* البشير يتهم جهات لم يسمها بالفشل في السيطرة على الأوضاع في مصر فقررت محاصرتها “من بوابة السودان وليبيا“ * الرئيس السوداني: مصر في عهد مبارك كانت جزءا من “التآمر” على السودان.. والمجلس العسكري مقتنع بأن السودان أمن قومي لمصر الخرطوم- وكالات: اعتبر عمر البشير الرئيس السوداني أن ما حدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق من تمرد يعتبر تراجعا كبيرا في مسيرة السلام، مشيرا إلى أن ما حدث في جنوب كردفان هو مخطط أجنبي يهدف لتغيير النظام، وقال :”نعرف من يقف خلفه“. وأضاف في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية إن:”إحساسهم بأن الأمر في مصر قد خرج عن سيطرتهم وفشلوا في السيطرة على الساحة السياسية، لذا عليهم محاصرة مصر من بوابة السودان وليبيا“، دون توضيح الجهات المقصودة. واعتبر البشير أن مصر في عهد حسني مبارك “كانت جزءا من التآمر على السودان ، ولكن الآن المجلس العسكري المصري لديه قناعة تامة بأن السودان يمثل أمنا قوميا لمصر“. وعن العلاقات مع مصر بعد الثورة، قال البشير: “ثورة مصر هي ثورة شارع وليس لديها أي قيادات حتى يمكن التعامل معها، ولكننا اتصلنا بإخواننا في المجلس العسكري لأننا نعتبر أن العلاقة بين مصر والسودان هي علاقة خاصة ومتينة ولها أبعاد كثيرة.. ولكننا نعتبر أن هذه كلها أجسام انتقالية، لذا لم نسعَ إلى حل القضايا الأساسية مثل قضية حلايب ، وهي قضية محورية. فلا نريد تحميل وزر بعض القضايا للأجسام الانتقالية وننتظر تشكيل الحكومة المستدامة“. وعن خيارات الحكومة السودانية في حل القضايا العالقة مع حكومة جنوب السودان، قال البشير :”إن لجنة الحدود اتفقت على 80% من الحدود.. ولكن بكل أسف هناك أناس وشخصيات نافذة في الحركة الشعبية وحكومة الجنوب يقومون بتعطيل الاتفاق. وقد اتفقنا على ترسيم الحدود المتفق عليها، وكان هذا قبل أكثر من سنتين، أما بالنسبة للمناطق المختلف حولها يظل الوضع الإداري الحالي قائما دون تدخل إلى أن يتم حسم الأمر حولها وهي مناطق جودة - كاكا التجارية - جبل المقينص، وهي في الحدود مع أعالي النيل ومنطقة كفياقنجي في دارفور وبحر الغزال.”. وأضاف:”بالنسبة للنفط، فالواقع يقول إن هناك دولتين متجاورتين عليهما التعايش معا.. فالنفط الذي كان جزءا من الشمال يجب تعويضه في الفترة الانتقالية إذا حصلت فجوة في خلال ال4 سنوات المقبلة سوف تحدث نتيجة لفقدان النفط، فقدرناها بنحو 10 مليارات دولار، بينما قدرت من صندوق النقد الدولي بنحو 9 مليارات دولار، وكان الاتفاق على تغطية الفجوة هو أخذ 32 دولارا عن كل برميل من بترول الجنوب الذي يتم تصديره عبر السودان. وقد أعطينا حكومة السودان الجنوبي فترة انتقالية يتم فيها الاتفاق بنهاية شهر أكتوبر، وإذا لم نصل إلى حل فلدينا خياراتنا لحل هذه المسألة“. أما في ما يتعلق بليبيا، فقد قال البشير :”أعتقد أننا أكثر الناس تضررا من نظام القذافي بعد الشعب الليبي، لذلك لم نتردد في التعامل مع الثوار ودعمهم وتوفير ما يحتاجونه .. وكان همنا الأول هو أن لا تتحول ليبيا إلى صومال جديد“. وأكد أن “هناك تدخلات خارجية تحاول التأثير على المجلس الوطني الانتقالي ، وبالتالي على الحكومة الجديدة المرتقبة. وعندما أيقنت هذه التدخلات الخارجية من ضعف نفوذها وتأثيرها على الوضع في مصر، فبالتالي يريدون التأثير على الوضع القادم (الحكومة الجديدة) في ليبيا حتى لا تكون عمقا لمصر. وكما تعلم بأن ليبيا لديها إمكانات ضخمة وجاذبة، وتنتج ما يقارب المليون ونصف المليون برميل من النفط يوميا، وعدد سكانها يبلغ أربعة ملايين نسمة فقط، ولديها ساحل طويل وممتد على البحر الأبيض المتوسط قبالة أوروبا“.