في قمة اكتسح فيها مانشستر سيتي الأخضر واليابس سحق فريق مدينة مانشستر ضيفه اللندني ومتصدر جدول الترتيب أرسنال بسداسية مقابل ثلاثة في الملحمة الكروية التي جمعتهما اليوم على ملعب الإتحاد في افتتاح الجولة السادسة عشر للدوري الأقوى في العالم، ليشعل المنافسة أكثر وأكثر على الصدارة. المباراة الكبرى جاءت في ظل ظروف متباينة بين الفريقين حيث عانى أرسنال من إجهاد كبير بسبب موقعة نابولي يوم الأربعاء في إيطاليا، فيما كان السيتي أحسن حالا حيث لعب يوم أبكر في ميوينخ بتشكيلة معظمها من البدلاء ما سمح له براحة أكبر، بينما خرج أرسنال قبل الموقعة الأوروبية من موقعة محلية صعبة أمام إيفرتون، وهو ما ضاعف المجهود على الفريق الضيف الذي لم يجد وقتا للراحة أو التدريب. بداية المباراة كانت مماثلة لمقدمتها حيث كانت الأفضلية من اللحظة الأولى للسيتي الذي انطلق للهجوم منذ اللحظة الأولى وتوالت الفرصة إلى أن تمكنت أجويرو سريعا من التقدم في الدقيقة 14 بعد ركنية تابعها بتسديدة رائعة في الزاوية المستحيلة لتشيزيني. أرسنال كان سعيد الحظ وتمكن من التعادل سريعا عن طريق والكوت بعد هجمة مرتدة عقب خطأ من توريه في وسط الملعب ليصنع أوزيل كرة على حدود منطقة الجزاء للجناح الإنجليزي يضعها في أبعد نقطة عن الحارس بانتيليمون. لم يستطع أرسنال الصمود كثيرا أمام المد الهجومي لأصحاب الأرض ولم يتمكن أقوى دفاع في البطولة من الوقوف أمام زحف الهجوم الأقوى وأنهى السيتي الشوط الأول متقدما بعد هدف ثاني لنيجريدو إثر تمريرة سحرية من توريه لزاباليتا وعرضية متقنة للمهاجم الإسباني في الدقيقة 40. خسارة أرسنال كانت مضاعفة في الهدف الثاني بعد تعرض المدافع كوسيلني إلى الإصابة وغادر الملعب محمولا. الإثارة الكبرى والمتعة الحقيقية كانت في الشوط الثاني الذي شهد عرضا فنيا تاريخيا من الفريقين خاصة من السيتي الذي أبدع وسجل وقدم كل شيء في كرة القدم. البداية كانت مع إصابة لأجويرو خرج على إثرها وشارك بدلا منه نافاس إلا أن خروج الهداف الثاني للبطولة ب13 هدف لم يؤثر على الماكينة الهجومية المانشستراوية وسجل فيرناندينيو الهدف الثالث بعد خطأ في التمرير من سانيا وتسديدة قوية في المرمى في الدقيقة 50. رد أرسنال جاء سريعا وذلل والكوت النتيجة سريعا في الدقيقة 63 بلمسة فنية رائعة في المقص الأيسر لمرمى الحارس الروماني. لم يهنأ أرسنال بهدفه أكثر من دقيقتين وسع بعدها سيلفا الفارق مجددا بتسجيل الهدف الرابع بعد عرضية أرضية من نافاس ولمسة صاروخية في سقف المرمى. الهدف الرابع أحبط معنويات المدفعجية وانفتحت الشوارع في دفاعاته وتسابق لاعبو السيتي على إهدار الأهداف المؤكدة دون أدنى رقابة إلى أن جاءت الدقيقة 88 التي سجل فيها فيرناندينيو الهدف الخامس بعد نزهة في منطقة جزاء المدفعجية. وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع سجل أرسنال هدفا شرفيا ثالثا عن طريق ميرتساكر برأسية، إلا أن طموح السيتي لم يتوقف وختم المباراة بطريقة مثالية بركلة جزاء حصل عليها نافاس وسجل منها يايا توريه الهدف الختامي بالمهرجان التاريخي. بهذه النتيجة استمر أرسنال في الصدارة ولكن توقف رصيده عند 35 نقطة وبات قمته مهددة من تشيلسي وليفربول صاحبي ال30 نقطة، فيما قفز السيتي للمركز الثاني مؤقتا ب32 نقطة لتزداد المنافسة اشتعالا، خاصة وأن أرسنال تنتظره قمة لا تقل ضراوة في الجولة المقبلة أمام تشيلسي.