في ليلة استثنائية ويوم لا ينسى من تاريخ دوري أبطال أوروبا ودع العملاق الإيطالي نابولي البطولة من الباب الكبير بعد أن قدم كل ما هو مطلوب منه وفاز على ضيفه الإنجليزي الكبير أرسنال بهدفين نظيفين، إلا أنهما لم يكونا كافيين بسبب هدف سجله دورتموند في الوقت بدل الضائع على أرض مارسيليا الفرنسي لينتزع منه بطاقة التأهل، ليس هذا فحسب بل إنه انتزع صدارة المجموعة السادسة وترك أرسنال يتأهل كوصيف. منذ أن أجريت القرعة وأوقعت الثلاثي أرسنال ودورتموند ونابولي في مجموعة واحدة توقع الجميع أن تكون مجموعة حديدية، وأن الفرق الثلاثة ظلموا بهذه النتيجة نظرا لامتلاكهم لنجوم لامعة في سماء الكرة الأوروبية، وكرة القدم الممتعة أيضا التي يقدمونها، ولكن ما قدمه الفرق الثلاثة خلال جولات البطولة الست كان أكثر بكثير مما توقعه الجميع، ويكفي أن جميعهم أنهوا دور المجموعات برصيد 12 نقطة ولم يحسب المتأهل منهم متصدرا أو وصيفا ومن غادر من بينهم إلى الدوري الأوروبي سوى فارق هدف أو هدفين على الأكثر. ففي هذه المجموعة لم يتم اللجوء إلى قاعدة المواجهات المباشرة نظرا لأن الفرق الثلاثة متساوية في النقاط وفاز دورتموند على أرض أرسنال وخسر منه في ألمانيا، وفاز على نابولي في دورتموند وخسر منه في سان باولو، كما فاز أرسنال على نابولي في لندن وخسر منه في إيطاليا أمس الأربعاء، دورتموند أنهى متصدرا بفارق +5 بينما حل أرسنال ثانيا برصيد أهداف +3، فيما اكتفى نابولي برصيد +1 هدف. وعن أحداث مبارتي أمس فالبداية من سان باولو بجنوب شبه جزيرة إيطاليا حيث اللقاء المرتقب بين نابولي وأرسنال، فنابولي كان في حاجة إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف من أجل التأهل مباشرة دون النظر إلى نتيجة المباراة الأخرى في مارسيليا، أو الفوز بأي نتيجة مع عدم فوز دورتموند على مارسيليا. الشوط الأول من اللقاء كان حذرا وبطيئا نسبيا، حاول خلاله أمراء الجنوب مغالطة تشيزيني ولكن السلبية حسمته. في الوقت ذاته كان دورتموند قد أنهى شوطه الأول في مارسيليا متعادلا بهدف لكل فريق بعد أن تقدم له ليفاندوفسكي في الدقيقة العاشرة، ولكن دياوارا عادل النتيجة لأصحاب الأرض في آخر دقيقة. التعادل في فرنسا ألهب حماس لاعبو نابولي في شوطهم الثاني مع أرسنال وكانت مشاركة إنسيني بدلا من بانديف مؤثرة فعليا في شكل المباراة. مع مرور الدقائق واستمرار دورتموند متعادلا في مارسيليا زاد إصرار نابولي على الفوز الذي جاءت بشائره بالفعل في الدقيقة 73 عندما سدد هيجوايين يسارية أرضية رائعة سكنت الزاوية اليسرى لمرمى تشيزيني. استمر تقدم نابولي حتى الوقت الضائع وظلت بطاقة التأهل في جيبه كمتصدر للمجموعة بواقع المواجهات المباشرة مع أرسنال نظرا لتعادل دورتموند، ولكن جروسكرويتز كان له رأي آخر في الدقيقة 91 وسدد كرة غالطت الحارس الفرنسي مانداندنا في جنوبفرنسا، فقلبت الطاولة على الجنوب الإيطالي ووضعت أسود فيستيفاليا بدلا من أمراء نابولي في ثمن النهائي. لم ييأس نابولي وسجل هدفا ثانيا من كاليخون في الدقيقة 92، وكان على بعد هدف واحد ليحول دفة المجموعة تماما ويخرج أرسنال من السباق ويتأهل مع دورتموند، إلا أن الوقت لم يسعفه فغادر البطولة بشكل مشرف وسط تحية مستحقة من جماهيره، ودموع حارة من لاعبيه الذين لم يدخروا جهدا ولكنهم سيكملون المشوار في الدوري الأوروبي بصحبة يوفنتوس الذي غادر البطولة بطريقة مشابهة عصر أمس على يد جالاطة سراي هناك في إسطنبول. وبنهاية مباريات الجولة يكون المتأهلين الستة عشر قد تم الكشف عنهم والثمانية المتحولين إلى الدوري الأوروبي أيضا وهم. في الصدارة (مانشستر يونايتد – ريال مدريد – باريس سان جيرمان – بايرن ميونيخ – تشيلسي – دورتموند – أتليتيكو مدريد – برشلونة) في الوصافة (ليفركوزن – جالاطة سراي – أوليمبياكوس – مانشستر سيتي – شالكه – أرسنال – زينيت سان بطرسبرج – ميلان) المتحولون للدوري الأوروبي (شاختار – يوفنتوس – بنفيكا – سسكا موسكو – نابولي – بورتو – بازل – أياكس أمستردام).