"علاء عبد الهادي" أحد شهداء أحداث مجلس الوزراء 2011 ، والتي اندلعت على خلفية المناوشات التي قامت بين أحد أفراد الشرطة العسكرية و بعض المعتصمين أمام مجلس الوزراء، اعترضاً على تعيين الدكتور كمال الجنزوري، رئيساً للوزراء في هذا الوقت، وقد جاءت موجة أحداث مجلس الوزراء بعد موجة أحداث محمد محمود، والتي تركت في نفوس الثوار أثراً سيئا نتيجة لاستشهاد أكثر من أربعين شهيدا، وقنص أعين عشرات المتظاهرين . كان "علاء" طالبا متفوقا بالفرقة الثانية بكلية الطب حيث حصل على تقدير "امتياز" في نفس العام الذي استشهد فيه، وكان أحد أطباء المستشفى الميداني منذ جمعة الغضب، "ترك بيته مسرعاً إلى ميدان التحرير ليساعد في إنقاذ المصابين عاد شهيدا" هذا ما أكدته والدته وإليكم نص الحوار: - ما الذي تريدىن أن تذكريه عن علاء فى الذكرى الثانية له؟ نور عيني وابني الكبير، متفوق على المستوى الدراسي من صغره، خلوق متدين يكره الظلم ويسعى للخير دائما، حافظ للقرآن، عاشقا لتراب بلده، اعتاد المشاركة في المستشفى الميدانى الخاصة بميدان التحرير والتي أعدت منذ الثمانية عشر يوماً في ثورة ال25 من يناير وكانت جاهزة فى وقت أية أحداث جديدة لإسعاف المصابين . أتذكر جيداً أنه يوم الجمعة 16 ديسمبر أسرع فى النزول أمام مجلس الوزراء بعد مكالمة تليفونية من أحد أصدقائه بالمستشفى الميدانى أكدت له بزيادة عدد المصابين بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين المتظاهرين وأفراد الشرطة العسكرية، حيث أنه إعتاد التواجد بالمستشفى للمساعدة فى إسعاف المصابين . - هل تم القصاص من قتلة "علاء"؟ ومن تتمنين أن يكون خلف قفص الاتهام؟ كما كان مبارك ووزير داخليته مسئولون عن قتل شهداء يناير على الرغم من عدم حملهم للسلاح ، أيضا المسئولون عما حدث هم المسئولون عن إدارة شئون البلاد فى هذه الفترة ، وهم المجلس العسكرى السابق وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوى بصفته الحاكم وقتها بعد تنحى "مبارك"، واللواء حمدى بدين، مسئول الشرطة العسكرية التي أطاحت بأولادنا، الشرطة العسكرية التي عرت بناتنا وسحلتها بالميدان أمام أعين الناس وقتلت شبابنا وأطلقوا عليهم افتراءا لفظا "البلطجية" وهم خيرة شباب البلد "وهو فيه بلطجى دكتور ؟!" . وأيضا رئيس الوزراء فى هذا الوقت الذي ترك الأحداث جارية وحزن لعدم ذهابه لمنزله لمدة كبيرة من الوقت، كل هؤلاء في نظري متهمين وأتمنى القصاص منهم ، كما أتمنى محاكمة من كرم قاتل إبني وأعطاه قلادة النيل وهو رائحة الدم في يده . - متى تشعرين بعودة حق "علاء" وغيره من الشهداء ؟ أول مطلب لابد أن يتحقق حتى تهدأ نار قلبي وقلب أهالي الشهداء جميعاً هو"القصاص" ، يأتي معها المطالب التي ثار الشباب من أجلها وراح ضحيتها العشرات من خيرة شباب مصر وأصيب المئات ومازال نزيف الدم لم يقف حتى الأن، أود أن أرى مصر جديدة كما تمناها إبني "علاء ". - كيف ترين مصر في السنة الثانية لذكرى مجلس الوزراء؟ أنا أشم الدم في رائحة مصر ولا يوجد متهمين، وإن وجدوا ينطلق مهرجان البراءة للجميع، المحاسبة والقصاص ستحقن الدماء إن أرادوا ، أتمنى أن يحدث ذلك لأن كل من يزهق روحه فهو مصري أيا كان انتمائه. - وما الرسالة التي تريدين توصيلها الآن؟ دولة الظلم ساعة ودولة الحق والعدل إلى قيام الساعة، والقاتل يقتل ولو بعد حين، وحتى إن لم يتم القصاص فالحق عند ربنا عز وجل لن يضيع.