* يديعوت أحرونوت: بدءا من يوم الجمعة تدار العلاقات مع مصر بإشراف الإدارة الأمريكية بعد 3 عقود من العلاقات العادية * الأيام التي كان بإمكان الأنظمة العربية لجم عداء الشارع لإسرائيل وإقامة السلام بمعزل عنه ولت إلى غير رجعة * الإسرائيليون اعتقدوا أن العالم غبي وسيسمح لهم ب”عودة صهيون”، ولكن العالم ترك لنا الحبل أكثر من أربعين عاما والآن سيأخذ الثمن تل أبيب- وكالات: استمر اهتمام الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحد، بالهجوم على سفارتها في مصر، وصدرت صفحاتها الأولى بصور للأحداث داخل وحول مبنى السفارة، وتناول العديد من الكتاب والمحللين العسكريين والسياسيين الحدث مؤكدين أنه حدثا استثنائيا. وقال أليكس فيشمان المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة يشبه احتلال السفارة الأمريكية في طهران، خلال الثورة الإيرانية، في إشارة إلى أن ما يحدث في مصر هو تحول استراتيجي في الشرق الأوسط، مسجلا أنه ابتداء من يوم الجمعة تدار العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية المصرية بإشراف الإدارة الأمريكية بعد ثلاثة عقود من العلاقات دبلوماسية كاملة وعادية بين الدولتين. ومن الناحية الأمنية، اعتبر فيشمان، إن مصر التي صنفت حتى الآن كدولة صديقة وفي الدرجات الدنيا من الخطر الأمني، تحولت بعد حادث السفارة إلى الدرجات العليا من الخطر الأمني، وإذا ما فقد الجيش المصري السيطرة لصالح القوى المتطرفة ستتحول مصر من خطر كبير إلى تهديد فعلي. ونقل موقع عرب 48 عن المراسل العسكري ل”يديعوت” رون بن يشاي، إشارته إلى أن الاستنتاج الأساسي من أحداث السفارة هو أن الأيام التي كان بإمكان الأنظمة العربية لجم عداء الشارع العربي لإسرائيل وإقامة علاقات السلام أو اللاحرب بمعزل عنه قد ولت إلى غير رجعة، ولذلك على إسرائيل إبداء الصبر والشجاعة وبرود الأعصاب التي ميزتها حتى سنوات الثمانينيات، عندما وقفنا أمام عالم عربي معاد. وأضاف بن يشاي: “علينا تغيير أنماط السلوك السياسي والأمني” وفقا للواقع الجديد، ما يعني الأخذ بالاعتبار رد فعل الشارع العربي والإسلامي على كل خطوة، وهذا يوجب، ضبط تفوهات وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست وحتى نحن الصحفيين، كما يقول بن يشاي، لأنه من الصعب إفهام الجمهور العربي الغاضب تفاصيل ما قصده، هذا الوزير أو ذاك، عندما قال ما قاله وصعد الأجواء دون داع. ومن جانبه، قال الصحفي ايتان هابر، الذي كان مدير مكتب رابين، إن كل الإسرائيليين يتحملون المسؤولية لأنهم اعتقدوا أن العالم غبي وأنه سيسمح لهم ب”عودة صهيون”، واعتقدوا أنهم أكثر ذكاء من الجميع، وأنهم يضحكون على الجميع، ولكن العالم ترك لنا الحبل على غاربه، أكثر من أربعين عاما والآن سيأخذ الثمن. وأضاف أنه بعد عشرة أيام سيرفع مندوبو 130 أو 190 دولة أصابعهم تأييدا للدولة الفلسطينية، وقريبا سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإعداد خطط لإمكانية نشوب حرب مع مصر، الأردن، ليبيا، إيران، وربما تركيا والفلسطينيين والسوريين. أما المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” ألوف بن فقال، إن التسونامي السياسي الذي تنبأ به وزير الأمن ايهود براك، قد تحقق حتى قبل توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة، إسرائيل تقف معزولة أمام مصر وتركيا وإيران، اللواتي كن في فترات سابقة حليفات لها. صحيح أن نتنياهو لا يستطيع تغيير مسار العمليات التاريخية ، يقول بن، ولكنه لم يقم بأي خطوة لتخفيف تأثيراتها عليها، والنتيجة أن وضع إسرائيل الإستراتيجي من الأكثر سوء تحت قيادته. وقال آري شافيط في الصحيفة نفسها، إن القامة المنتصبة أمام تركيا التي أبداها نتنياهو وليبرمان صعدت المواجهة مع تركيا في عصر عدم الاستقرار غير المسبوق في المنطقة، وذلك بعد ممارسة نفس السياسة أمام الفلسطينيين، عوضا عن إضعاف لهيب النزاع، قبل انفجار البركان العربي. والآن يغذي النزاع مع الفلسطينيين والمواجهة مع تركيا، بعضهم بعضا، في وقت يتعاظم فيه العداء تجاه إسرائيل من قبل العالم العربي، وطرد السفير من أنقرة يتجاوب صداه مع هرب السفير من القاهرة، وانفكاك التحالف مع القوة العظمى الإقليمية في الشمال يؤدي إلى انحلال السلام مع القوة الإقليمية العظمى في الجنوب، وعوضا عن تقوية ذاتها في وجه عاصفة الهوريكان القادمة تصر إسرائيل، كما يقول شافيط، على إضعاف وعزل نفسها نهائيا.