نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس، مقالًا لرونين برغمان يعد بمثابة إعلان مسئولية عن اغتيال القائد المقاوم حسن اللقيس، وكتب المقال بلغة مشحونة بالتباهي بارتكاب جريمة الاغتيال رغم النفي المتلعثم وغير المنطقي لمسئولية إسرائيل عن هذا الاغتيال وهذا نص المقال: "في بداية ديسمبر 2011، قبل سنتين بالضبط، نشر في "يديعوت أحرونوت" تحقيق صحفي عن "جيش الظلال" منظومة تنسيق بين نشطاء تنفيذيين كبار من سوريا، من إيران، من حزب الله، من الجهاد الإسلامي الفلسطيني ومن حماس، وجاء في التحقيق أن "ممثل حزب الله في هذا المنتدى يدعى حسان اللقيس، رئيس قسم الوسائل القتالية في المنظمة". كل الباقين لاقوا حتفهم في ظروف غير طبيعية "حسان اللقيس، كما روى التقرير، لا يزال على قيد الحياة"، إلى أن شهد الثلاثاء انتهاء حياة "اللقيس" عندما صُفي بعيارات نارية في موقف سيارات بيته في بيروت. وكان اللقيس قد وصل "الثلاثاء" عند منتصف الليل إلى بيته، وأوقف سيارته في موقف سيارات المبنى، وعندها انقض نحوه مغتالون وأطلقوا عليه من مسافة قصيرة خمسة عيارات نارية من مسدسات كاتمة للصوت. وقد أُصيب في رقبته وفي رأسه وتوفي متأثرًا بجراحه في المستشفى بعد وقت قصير من ذلك، واللقيس نشيط في حزب الله منذ أن كان ابن 19 عاما وتجند بالحزب بعد وقت قصير من إقامته. ويأتي أساس تأهيله من تجربته الجمة التي جمعها في تطوير وإنتاج الوسائل القتالية، ويكاد يكون منذ بداية طريقه كرجل المشتريات الكبير والمنسق مع إيران في مواضيع الوسائل القتالية. وبفضله أصبح حزب الله "لديه قدرات نارية ليست ل 90 بالمئة من دول العالم"، مثلما وصف ذلك رئيس الموساد السابق مائير دغان، على حد وصف الكاتب الصهيوني. وكان اللقيس مطلوبا أيضا في كندا وفي الولاياتالمتحدة بسبب نشاط شبكة خلايا حزب الله في هاتين الدولتين في بداية التسعينيات. في المكالمات الهاتفية الأخيرة التي التقطها مكتب ال اف.بي.آي قبل إجراء الاعتقالات سُمع اللقيس يُزايد على أعضاء الخلايا في أنهم لا يفعلون ما يكفي في صالح المنظمة ويوبخهم في أنهم بينما رفاقهم يعانون من وقع يد إسرائيل في الشرق الأوسط فإنهم يتمتعون بالحياة الطيبة في أمريكا. ومع انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في 2000 بدأت عملية التعاظم العسكري لحزب الله، فقد عمل اللقيس بمحاذاة وتحت قيادة رئيس أركان حزب الله، عماد مغنية، وبنى الرجلان في جنوبلبنان منظومة مركبة من التحصينات التي كانت لها أهداف مزدوجة. وبفضل المنظومة التي كان اللقيس جزءًا مهما في بنائها، لم تنجح إسرائيل في الانتصار على حزب الله في حرب لبنان الثانية في صيف 2006 التي حاولت فيها إسرائيل قتل اللقيس باستخدام طائرة إف16 أطلقت صاروخا نحو شقة في بيروت كان يفترض أن يكون اللقيس فيها ولكنه لم يكن في البيت، وقُتل ابنه. اتهم حزب الله بالطبع إسرائيل على الفور التي لا شك أن لديها أسبابا وجيهة للتخلص من اللقيس، ومع ذلك، فإن شكل التنفيذ ليس مناسبا لعملية بأيد إسرائيلية. فكل التصفيات الأخيرة التي نُسبت لإسرائيل نُفذت بأساليب مختلفة تماما، فإطلاق النار في اشتباك في منتصف الشارع في حي بيروتي يتضمن مخاطرات لا بأس بها على المنفذين. ومن الصعب الافتراض بأن أحدا ما في إسرائيل، لو كان يقف خلف الاغتيال، كان سيقر لمقاتلين إسرائيليين يهود أن يأخذوا مثل هذه المخاطرة، وقد أفاد مصدر في حزب الله لوكالة أنباء إي.اف.بي بأن اللقيس كان صديقا شخصيا وأحد المقربين جدا من الأمين العام حسن نصر الله.