم يخرج علم السياسية في هذه المرحلة عن مباحث القانون والاقتصاد وفروع العلوم الاجتماعية الأخرى، وكان تأسيس كلية الاقتصاد والعلوم السياسة 1960 خطوة نحو استقلال العلم وجزءً من محاولة نظام يوليو خلق مدرسة أكاديمية تواكب توجهات المشروع الناصري. وكانت هذه الأكاديمية الذي تأسست عليه المراكز البحثية المختلفة وأقسام العلوم السياسية في الجامعات المصرية. لقد أنبنى علم السياسية في مصر منذ ذلك الحين على أساس من التقاليد السلوكية ، وظلت هذه التقاليد مهيمنة على موضوعات ومناهج ومفاهيم العلم بشكل أعاق تطور هذا الفرع من العلوم الاجتماعية. أوجدت حالة السكون التي تمكنت من هذا الحقل محاولات لتطوير العلم وإعادة بناء تقاليد العلم على أسس ما بعد حداثية وربما إسلامية غير أن هذه المحاولات لم تنجح في تطوير الحقل بما يكفي لتفسير الواقع السياسي والمجتمعي المتغير والمأزوم بأزمة النظام السياسية ناهيك عن القدرة على التنبؤ بمستقبله، فأصبح شرح الأوضاع القائمة دون محاولة طرح سبل لتغييرها هو جل اهتمام أساتذة العلوم السياسية وباحثيها. ربما تتمثل أهم التحولات التي خلفتها الثورات التي تعصف بالمنطقة في انفتاح مدرسة العلوم السياسية على المجتمع، فوقع الجهد الأكبر على أساتذة العلوم السياسية في تحليل وتفسير الظواهر المصاحبة للتحول السياسي العميق الذي خلفته ثورة يناير وما أعقبها من تحولات على كافة المستويات من ناحية ومن ناحية أخرى فتحت الثورة الباب أمام العديد من هؤلاء الأساتذة ليلعبوا دورًا في الحياة السياسية وكانوا عناوين الكثير من الأزمات الإعلامية، لقد كان الواقع العملي مساحة عريضة وخصبة لاختبار تفسيرية العديد من النظريات السياسية، وقد كشف انخراط عن الهوة العميقة التي تفصل عالم النظرية عن مكونات الواقع الاجتماعي المصري بما يستدعي النظر في واقع حال العلوم السياسية في مصر ومدى قدرتها على تطوير آليات جديدة تتناسب والواقع الجديد والمتغير. وتشتمل الورشة على عدة محاضرات يبدأ اليوم الأول الاثنين الموافق 27 يناير 2014م بمحاضرة للدكتور محمد صفار تحت عنوان "العلوم السياسية في مصر: تاريخ الحقل واتجاهاته"، ثم محاضرة للدكتورة أمل حمادة تحت عنوان "عقدة السلطة: العلوم السياسية ونماذج التغير الاجتماعي والسياسي"، ويأتي اليوم الثاني الثلاثاء الموافق 28 يناير 2014م بمحاضرة للدكتور إسلام حجازي تحت عنوان "العلوم السياسية ومستقبل الدراسات الشبابية في مصر"، ثم حلقة نقاش لمجموعة من أساتذة وباحثي العلوم السياسية تحت عنوان "سيناريوهات تطور العلوم السياسية في مصر".