ذكر "اركادي دوبنوف"، الخبير في شئون دول "الكومنولث" المستقلة، أن الزيارة المقبلة للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى ارمينيا، لديها اهدافا اوسع من تلك التي يتضمنها اطار العمل الثنائي، حيث يوجد دول وكتل اخرى مشاركة بشكل غير مرئي في المحادثات. وقال "دوبنوف"، وفق وكالة "شينخوا"، إن العلاقات الوثيقة بين موسكو ويريفان، لها أهمية كبيرة للجانبين بسبب الموقع الجيوسياسي لارمينيا، وأضاف الخبير "ارمينيا هي دولة الكومنولث الوحيدة التي تبقي روسيا على قاعدتها العسكرية فيها منذ الاتحاد السوفيتي، وتصر يريفان على ابقاء القاعدة للأبد"، في إشارة إلى الأهمية الحيوية للتواجد العسكري الروسي لحفظ الأمن في الدولة الواقعة جنوب القوقاز. واشار الخبير إلى أن "بوتين" ونظيره الارميني "سيرج سركسيان" قد يوقعان اتفاقية رسمية بشأن انضمام ارمينيا للاتحاد الجمركي بقيادة روسيا، ومن المتوقع أن يقام الاتحاد الاوروآسيوي في 2015. وقال "دوفنوف"، "بالنسبة ليريفان، فإن المشاركة في الاتحاد الجمركي، اكبر من كونها مجرد مسألة اقتصادية، فهي خطوة اخرى باتجاه توازن القوى الودية بين اذريبجان وتركيا"، مشيرا إلى انه في الوقت الذي تشارك فيه ارمينيا في منظمة معاهدة الأمن الاجتماعي مع روسيا واربعة دول اخرى في الكومنولث، لا تشارك فيها اذربيجان. وقال الخبير إنه قد يكون طريق ارمينيا إلى الكتلة الاقتصادية الثلاثية أقصر مقارنة بالطامحين الأخرين، مثل قرغيزستان وطاجيكستان، مشيرا إلى ان "سركسيان" أعرب عن رغبة بلاده في الاندماج مع الاتحاد الجمركي في سبتمبر. ويعتقد الخبير الروسي انها لم تكن مصادفة ان تعلن موسكو ويريفان خططهما في ستبمبر الماضي، فى الوقت الذى تمضى فيه استعدادات اوكرانيا للتقارب مع الاتحاد الاوروبي على قدم وساق. وبعدما قامت كييف بتغيير مسارها، كان لدى موسكو دافع اكبر للاندماج مع ارمينيا في الكيان الجيوسياسي الذي تهمين عليه روسيا، وفقا للخبير. واشار الخبير "يرغب بوتين في استغلال قوة الدفع للتأكيد على ان روسيا، باعتبارها مركزا طبيعيا للجاذبية في الفضاء الاوروآسيوي، من اجل اظهار أن الجمهوريات السوفيتية ليس لديها بديل، إلا ان تجتمع تحت مظلة موسكو". واختتم حديثه أن زيارة "بوتين" إلى ارمينيا ستحقق نجاحا، في ظل دعم الشعب الارميني لعلاقات اوثق مع روسيا الذي يعتبرها دولة شقيقة. يشار الى أن ارمينيا واذريبجان دخلتا في صراع بسبب منطقة "ناجورنو- كاراباخ" الجبلية، التي استولت عليها قوات تدعمها ارمينيا في 1991، ويجري الجانبان محادثات سلام بوساطة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا منذ 1994.